23 ديسمبر، 2024 12:30 ص

بصمات إسلامية على جثة سفير روسيا

بصمات إسلامية على جثة سفير روسيا

طبيعي جدا أمر الاغتيال، في مفردات وأدبيات العمل الدبلوماسي. لكن ليس طبيعيا أن يكون الاغتيال وسط خطابات دينية متشددة مملوءة بالهتاف التحريضي!اغتيال السفير الروسي في أنقرة، له دلائل خطرة حول أوضاع الساحة الإقليمية وخصوصا بأن “سفير روسيا” يُقتل بأرض ويد تركية.
أندريه كارلوف (62 عاما) الذي قتل برصاص رجل داخل معرض فني أثناء إلقائه كلمة في الحفل، بمعرض الصور التابع لبلدية “جانقيا” بأنقرة. سوف يصعّد لغة الخطاب بين “الشركاء المحاربين”!، المثلث الروسي والإيراني والسوري تلقى ضربة قوية ودرس “مكثف” في عملية الاغتيال هذه. لكن ممن؟!
هل النظام التركي هو من قام بالاغتيال؟ أم الفكر الحاكم؟ قبل أن نجيب عن هذا السؤال دعونا نستعرض آخر تطورات الأزمة (الحلبية).
عملية (التفريغ) التي جرت برعاية تركية روسية.. لإخلاء 20 ألفاً من سكان حلب، والتي شهدت توقفا غير مبرر كانت قد جددت سيناريوهات (تفريغ المقاتلين) من الشيشان والبوسنة، عملية الإجلاء لم تكن للمدنيين فحسب فهي مسألة دبلوماسية، عمل الشركاء فيها على إعادة توزيع وحماية المقاتلين من الموت!
 نائب الرئيس التركي نعمان قورتولموش الذي شدد على سحب “العناصر المعرقلة لإجلاء المحاصرين في حلب” على حسب قوله كانت إشارة إلى المقاتلين (الرافضين) الانصياع إلى التحالف الجديد بين موسكو وأنقرة!
(تركيا: لم نعقد صفقات بشأن حلب.. واجتماع الغد لبحث حل الأزمة) في هذا المانشيت الذي جاء بصحيفة العربي قبل سبع ساعات من عملية الاغتيال هو توضيح آخر للأطراف التي لم تطمئن في عملية إنهاء أزمة حلب!
من هي الأطراف؟ تركيا؟ سوريا؟ إيران؟ واشنطن؟ ام الفكر المتطرف؟ هنا نعود للإجابة.. عندما تبحث في سيكولوجيا التطرف الإسلامي وخصوصا التنظيمي السياسي سوف تعرف ان من يقود إرادة المقاتلين في حلب، هو من رفض تسليمها لإدارة القصر التركي! لذا كان الرد الحاسم قد خرج من حجر الاجتماع السري!
الذي أعطى الفتوى بدل القرار! أحداث اغتيال السفير على يد شاب عشريني متطرف كان ضابطا مفصولا حسب ادعاء محافظ أنقرة.. حمل السلاح المرخص وأطلق رصاصاته نحو صدر السفير وكان يصرخ “الله أكبر”. مضيفا: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد. “لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا”، وقال أيضاً “كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب”، وأضاف أنه لن يخرج من القاعة إلا ميتاً.
يا سبحان الله، ضابط عشريني مفصول مؤمن بالفكر (الراديكالي الإسلامي) قتل السفير ومات (شهيدا) كما يرى.
 كل هذه المواصفات كانت لدى (عبد المجيد احمد حسن) الضابط العشريني، المفصول، المنتمي للجماعات المتطرفة والذي قام باغتيال النقراشي رئيس وزراء مصر عام 1948. وهنا نسأل من صاحب الإرادة يا زعماء القيادة، القرار أم الفتوى؟.