صار الحديث عن الفساد كما يقولون اسطوانة مشروخة ، بل اصابنا كمواطنين الملل ونحن نرى احياء في مدننا من بغداد العاصمة الى الفاو تعاني الاهمال وفقدان ابسط الخدمات بل ان بعضها صارت مجرد خرائب لاتصلح للعيش ويسكنها الناس اضطراراً.. سياسيو الصدفة ،وهم اس بلاؤنا، لايتورعون من دون خجل عن الحديث عن معاناة المواطن في هذه المحافظة اوتلك وما سببه الفساد وعن الاموال العامة التي اهدرت وسرقت ونسمع الخطب والاحاديث الرنانة من رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وغيره عن محاربة هذه الآفة المستشرية (الفساد) لكنها اقوال تخلو من الافعال حيث لاتوجد ارادة حقيقية فعلا للحد من هذه الظاهرة بل وجدنا ان المتصدي لها سيحارب ويقصى ويلاحق. يكفي ان نشير هنا الى ماحصل لمحافظ البنك المركزي السابق سنان الشبيبي والى مسؤول اخر في البنك هو مظهر محمد صالح الذي يشغل الان وظيفة مستشارلرئيس مجلس لوزراء فباعتراف الشبيبي انه تم تلفيق تهمة له واصدارامر القاء القبض عليه عندما كان في مهمة رسمية خارج العراق .. ومما قاله الشبيبي ان الاحتياطي النقدي للعراق كان عند الاحتلال 680 مليار دولار لم تمس ولم تنقص ولم يستخدمها النظام السابق برغم حاجته الماسة لها آبان الحصار ليبلغ في آخر ايام ولاية نوري الملكي الثانية 67 مليار دولار !!.
اذاً لانستغرب ان يحتل العراق المراتب الاولى بين دول العالم في الفساد ولا نستغرب كل هذا الخراب لمدننا وقطاعاتنا الصناعية والزراعية وعدم تنفيذ مئات المشاريع الخدمية وغيرها حيث ان الاتفاقات تقضي بتسليم الشركة او المقاول الاموال المخصصة للمشاريع مقدما ليضعها في جيبه بعد ان يسلم مظلته السياسية من هذا الحزب الاسلاموي او ذاك حصته من السحت الحرام ..
وفي العودة الى اصل موضوعنا نقول ان ناحية سومراو ( قلعة شخير) كما كانت تسمى سابقا ليست استثناءً من مدن العراق الاخرى وربما هنالك من النواحي والقصبات ما هو اسوأ حالاً منها غير ان الصدفة لعبت دورا في ذلك عندما طلبت من مضيفي ان يصحبني لزيارة شقيقه الساكن في احدى مناطقها القديمة فصدمني منظر المياه الآسنة والازقة الخالية من ابسط المعالجات كالسبيس ان لم نقل رصفها بالحجر .. كان بعض الناس بما فيهم شقيق مضيفي منهمك مع شباب المنطقة بالطبخ لوجه الله بمناسبة ذكرى معركة الطف واستشهاد الامام الحسين عليه السلام .. نظرت الى الشباب وقلت لهم لقد زرت المنطقة في بداية الثمانينات وكانت افضل مما هي عليه الان فما الذي تغير عندكم بعد ان جاء من يتحدث عن المظلومية ووعوده بتقديم الخدمات لاهالي هذه المناطق ؟! اختصر احد الشباب الاجابة فقال لايزورنا مسؤول الا عند الانتخابات ويكرر نفس الوعود كما ان سيطرة الاحزاب والعشيرة تجعل الكثير يكتم في قلبه حيث اضطرت عشائر بعض المتظاهرين الى دفع مبالغ تتراوح بين خمسة عشر الى خمسة وعشرين مليون دينار !!.وبالمناسبة فان سومر صارت ناحية عام 1968لكن بعض مناطقها تعاني من الاهمال وعدم وجود الخدمات وتعيدنا الى قصبات زمن العصملي اي الحكم العثماني في اسوأ مراحله .. لن اطيل اكثر والصورة المرفقة مع الموضوع تغني عن الوصف علما ان هنالك عشرات الصور غيرها تتحدث عن مستوى معاناة سكان هذه الناحية .