18 ديسمبر، 2024 11:16 م

بطران على الطريق

بطران على الطريق

عندما اقترب موعد زيارة الإمام الكاظم عليه السلام ودخلت أغلب حشود الزائرين القادمين من المحافظات قررت أن أقوم بجولة بين المواكب الخدمية المتناثرة في الطريق أرى من خلالها الناس وطريقة تعاملهم مع مستر كوفيد والانسة كمامة وماتقدم هذه المواكب لمن يشاركون بهذا المارثون الممتد لمئات الكيلومترات في كل الاتجاهات .. دخلت ازدحامات وخرجت منها بشق الأنفس.. وقفت في طوابير انتظارا للحصول على ( لفة معلاك ) لكن حظي قلبها إلى( كنتاكي ) بالفلافل .. كل المواكب تقدم للزائرين الطعام .. الشاي .. الماء وهذا الطعام لا يتعدى الوجبات السريعة ( اللفات ) هذه اللفات تتنوع صعودا ونزولا من الفلافل حتى الكباب ومن المعلاك حتى الكنتاكي ورأيت الكثير من ( المشايه ) يحرص على تناول أكثر من ( لفه ) في المكان الواحد مع الإصرار على التنوع والتغيير مضافا لها مرة لبن وأخرى يدفعها بشاي وثالثة يغمسها ببسي كولا ومنهم من ياخذ واحدة او اثنان احتياط ورغم أن المأكولات بسيطة وغير باهظة الثمن الا انها مكلفة واظن ان هناك جهات معينة تقف خلف هذا التمويل بعد أن أصبحت على يقين أن كل التجار الخيرين وكل فاعلوا الخير عاجزين عن توفير لفات حتى اذا بس فلافل لهذا البحر المائج والممتد من تخوم خان بني سعد مرورا بحي طارق مجتازا المدينة مجتمعا عند جامع النداء فضلا عن الجموع المتدفقة من كل حدب وصوب ومع انها قضية محيرة بالنسبة لي رغم تأكيدات الآخرين على بركات أهل البيت والعراق الا ان ما جعلني أقطع جولتي وأعود مذهولا هو الحوار الذي سمعته وانا أسير خلف اثنين من ( المشايه ) بعمر دون الاربعين وفوق العشرين حيث قال الأول لصاحبه :
. في العراق احسن مرجع في العالم
.اكيد بدليل زيارة البابا له في بيته
. في المقابل عندنا أسوء سلطة سياسية في الكون
. لكن المشكلة لا الحكومة تاخذ كلام المرجع ولا المرجع يضغط على الحكومة ويجبرها على تغيير عملها
. يعني ماكو فايدة
. مضبوط لان احنا جمعنا النقيضين من دون أن يصطدما حتى يحصل تغيير
. ممكن تقرب لي الموضوع حتى استوعبه جيدا
. نعم احنا في العراق مثل واحد اشترى قاط جديد غالي وقرر يلبسه بالعيد ومنا لما يجي العيد ضم القاط بالكنتور وصار سنين لا الحكومة جايبه عيد ولا مطلعين القاط من الكنتور
. و شنو علاقة القاط والعيد بالسلطة السياسية والمرجع ؟
. ارجوك اني رايح للزياره استر عليه لان بس افك حلكي يكولون عليه ملحد .
.