الاسلام دين الله الذي ختم به الاديان السماوية وكان النبي محمد صلى الله عليه واله المبلغ وخاتم النبيين والمرسلين قال تعالى في محكم كتابه (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19)الانعام ..
ولكن الشيطان وجنوده غاضهم ان يعم الاسلام بنظامه الانساني على الارض وبدأت الحرب الوحشية على الاسلام بشتى الطرق والوسائل وتعاظمت الفتن وانتشرت البدع والافكار المنحرفة من الداخل والخارج والغزوات الاجنبية من الامم الاخرى والتي استهدفت صميم الاسلام لاطفاء نوره بكل السبل المتاحة ولكن الله تعالى ونبيه الكريم بشر بظهور مهدي اخر الزمان ليخرج الناس من الظلمات الى النور باذن الله بعد ان تكون البشرية قد عانت وتعبت وتعذبت واكتوت بنيران الحروب والدمار وغررت باكاذيب وحبائل الشيطان وقد سقاها كؤوس الفتن والصراعات الطويلة التي لا تنتهي وقد اغراها بحلول وعلاجات كاذبة مزيفة وسراب لم تحصل البشرية منه الا الشقاء والعناء وغشها الشيطان بخدعة الديمقراطية التي ستكون بديلا عن الاسلام وساعده في ذلك الاخطر من الدجال وهم ائمة الضلال ورجال الدين المزيفين وافكارهم المنحرفة وكانت البشارة بظهور المخلص والمنقذ التي اطلقها الاسلام في كتاب الله وعلى لسان الرسول الاكرم محمد صلى الله عليه واله الامل التي تنشده الانسانية على طول الدهر والخلاص الذي تتوقعه بعد طول انتظار والفرج الذي يسعفها وينتشلها من براثن الطاغوت والاستعباد والفساد وفي خطابه الى النواصب الذين ينكرون ظهور البشارة وينفون وجودها قال المرجع الصرخي في المحاضرة الثامنة من بحثه الموسوم (( الدولة..المارقة…في عصر الظهور…منذ عهد الرسول) بتاريخ 17 صفر 1438 . وتحت عنوان : اليوم الموعود…في القرآن البِشارة نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ..قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) … وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) … يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (8)) هنا أمور: الأمر الأول:أـ الخطاب في النص القرآني الشريف غير مختص بالمؤمنين …………………………………….
فيقول المرجع هنا ، فجاء بعنوان الناس والقوم، إضافة إلى أنّ فِعل الهداية والإخراج نُسِب إلى النبي، الرسول، إلى موسى، وخاتم الأنبياء والمرسلين (عليهم وعليه وآله الصلاة والتسليم)، فلم يُنسَب ذلك إلى الله (تعالى) بالمباشر، قال (تعالى): {… كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ وَقَالَ مُوسَى إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى… (10)…} إبراهيم.
ب- نجد في سورة البقرة خطابًا موَجَّهًا إلى المؤمنين،
…………………………………………………
يؤكد المرجع المحقق هنا بقوله .. إنّ فِعْلَ الهداية والإخراج (مِن الظّلُمات إلى النور) نُسِب إلى الله (تعالى) مباشرة ، وليس لنبيّ، ولا لرسولٍ، ولا لكتابٍ سماويّ ، قال (سبحانه وتعالى): {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة: 257. وأضاف المرجع الصرخي الحسني : في النقطة ج ..
جـ – يُستفاد مِن المعاني القرآنية أعلاه أنّ الظلمة والنور معانِ نسبيّة،
……………………………………………………………….
فممكن أن يكون الشي نورًا بالقياس إلى ما هو أدنى منه، فيما يكون نفس الشيء ظلمة بالقياس إلى ما هو أرفع وأعلى منه، فعندنا مرحلة نور وإيمان تترتب على فعل الرسل وإخراجهم للناس من الظلمات، ويكون ذلك النور بمثابة ظلمة يكون فيها المؤمن، فيحتاج إلى تدخّل إلهي، وفِعْلٍ إلهي، لإخراج المؤمن مِن تلك الظُلْمة إلى النور الأرقى والأجلى، وهذا المعنى والتدرّج في الإيمان والرقي في النور يحتمل أن يراد به أو يرجع إليه معنى الاهتداء الذي يترتب على الإيمان، قال (تعالى): {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} طه، فَنُورُ الاهتِداء لولايةِ أهلِ البيت ولمهديّ آخرِ الزّمان يمثّلُ النور الذي يتدخّل الله (تعالى) في جعلِهِ وَتَحقيقه والتفضّل به على المؤمنين…