ي متوهم من يعتقد ان هناك من يريد مصلحة العراق غير ابناءه المخلصين ، ومغرر به من يعتقد ان للعراق حلفاء حقيقيون يقفون معه في اوقات الشدة ، فالعراق منذ سنين اصبح محورا لصراعات اقطاب ودول لها مصالحها الخاصة في المنطقة بشكل عام وفي العراق بشكل خاص لما يتميز به من موقع وما يحويi من ثروات وخيرات .
ولعل الصراع الاميركي – الايراني – السعودي في العراق وتدخلهم في السياسة الداخلية والشؤون الخاصة للبلد دليلا على عدم وجود دولة يهمها مصلحة العراق او شعبه الذي لا زال منذ سنين يصارع الارهاب بكل اشكاله دون ان تتاثر اية دولة من تلك الدول الثلاث ، ولعل المساعد الرئيس لنمو ذلك لصراع وتوجيهه بأوجه متعددة نتج عنها انهاراً من الدماء وضياعاً للثروات بل وضياعاً لمدن ومحافظات عراقية واصبحت تحت سطوة الارهاب الداعشي هو وجود الأيادي العميلة التي ساعدت في احتلال بلدها وتسليمه لقمة سائغة بيد الارهاب .
فقد توالت على هذا البلد العديد من الحكومات العميلة التي لا يهمها سوى تقديم يد العون لأسيادها ، ولعل اسوأ تلك الحكومات هي حكومة المالكي الذي مارس دور العميل والمجرم بكل احترافية وسلم العراق للمحتلين والارهابيين والمليشيات الايرانية منفذا لسياسات امريكا وايران ، فساهم في توقيع اتفاقية أمنية ضمنت التواجد الاميركي ( العسكري والسياسي ) في العراق ومن ثم ارتمى في احضان ايران كي يضمن بقاءه في السلطة وتسبب في ضياع اغلب مدن العراق ومنها الموصل والانبار وصلاح الدين وتسليمها الى الارهاب الداعشي . وقد نوه المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني في احد استفتاءاته في نيسان الماضي الى ذلك الصراع بقوله ( اميركا والسعودية وإيران وغيرها تبرر تَدخّلها في العراق بأنها تفعل ذلك من أجل مصالحها وأمنها القومي وتنفيذاً لمشاريعها الخاصة أو العامة، ولكن بماذا يبرر السياسيون الخونة خيانتهم للعراق وشعبِه وعملِهم من أجل تنفيذ مصالح ومشاريع الدول الأخرى ؟!) .
كل ذلك تم وجرى تحت خيمة مرجعية السيستاني الذي كان داعما ومؤيدا لكل مشاريع المالكي من اجل تسليم العراق لايران ومليشياتها وضرب العرب في مقتل لان العراق هو البوابة الشرقية للوطن العربية وجمجمة العرب الصامدة .
ان الدور الذي تلعبة مرجعية السيستاني في دمار العراق وتخريبه اصبح واضحا من خلال الدعم والتأييد لسياسة المالكي وحزبه من جهة ومن خلال دعمها وتاجيجها للصراعات الطائفية والطائفيين والفاسدين من السياسيين من جهة اخرى ، حتى اصبح السيستاني هو من اوجد داعش وساهم في نموها كي يضمن بقاء اميركا وايران على ارض الرافدين العروبية ، وهذا ما أكده ايضا السيد الصرخي الحسني في محاضرته السابعة التي القاها في الخامس من آب الجاري عبر قناة مركزه الاعلامي على اليوتيوب قائلا ((لو بحثنا عن السبب وعن الحاضنة لوجود ما يسمى بالدولة أو داعش فنجد بأن الحاضنة والسبب هو السيستاني، فإذا كان محاربة أهلنا وأعزائنا وأبنائنا وعوائلنا من السنة في المناطق الغربية والشمالية؛ لأنّهم حاضنة لداعش فالأولى السيستاني يحارب لأنّه هو الأساس في وجود داعش )) ، واستطرد السيد الصرخي مؤكدا أنه (( لم يكن عندنا داعش وإذا وجد داعش في مكان ما ، في زمن ما ، فلا يجد له الأتباع والمناصرين والمؤيدين ، لكنّه متى يكسب؟ يكسب عندما يوجد السيستاني، وفتاوى السيستاني، وطائفية السيستاني، وفساد السيستاني، وتسليط الفاسدين من قبل السيستاني وتأييد السيستاني للمحتلين، وسلب كرامات الناس وحقوقهم وأمانهم وشرفهم وأعراضهم وكراماتهم ومقدساتهم ورموزهم)).