23 ديسمبر، 2024 12:51 م

بسبب دقيقة تاخر ، وزير بريطاني يستقيل ، متى نعرف قيمة الزمن..

بسبب دقيقة تاخر ، وزير بريطاني يستقيل ، متى نعرف قيمة الزمن..

تقدم وزير التنمية الدولية البريطاني مايكل بيتس باستقالته ،بسبب تاخره دقيقة واحدة عن جلسة استجواب في مجلس اللوردات ، تدور حول عدم المساواة في الاجور بين النساء والرجال ، والسبب في تعليقنا على ذلك ،هو الحسرة على الازمان الضائعة من اعمارنا واعمار البلد، ولقد اعطت هذه الاستقالة الدلالة الجلية عن المستوى الاخلاقي والمهني لمن يتصدى لمنصب عام ، كما وانها تدل على مدى احترام السياسي لنفسه ولوظيفته ، وانها خطوة تشير الى مدى الاحترام والتبجيل للمؤسسات ، وان دل ذلك على شئ انما يدل على المستوى الرفيع او الوسط الرفيع الذي يمد المؤسسات بالقوى العاملة على الساحة السياسية ، ولنعد الى اصل الموضوع ، ان الاصل في الاحزاب المنتجة للسياسيين ، فالاحزاب ىلبريطانية مدارس ، واحزاب ايديلوجية لا احزاب رأي كما هي بعض الاحزاب العراقية ، ان هذه المدارس تعد الكوادر المتمرسة على القيادة والتوجيه والالتزام بالموعد والالتزام بالموضوع .
ولو عاد اي منا الى الكابينة الوزارية او المجموعة النيابية ، واخذ يبحث بالفلتان وعدم المبالات لا بالزمن ولا بالمواعيد ولا بالامانة على مصالح الناس، لوجد ان التخلف الذي نحن عليه ما هو الا تحصيل حاصل.
تحصيل حاصل هذه الكتل وتلك الزعامات ، تحصيل حاصل هذه الامية وتلك المتاهات ، والسؤال المهم امام الجميع الان الا يوجد وزير تخلف عن الموعد طيلة فترة استوزاره، ؟ الا يوجد وزير فاسد.؟ ونحن لا نامل ان يستقيل ، ولكن نطلب اقالته ، وان الاستقرار الوزاري على ما يبدو هو ايضا تحصيل حاصل تشابه الكل لا بل وفساد الكل ، والا لماذا كل هذا الوقت الطويل لاستجواب وزير الاتصالات ، ؟ ولماذا كل هذا التمويع لاستجواب وزير الكهرباء ، ان من لا يسمح باستجواب وزير ايا كان السبب هو فاسد ، وفاسد لا محال.
ان ما يحصل في العراق شكل سابقة لم تشهدها اي دولة في العالم ، وعلى المواطن ان يبحث وهو على ابواب الانتخابات عن نائب او وزير ، مثل وزير التنمية الدولية البريطاني المستر مايكل تنيس الذي استقال من منصبه لتأخره دقيقة عن موعد الاستجواب، والا فلا يلقي اللوم على الاخرين في المستقبل ، اذ ان الحقيقة تقول نحن من ناتي بهؤلاء ولا احد غيرنا…