22 ديسمبر، 2024 8:58 م

بسبب خنوع الساسه السنه, هل سيولد الإقليم السني ميتاً أم مشوهاً؟

بسبب خنوع الساسه السنه, هل سيولد الإقليم السني ميتاً أم مشوهاً؟

بعد ان كان الساسه السنه من اشد المدافعين عن وحدة العراق بعد سقوط النظام, نجد بعضهم اليوم وقد غيّر وبدل من رأيه واصبح يطالب بإقليم سني تراوح بين ان يكون في محافظة نينوى او فقط في الانبار او في المحافظات السنيه ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى والإنبار مجتمعه.. وكان لهذا التحول الدراماتيكي اسباب عديده يدّعي الساسه السنه ان التهميش من قِبل الحكومه (التي يشتركون بها) هو السبب, وانهم يخشون خطر الميليشيات الشيعيه هو السبب الآخر .. فاليوم يطالب على سبيل المثال لا الحصر الشيخ علي حاتم سليمان بإقليم للسنه ليحكموا انفسهم وانه يجب التعاون مع اقليم كردستان في هذا الخصوص.. هذا الأمر قاله ايضا طارق الهاشمي وناجح الميزان ورافع العيساوي واخرون.ولكن لو عدنا قليلا الى الوراء لوجدنا ان الساسه السنه ينتهجون اليوم نهج الخضوع والخنوع في علاقتهم مع الساسه الكرد مثلا.. فعلي حاتم سليمان وطارق الهاشمي ماكانا يعترفا اساساً بشيئ اسمه اقليم كردستان.. بل اعتبرا ان الإقليم حاله شاذه في جسد العراق.. فالعراق يجب ان يكون كله خاضعا للمركز وان الفيدراليه والأقاليم لاتناسب العراق البته, وكلنا يتذكر كلام علي حاتم السليمان حين سؤل عن اقليم كردستان فأجاب بالقول… ((الإقليم يعيش على المعثرات واحنه منصير اقليم وماعدنه مقومات الإقليم, هذوله بعض جرابيع بعمان يدورون اقليم ومتفيدهم الإتفاقات ويه الأمريكان ولامؤامرات خلف الحدود وميصيرون اقليم ماطول لابسين عگل وخشومنه تشتم الهوه ))
اما عن الهاشمي فمثلا في 3 آب 2007 انتقد الممثل الخاص لرئاسة اقليم كردستان الموقف المعارض لطارق الهاشمي حين كان نائبا للرئيس العراقي آنذاك حين رفض بشده إعادة ربط  المناطق المتنازع عليها بحدود محافظة كركوك، وقد طالب الممثل الخاص من حكومة الإقليم والقياده السياسيه الكرديه التحرك بسرعه لحسم الموضوع مع جبهة التوافق ونائب الرئيس الذي ينظر الى القضية (حسب قول ممثل الإقليم) من منطلق سياسي، رغم كونها قضية قانونية يجب التعامل معها وفق إطارها القانوني والدستوري وليس السياسي..ولكن الأمر تغير بعد ان اتُهم الهاشمي بضلوعه في جرائم ارهابيه.. فبعد هروبه الى اقليم كردستان اعلن في 7 كانون الثاني 2012 عن موافقته المطلقه على ضم كل الأراضي المسماة المتنازع عليها في كركوك وديالى وصلاح الدين والموصل الى الإقليم الكردي في موقف تكرر مع علي حاتم السليمان وکذلك الإخوان النجيفي اللذان كانا من اشد المعارضين لأي اقليم حتى اُطلق عليهما لقب اعداء الكرد لرفضهما وجود الإقليم الكردي الذي اعتبراه خنجرا في جسد العراق, فإذا المواقف تتغير في الإتجاه المعاكس وهو الحال نفسه مع بقية الساسه مثل ناجح الميزان والعيساوي وغيرهم حيث اعتبر كل هؤلاء ان كردستان هي المأوى لهم والملجأ من ملاحقة السلطه في بغداد.. لذلك فلا ضير من التخلي عن المبادئ الوطنيه لأجل ان ينعم احدهم بضيافه 5 نجوم في فنادق اربيل وشقلاوه….ولكن الثمن لم يكن هينا ابداً…فالأخبار الوارده من الإقليم تؤكد ان المقترحات التي حملها ثامر السبهان السفير السعودي الى اربيل كانت بشأن عقد اتفاقات يتم بموجبها دعم مشروع اقامة اقليم سني بدعم تركي, غير ان المسؤولين الكرد اشترطوا على الساسه السنه عدم الخوض في اي نقاش حول حدود الإقليم الكردي الذي يسعى لضم الكثير من الأراضي العربيه وغير العربيه تحت مرأى ومسمع الجميع واولهم الساسه السنه, حيث رفض الساسه الكرد طلب بعض الساسه السنة حتى مناقشة مستقبل المناطق المتنازع عليها وتهجير العرب من المناطق العربية المحاذية للإقليم ،ورفضوا حتى مناقشة خطر الخندق الكردي الذي قضم الأراضي العربيه والآشوريه والكلدانيه والتركمانيه والشبكيه واليزيديه في نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى, بل وحذر المسؤولون الاكراد الساسه السنة بان التطرق الى هذا الموضوع في المستقبل سيقود الى قطع العلاقات معهم وسوف يفقدهم بما اسموه الدعم الكردي.. وبات واضحا ان الإقليم الكردي يشجع على إقامة إقليم سني (ضعيف) يكون تحت سيطرته بالتنسيق مع الاتراك والسعوديين، شرط ان يكف الساسه السنة عن مناقشة وضع كركوك والمناطق المتنازع عليها باعتبارها مناطق (كرديه) لاجدال حولها من وجهة نظر الكرد ليتضح بما لايقبل الجدل ان هذا الإقليم السني المفترض انما إن وُلِدَ فهو اما ميت سلفا او هو مشوه بفعل الساسه السنه, حيث لايمكن لهذا الإقليم ان يكون اقليماً والأراضي العربيه السنيه في ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى انما تم قضمها من قبل الكرد ليدفع الساسه السنه ثمن اقامتهم في اربيل غاليا بعد فرارهم من بغداد حيث اجبروا على الخنوع للساسه الكرد بدرجه معيبه لم يسبقهم في ذلك احد.