19 ديسمبر، 2024 6:28 ص

بطلقة صغيرة

بطلقة صغيرة

تحسست يدي و قدمي و لكن الدهشة كانت تسيطر علي ثم وضعت يدي اليمنى على راسي و لكن الدهشة كانت تصفعني بعدها اضطررت الى قرص يدي كي اتاكد من وجودي، تذكرت الجملة اليونانية الخالدة (انا افكر فأنا موجود) لكنني كنت غير متاكد من وجودي هل انا في حلم ام انا في غيبوبة و لكن ها هم طلابي يمتحنون امامي ها هم طلاب الادب و ها هم طلاب اللغة، انا في كليتي، و لكن ما هذه الضوضاء و ما هذه الفوضى فاسمعوا مني شيئا منها، الساعة الحادية عشر من صباح يوم السبت الرابع عشر من حزيران، العام الفان و ثمانية:
(انت مسكتني و سأرسب في صفي، هل سأرسب في صفي؟ انها مجرد ورقة غش صغيرة مسكتيها معي، هل سأعيد السنة بسبب ورقة غش صغيرة؟ والله سأنهي حياتك بطلقة صغيرة و الله سأجعلها مسألة عشائرية!!!) هذا جزء صغير من كلام طائش لطالب كلية استنتج منه ما ياتي:ان الطالب غش و اعترف بذلك اثناء تهجمه على المُدرسة كما انه هددها بالقتل.
و حول حديثه الى ساحة العشيرة فهل العشيرة تقبل بتصرفه هذا؟ بالطبع لا و الف لا لان العشائر هي مصدر القيم و المبادئ. و تسبب بالاخلال بهدوء القاعة و نظام الامتحانات و قد حوّل الجامعة الى ساحة للمهاترات. عدت بذاكرتي الى ستينيات القرن الماضي و كيف تعلمنا الاحترام المتبادل و كيف علمنا معلمونا ان الاعتداء على مستخدم المدرسة حتى في العطلة الصيفية يعتبر اعتداء على القانون و على النظام التربوي و من خلال هذا الخرق يعتبر الطالب مفصولا. في الابتدائية علمونا النظام و الاحترام و مساعدة الصغير و الكبير و مساعدة القوي و الضعيف و اليوم يقف (الكثير) من الطلاب في الكثير من المدارس و الكليات مهددين المعلم الفاضل و المدرس النبيل و الاستاذ القدير بالويل و الثبور و عظائم الامور اذا لم ينجحوا وويل للتدريسي الملتزم النزيه الذي يخشى الله و يريد الحفاظ على النظام و على المستوى العلمي و التربوي فهو كالقابض على دينه كما يقول المصطفى (ص). لذا اقترح على الاساتذة الشرفاء الاوفياء للمبادئ و الوطن و القيم الاصيلة ان (يدخلوا دورات الجودو و الكاراتيه و الملاكمة او حمل الاسلحة النارية التي لم نحملها في شبابنا فكيف و قد اشتعل الراس شيبا؟
            ذنب هذه المُدرسة انها اخلصت في عملها فمسكت حالة الغش و التي (يتردد رجال في مسكها) فهل تبقى كلياتنا تحت التهديد و الوعيد؟ و هل من نظام علمي تربوي جديد ؟ كيف لا يخرق الطالب القانون اذ حضر امامي طالب لاول مرة يوم 27/5/2008 و حين سالته عن غيابه و عدم خوضه لاي امتحان اعترف قائلا بانه امضى العام في دمشق!! و حضر اخر يوم 24/6/2008 طالبا مني ان اضع له معدلا لا يقل عن خمس عشرة درجة و هو الاخر لم يحضر طول العام و لم يمتحن فابلغته ان درجته هي الصفر بالله عليكم كيف سُمح للعشرات مثل هذين الطالبين بالبقاء في الكلية دون فصلهم ام ان هؤلاء متاثرين بنظرية دارون (البقاء..) و على الاساتذة اقتناء خناجر يمانية و سبر اغوار المسالك العدوانية… الم تكتب اولى القوانين في ارض الرافدين؟ الم تكن مسلة حمورابي اولى القوانين الوضعية و التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة الا و عالجتها الم تكن ارضنا هي ارض الرسالات السماوية و التي رتبت و نظمت كل شئ، الم تكن الاية الكريمة (و لكم في القصاص حياة يا اولي الالباب) قانونا ربانيا عظيما مركزا و واسعا فلم لا نطبقه؟
لم يُفصل الطالب و لم يُكلمه احد و نجح نجاحا (باهرا) في الدور الثاني!!
واوينا المدلل لحد يكضه                  التراجي من ذهب و الطوك من فضة
 حفظتنا و اياكم اساتذتي الكرام الارادة الربانية من النوايا و الايادي العدوانية و حافظنا الله و الايات القرآنية) [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات