أتعجب كثيرا من رجال الاعمال العراقيين المطالبين بالتجديد لولاية المالكي رغم الازمات ومسلسل الفشل المتواصل امنيا وسياسيا وأقتصاديا ،ترى ما سبب ذلك ؟. فالولاية الثانية للسيد المالكي تميزت بكثرة الازمات والتهميش لكافة الفرقاء السياسيين الذين يختلفون مع السيد المالكي سياسيا سواء كانوا شيعة أو سنة أو أكراد وقد تكون مواقف السيد المالكي مع الاخوة الكرد مفهومة ولكن مواقفه مع بقية الفرقاء غير مفهومة بتاتا فهو يحيل ملفات الفساد حسب اهوائه وتتخذ بموجها قرارات وفق “قضاء مدحت المحمود”،والمالكي يتحمل مسؤولية ما حدث بعد التاسع من حزيران الماضي وسقوط المدن العراقية الواحدة تلو الاخرى جراء الفشل السياسي وخرق قواعد حقوق الانسان العراقي وشرعنة الفساد وغيرها من اسباب معروفة.
قليل من العراقيين يعرفون الدور الخفي السياسي “التجاري” للمدعو فيصل الخضيري رجل الاعمال وبطل اكبر صفقة فساد في المجال التربوي العراقي ، وهناك علاقة مصالح تربط الخضيري بصالح المطلك ومحمد تميم وسعد البزاز ومحافظ صلاح الدين “الكاولي ” احمد الجبوري ، ولكن ما علاقة دعم الخضيري لولاية ثالثة للمالكي خلافا لارادة الشعب والمرجعية وكل الاطراف السياسية ، اعتقد المسألة اصبحت واضحة من خلال العقود المشبوهة ونسب “الكومشن” التي تذهب الى جيوب السحت الحرام للمقربين من المالكي بواسطة افسد وزير تربية في ارجاء المعمورة إلا وهو “محمد تميم ” الذي باع اهله في الحويجة وغيرها من المناطق الثائرة ضد الظلم والطغيان .
فنجد صالح المطلك أسيرا للسيد فيصل الخضيري الذي هو الشخص الذي اعطى للمطلك الطائرة التي ذهب بها الى السعودية ووجدنا نوابا أختصاصهم العقود والمقاولات مستندين الى الدعم السياسي من الجهات العليا وثقتهم بأنهم لن يتعرضوا للمحاسبة لان لهم أسوة في ذلك وهو جمال الكربولي ومشتقاته.
ولوتعرفون ماذا اكتنز جمال الكربولي من المال من خزائن الشعب العراقي ولتجدون ماذا يفعل أقاربه في بيروت وماذا يصرفون من اموال وكأن الاموال التي ينثرها لاقيمة لها او انها عملة ملغية متناسيا ان هناك الكثير من العوائل تعيش على قوت يومها وان هناك اطفالا بلا معيل يعملون لاعالة عوائلهم وهناك اكثر من مليون نازح من الحواضن الانتخابية للكربولي بلا ماوى وموت اكثر من 250 طفلا فقط من نازحي الموصل!.
وان فيصل الخضيري وجمال الكربولي فوق المحاسبة ،ومن هنا يحاول الخضيري ابداء كل الدعم لتجديد الولاية الثالثة للمالكي لان وجود المالكي وحاشيته الفاسدة سيؤمنون له سرقة المال العام “المفتوح”امام كل لص ونصاب وعديم الاخلاق ، واكدت مصادر مقربة من محمد تميم ان فيصل الخضيري ممول الحملة الانتخابية الاخيرة له صرف لحد الان “رشوة” بقيمة “50” مليون دولار الى اطراف سياسية مؤثرة لبقاء محمد تميم وزيرا للتربية مقابل غلق ملف بناء المدارس المهدومة والتي تقدر باكثر من مليار ونصف مليار دولار استلمها فيصل الخضيري دون ان يتم المباشرة بالعمل لحد كتابة هذا المقال لتشكل تلك الصفقة اكبر عملية فساد في المجال التربوي بعد ان تم تشريد مئات الاف من الطلبة وتركهم في العراء ونحن على ابواب العام الدراسي الجديد . وصدق المثل القائل ” الطيور على اشكالها تقع”، والشعب العراقي له الله ، “ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون”. وحمى الله العراق.