بدأت بطولات هذا الكرسي وملحمة ألوصول أليه و إمتلاكه منذ قديم ألزمان , لأنه يمتلك مميزات عديدة تجعله محطا” للأنظار , ومكان للتصارع من أجل الوصول أليه , ويمتلك أيضا ( سحرا” ) عجيبا” لا يضاهى , بحيث يجعل من يجلس عليه لا يفرط فيه أبدا” مهما كلفه ألأمر , أبدأ لكم حكاية هذا ألكرسي من قبل 45 سنة وصولا إلى ألان .
كان هذا ألكرسي لرئيس جمهورية العراق وهو( ألهدام ألمقبور ) , حيث كان هو رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس قيادة الثورة ألمشؤومة , و ألقائد ألعام للقوات ألمسلحة , حيث كان ألآمر ألناهي آنذاك لأنه متربع على عرش ألسلطة , وجالس على هذا ألكرسي ( ألمسحور ) , وقد فعل ما فعل صاحب هذا ألكرسي في ألعراق من جرائم ومجازر ومقابر جماعية وقتل وظلم وجور وعاث في ألأرض فسادا , حتى قتل ( رفاقه ) لكي يتفرد بالسلطة وحده , حتى وصل به ألأمر إلى ألتأله , ومر ألعراق بأسوأ حقبة زمنية أبان حكم ألطاغية ألهدام , ولكن بعد هذا كله شاء ألله أن يفرق بين ألكرسي وصاحبه , ويأتي يوم ألحساب الدنيوي لهذا ألظالم ألهدام , وفعلا تم أسقاط ألنظام المقبور على أيدي ألأمريكان في عام 2003 , وبعد ذلك بقي ألكرسي فارغا” ولكن ألكل يترقب من سيكون صاحب ألحظ ألسعيد ليشغله .
حيث كان ألمتحكم في الوضع ألعراقي آنذاك هم ألأمريكان , وتم تنصيب (بول بريمر ) حاكما” مؤقتا” ليدير ألوضع ألعراقي , لحين تشكيل ألحكومة ألعراقية , وفعل ما فعل أيضا ( بول بريمر ) في ألعراق من سرقة أموال ألبلد ونهب ثروات ألعراق ألمعدنية و ألنفطية إلى ما لانهاية , فالعراق خيراته لا تعد ولا نحصى , ثم تم تشكيل حكومة عراقية , وبدأ تقسيم ألكراسي, و ألكرسي (ألمسحور ) ينتظر من سيجلس عليه .
حتى تم إعلان ( أياد علاوي ) ألمجرم ألبعثي رئيسا” للوزراء , وبعد مرور شهور على جلوسه على هذا ألكرسي حتى بدأ مفعول سحر ألكرسي عليه , أول أمر قام به هو محاربة أبناء ألعراق , والوقوف جنبا الى جنب مع ألأمريكان ألمحتلين , أبان ألحرب ألتي دارت بين أهالي ألفلوجة في غرب العراق , وبين ألأمريكان , وفي الوسط والجنوب أيضا , وكان موقف ( أياد علاوي ) واضح جدا حيث سحره الكرسي وأعماه , وحتى ذهب بنفسه ليقاتل أهالي ألفلوجة بالدبابات دفاعا” عن ألأمريكان ألمحتلين , ولكن ألغريب كيف تناسوا الآن مافعله ( أياد علاوي ) , وأصبحوا يحبوه وينتخبوه لا أعرف !! أما في الوسط والجنوب فحاربهم أيضا” حتى وصل به ألأمر انه تعدى على ألإمام علي (عليه ألسلام ) وقدسيته وقال مقولته الشهيرة بحق الإمام عليه ألسلام ( إنه لبنة من لبنات ألعراق وبإمكاننا هدمه وبنائه من جديد) !! قبحك الله ما فعلها قبلك حتى بنو العباس . وآخر زيارة له للنجف ألاشرف تم ضربه بـ ( النعل والأحذية ) من قبل أهالي ألنجف ألمتظاهرين تعبيرا” عن غضبهم منه .
بعد ذلك تحول الكرسي إلى ( إبراهيم ألجعفري ) ليكون رئيسا” للوزراء , وماهي إلا سنة واحدة فقط حتى تدهور ألوضع ألعراقي جدا, وبدأ صراع المذاهب , وألطائفية ألمقيتة تغلغلت إلى روح بعض ألمناطق ألعراقية , وشهد ألعراق مرحلة جديدة من ألقتل و ألنهب و ألسلب و ألإغتصاب وتهجير ألأهالي من منازلهم حسب مذاهبهم , وتم مطالبة ألجعفري بالتنحي عن منصبه وترك الكرسي المسحور , وفعلا تنازل عن الكرسي لـ ( نوري المالكي ) ليكون رئيسا” للوزراء .
وبدأت ألمرحلة ألجديدة للعراق , وكان تأثير ألكرسي غير موجود في ألبداية وبدأ ألعراق يستعيد شيئا” من عافيته , حتى بدأت أشك في ( سحر )هذا ألكرسي , ولكن سرعان مابدأ مفعول سحر ألكرسي يظهر من جديد , فبدأت ألتخبطات و ألأزمات في ألعراق وتدهور ألأوضاع على جميع ألأصعدة , وأخر حدث مهم حصل في ألعراق هو أعادة ألبعثيين لمؤسسات ألدولة , من خلال قرار تعديل قانون ألمسائلة وألعدالة , وإحتساب رواتب تقاعدية لفدائيي هدام , وإتخاذ أي قرار للمحافظة على ألكرسي .
وإلى ألآن لم يعرف سبب تأثير هذا ألكرسي على من يشغله , ويبقى ألكرسي هو المنتصر دائما” على من يجلس عليه , وهو صاحب ألقرار و ألمسيطر وليس من يشغله !!! هذه هي بطولات ألكرسي ( المسحور ) ولم تنتهي ألحكاية بعد!!!