17 نوفمبر، 2024 1:49 م
Search
Close this search box.

بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة !

بشائر النصر.. مقدمات الهزيمة !

 من كان ليظنّ، مجرّد الظنّ، أن العرب قادرون على اقتحام الفضاء والتفوق على العدوّ الصهيوني.. ومن كان يتخيل أو يحلم بأنّ اليوم الذي ستعود فيه الأرض السليبة إلى أهلها أضحى على مرمى حجر، وأنّ ما كان يبدو مستحيلاً لم تعد به حاجة إلى أكثر من خطوة واحدة ليتحقق.. ومن كان يصدّق أنّ الآلة العسكرية، وخلفها أعتى الجيوش الغربية المتطورة، بالإمكان سحقها وتدميرها وإلحاق الهزيمة بها من دون إطلاق رصاصة واحدة؟!!
     لقد تأكد، بما لا يقبل الشك، أنّ الصهاينة يعيشون وهمَ الانتصار والتفوق، في حين أنّ الأرض تتزلزل تحت أقدامهم وهم لا يشعرون.. توهموا النصر في حرب حزيران 1967 ولم يعلموا أنّ (رأفت الهجّان) سرّب للقيادة العربية كلّ أسرار خططهم واستدرج جنودهم إلى هاوية احتلال أراضينا.. وكشف (ناجي عطاالله) خواء أجهزتهم الأمنية وغزاهم غزوته المظفّرة في قلب ما افترضوه عاصمتهم الآمنة.. لم يعلموا أن الهزيمة تلاحقهم في جميع أناشيدنا الوطنية وقصصنا وأفلامنا ومسلسلاتنا التلفزيونية.. ولم يدركوا أن ما يرونه من التشظي والانقسام والتفتت والاحتراب والتآمر بين الدول العربية ليس أكثر من خطة عبقرية، فنحن نقاتل بعضنا ونخرّب بلادنا ونهدر ثرواتنا للتدرب على قتالهم ـ إن ألجأتنا الضرورة لذلك ـ مع أنّ الخطة الأساسية تشتمل على غزوات أكثر تأثيراً عليهم وأشدّ نفعاً لنا. ولعل واحداً من أهم طلائع النصر النهائي أنّ مدارسنا للرقص الشرقي غزت ملاهيهم وحاناتهم ومراقصهم.. ما زال الصهاينة يقضمون الأراضي العربية ويشيدون المستوطنات عليها، ولا يدرون أنّهم يصلحونها لنا!!
     في آخر الأنباء، كشفت صحيفة “ترين” الفنية الاسكتلندية أن رجال الأعمال العرب يمتلكون اليوم 320 قناة فضائية إباحيّة على الأقمار الأوروبية فقط، في حين أن الكيان الصهيوني لم يعد يمتلك أكثر من 30 قناة، وأن المستفيد الأول من هذه المنافسة هو الشباب العربي، إذ حتى القنوات المملوكة لرجال أعمال صهاينة موجّهةٌ في أغلبها الى العالم العربي. الخبر الذي يبدو عابراً يؤكد أن العرب يواكبون ما تطرحه التكنولوجيا المعاصرة، وأنهم قد تمكنوا من غزو الفضاء بتفوق واقتدار!!
     تشير الإحصائيات إلى أنّ الشعوب العربية تسجل نسباً عالية في تفشي الأمية بين أفرادها. وعلى العكس مما يتوهم المتصيدون في الماء العكر، فإنّ قادتنا تعمّدوا الوصول إلى هذه النتيجة مثلما تعمّدوا أن يستمر الغاصبون في ابتلاع مزيد من الأرض العربية. لقد أيقن قادتنا وساستنا أن أعداءنا المتفوقين علمياً وتكنولوجياً لا مجال لدحرهم والانتصار عليهم إلاّ بالجهل والتخلف والأمية.. طائرات العدو لن تستطيع إصابة أهدافها ما دامت مدننا تغرق في الظلام، وليس بمقدور الأمراض نهش أجساد اعتادت شرب الماء الملّوث، ولا يؤثر إعلام الأعداء حين لا يكون بمقدورنا القراءة، والأرض تصبح عبئاً حين نعجز عن إصلاحها وحمايتها.. وإلى ظلام.. إلى ظلام.. ثورة.. ثورة!!
[email protected]

أحدث المقالات