25 مايو، 2024 9:27 ص
Search
Close this search box.

بطل من اهوار العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

احتفظُ بنسخةٍ من وصية الشهيد  جاسم الفرطوسي والمكنى ( ابو نصيف الفرطوسي ) يقول فيها : اوصي الاخوة المجاهدين بمواصلة الجهاد ضد نظام الطاغية صدام .. واوصي  اهلنا في قرى الاهوار باحتضان المجاهدين ورعايتهم .. واوصي ببيع حلقة  من الفضة هي كل ماعندي من خطوبتي وزواجي الذي لم يتم والتبرع بثمنها لدعم المجاهدين ..
استشهد ابو نصيف في تموز عام 1992 خلال معركة ضروس بين قوات المجاهدين والفرقة الرابعة عشرة ووقعت بالقرب من ناحية العدل  جنوب غرب محافظة العمارة حينما انفجر مدفع الهاون الذي كان يستخدمه خلال المعركة الى جانب سلاحه الاساسي وهو مدفع رشاش من نوع BKC
وارشف الشاعر المجاهد الكبير ابو زينب البطي لحظات استشهاد ابو نصيف وقال :
ابو نصيف نزل للكون وزامط علشهادة زماط
شرب بارود المخيفات واتكمط بسده كماط
عمت عينك يهاون كون خليته يكمل الماط
مامندوم أعليه المات ابطكهن
في اليوم الذي استشهد فيه ابو نصيف , كانت والدته في طريقها من البصرة الى اهوار العمارة  لمقابلته والتباحث معه بشان زفافه , وصلت الوالدة عند لحظات الغروب الى قرية الصحين وبعد 3 ساعات تقريبا  على مصرع ولدها .
في تلك اللحظات كانت قرى شمال اهوار العمارة , الصحين والصيكل والعكر والجدي , كانت تنتحب , سكان تلك القرى لطموا الخدود والصدور على رحيله , وفي المقابل كانت مقار الفرق والشُعَب التابعة لحزب البعث في مناطق العدل والمجر والسلام وفي مقر قيادة الفيلق الرابع , تشهد احتفالات وابتهاج بمقتل ابو نصيف الذي لطالما اوجعهم  واسقاهم العلقم لشجاعته وجراته الاسطورية  , لاسيما في معارك منطقة الجدي التي استمر فيها القتال لثلاثة اشهر وقتل فيها المئات من قوات الفيلق الرابع وجهاز الامن الخاص والجيش الشعبي .
بناءا على وصيته دفن الشهيد ابو نصيف في قرية العكر , وأقمنا بجوار قبره صالة من القصب  حيث كنتُ اصر على اقامة الندوات والمهرجانات  والشعرية , فيها ولم  يخلُ اي احتفال من قصيدة تشيد ببطولاته  .
ولكن من هو ابو نصيف الفرطوسي ؟
شاب جميل المظهر حسن الوجه من  ابناء محافظة البصرة , اعتقل في عام 1981 وحكم عليه بالسجن المؤبد  ثم افرج عنه بعفو عام صدر في سنة 1986 .
حينما خرج من السجن لم يتجه الى اهله وذويه في محافظة البصرة وانما توجه الى اهوار محافظة العمارة مباشرة والتحق بصفوف المجموعات المسلحة  هناك لايمانه بان مقارعة نظام البعث لم  تنته بمجرد انه عُذِبَ وسُجِن وبالتالي يكون قد ادى واجبه الديني والوطني , اذ وجد في احراش الاهوار قاعدته التي سيكمل من خلالها مسيرته الجهادية والنضالية وايصال رسالته الى العالم بان العراقيين لن يرضخوا للسجون والتعذيب والاعدامات  وان الظلم يقابله ثورة  واحتجاج .
 ملاحظة : الغرض من هذا البروفايل  عن الشهيد ابي نصيف هو تذكير السادة القادة والزعماء السياسيين والسادة النواب بان هناك ابطال  يستحقون التكريم والرعاية .
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب