من المفارقة أن تتخلف العاصمة في البيئة وصحيا وعمرانيا ، وأمانة بغداد تهدر الأموال الطائلة بغير وجه حق على مشاريع فاشلة وغير مجدية ،وكل سكان العاصمة تشهد وتقر بذلك التخلف بعد ان كانت بغداد محض إعجاب وانبهار للعالم ومتقدمه في الخدمات والعمران ونظافة الأحياء السكنية على مدى عقود طويلة وعلى الرغم من قلة الإمكانيات المادية والبشرية وعدم وجود التقنيات في تلك الحقبة ، لقد ابتلى البغداديون بشلة فاسدة وهم يؤسسون لأكبر أعمال النهب والخراب وتدمير البنية التحتية لبغداد، بسبب فقر التشريعات وانعدام الرقابة بشتى المجالات ، وقد شدني حديث الحاج السبعيني (ابو محمد) وهو يقول : احمل معي (بطل الميزوا) سائلته لماذا.؟؟ قال اعاني” ياعمي” … من خلو بغداد من (المراحيض) وانا مصاب بمرض السكري وحاجتي كثيرة الى استخدام دورة المياه، لكن للأسف لم أجدها،وإذا وجدتها في كراجات النهضة ، الباب الشرقي،وعلاوي الحله، فهي خالية من النظافة والصرف الصحي ونراهن عبارة عن بركة مملوءة بالقاذورات والروائح الكريهة ، وأنت (دبر نفسك) بعد… ، اخر مهازل امانة بغداد هو إهمالها لإنشاء مرافقات صحية wc)) (دورة مياه) وفق تصاميم حديثة ونضيفه أسوة بما نشاهده بدول العالم وحتى الدول المتخلفة فهي تهتم بهذه الخدمات الصحية ، وهناك أماكن عامة تقوم أمانة بغداد بتطويرها وزراعتها لكنها تفتقد لتلك المرافقات الصحية ولا نعلم لماذا تتجاهل الأمانة توفير هذه الخدمات وهي غير مكلفة ولا تحتاج الى أموال كبيرة ربما فيها استفادة للمواطن ومضره … للأمانة لأنها صفقة خالية من الفساد والأمانة لا تشجع تلك المشاريع النظيفة، ماذا نقول للزوار اذا جاءوا الوفود وتجولوا في بغداد هل يدخلون (بمراحيض باب الشرقي) ام يذهبون الى منطقة الميدان وهم في طريقهم الى شارع المتنبي وزيارة المناطق السياحية والتراثية والأثرية. ونرى ان حتى مناطق علاوي الحله مرورا بالعديد من المناطق التجارية والصناعية والاسواق والطرق السريعة والشوارع الكثيرة ، المدمرة ، والمحفرة ، الى منطقة الثعالبة اخر المناطق البعيدة التابعة الى أمانة بغداد وهي تبعد عن مركز المدينة على نحو عشرين كيلو متر لم تجد اي مرافق صحية على تلك الطرق ، ويتم الذهاب الى دور العبادة او منازل مهجورة وبيوت المواطنين ، لغرض الدخول الى المرافق الصحية،او لاستعانة بخدمات( بطل الميزوا)، وحتى مناطق مدينة الصدر باتجاه شارع فلسطين و مناطق المستنصرية وزيونة الكرادة و الوصول الى منطقة ، الدورة لم تنشئ أمانة بغداد أي مرافق صحية على الرغم من وجود مساحات متاحة لغرض إنشاء تلك الخدمات وتوفير اماكن الاستراحة. ويقول الناشطون في المجال الاجتماعي ان المرحاض الرديئة تتسبب بإمراض يمكن تجنبها. و حيث تعمل الأمانة على صرف المليارات على الشوارع والاكساء والأرصفة الهشة لكنها تتكسر فيما بعد ويتم قلع الأرصفة وإعادة الاكساء مرة ثانية وهم مستعدون لأنفاق المال الوفير على تلك الإعمال الوهمية ، وليس على مرحاض صحي نضيف، ان مشاكل نقص الخدمات لايمكن إحصائها بمقال او تقرير صحافي لكن تلك المشكلة المهمة تلتحق بمشاكل الأمانة المستدامة منها انعدام المشاتل، وغياب الاهتمام بالحدائق، ورفع التجاوزات عن الاسواق التابعة للأحياء القديمة، وشحة مياه الشرب، وتوقف المشاريع الإستراتجية، وغيرها . المفارقة الاخرى ان حتى الاطفال في المدارس فهم يواجهون نفس المشكلة وربما اعقد حيث انعدم تلك المرافق الصحية في المدارس وهم يذهبون الى البيوت المجاورة للدخول في المرحاض ، بينما يقع على الجهات التربوية ترويج تلك الثقافة من خلال المدرسة، وينبغي على الذين يهملون هذا الجانب ان يتعلموا ان المرحاض الجيد هو “هدف كبير” يمكن ان يعزز الثقة بالنفس والمرتبة الاجتماعية الراقية ، فضلا عن تحسين الصحة والمحافظة على البيئة ، ان النقص في المراحيض وفي الأنظمة الصحية العامة ونظافة البيئة لا يزال يعتبر مشكلة مستعصية تواجه الأمانة ولا نعلم إلى متى سوف تستمر، وهل يروم السيد الأمين الاستعانة بشركة لبنانية لكي تقوم “بجرد” النواقص التي تعاني منها العاصمة لأنه لايقرأ ما يكتب في الصحافة ، ولا يشاهد ماتعرضه القنوات الفضائية من مأسي ،ومشاكل وليس لديه مكتب للأعلام يتابع ويرصد مشاكل ومعاناة العاصمه، هل ياترى حدثت هذه المشاكل في اي عاصمة في العالم ..؟؟؟ نأمل من أمانة بغداد بوضع الحلول والمعالجات الصحيحة ولاتكتفي بتوفير(المراحيض) بل تحرص على تصميم وبناء دوارات مياه نضيفه وصحية مراعية للبيئة، وليس من المنطق والمعقول ان تكون أغنى عاصمة مثل بغداد مرحاضها (بطل ميزوا) متنقل، ومناطقها مهملة وتعاني نقص الخدمات والحمامات.