الاتحاد الاوربي جمعية دولية للدول الاوربية تظم عدة دول . تأسس بموجب معاهدة ” ماسترخت ” المبرمة في عام 1992 . أهدافه تقوية دور اوربا عالمياً في المجالات السياسية الخارجية والاقتصادية والامنية والعسكرية . يظم مؤسسات كثيرة تعني في مجالات الدول المنتمية له وينمّيها ويطورها لصالح دوله. من معالمه الرئيسية فتح الحدود بين المنتمين له حسب اتفاقية ” شنجن ” عام 1995لفتح الحدود بين الدول الاوربية . وتوحيد العملة المتداولة ” اليورو ” . له قوانينه الخاصة يجنح للحالة الانسانية في علاقاته العامة ويعزز ويهتم بالجانب الاقتصادي والامني بين دوله وعلاقتها بدول العالم , بريطانيا لم تربط عملتها باليورو أبقتها منفصلة على حالها . والجدير بالذكر أن تأسيس الاتحاد الأوربي يعود إلي 18 أبريل من العام 1951، بعد اجتماع 6 دول أوربية وهما: “فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وإيطاليا”، واتفاقهم على تشكيل المجموعة الأوروبية للفحم والصلب، لتكون النواة الأولى لقيام المجموعة الاقتصادية الأوروبية ثم الاتحاد الأوروبي.وفي 25 مارس 1957 وقعت الدول الستة اتفاقية روما التي وسعت مجالات التعاون، وأصبحت تحمل أسم
المجموعة الاقتصادية الأوروبية، إلي أن تم توقيع معاهدة ماستريخت بـ هولاندا في 1992.
وبمقتضي معاهدة ماستريخت تجمعت مختلف الهيئات الأوروبية ضمن إطار واحد هو الاتحاد الأوروبي الذي أصبح التسمية الرسمية للمجموعة، واتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرا دائما لأمانته العامة والمفوضية الأوروبية، ومدينة سترازبورغ الفرنسية مقرا لبرلمانه الأوروبي،بريطانيا انضمت إلي الاتحاد الأوربي في 1973، وتقدمت بريطانيا للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية الأوروبية في 1961، وتم اسقاط أول طلب عضوية لبريطانيا من شارل ديجول بالفيتو 1963. شارل ديغول ابرز قادة المقاومة الفرنسية أثناء الحرب العالمية الثانية , أصبح بعدها رئيس جمهورية فرنسا . كان يجنح للسلام والتخلي عن النهج الاستعماري الذي خاضت به فرنسا لفترة طويلة على مستوى العالم أسوة ببريطانيا وبقية الدول الاوربية الموالية لهم . لكن تداعيات الحرب العالمية الثانية سنة 1941 . غييرت الكثير من المناهج والمعادلات . فأضحت أمريكا وريثة دول الاستعمار التقليدية وفرضت هيمنتها على أوربا عسكرياً واقتصادياً ونشرت قواعدها العسكرية في أغلب دول أوربا وأهمها فرنسا . مما حدى بديغول الطلب من الولايات المتحدة الاميركية سحب قواعدها العسكرية من فرنسا . وهذا بالتالي خلق تناقض حاد بين ديغول والولايات المتحدة أدى في نتيجته الى انسحاب فرنسا من حلف شمال الاطلسي لفترة طويلة ثم عادت اليه في زمن ” ساركوزي ” رئيس جمهورية فرنسا .
بعد 43 عاما من انظمام بريطانيا للإتحاد الاوربي تقرر الانسحاب . ما معنى هذا .. ؟ الحجة لأسباب ودواعي مختلفة حسب ما تدعيه بريطانيا . مثل التخلص من عبئ المهاجرين والاجئين والخوف من الارهاب والدافع الاقتصادي المترتب على بريطانيا بسبب قوانين الاتحاد وعدم تحقق الوعود الفضفاضة في الازدهار والتجارة الحرة وعدم خضوعها لقوانين الاتحاد وضعف تأثير بريطانيا داخل الاتحاد الاوربي والعالم وعند رحيلها من الاتحاد ستتصرف بريطانا بحرية اكبر في مجال سياستهل التجارية ونظامها التشريعي الوطني والسيطرة على قوانين التوظيف والخدمات الصحية وألأمنية وأثارة المخاوف من انظمام ” تركيا ” للأتحاد وأعتبارها ” فزّاعة ” كونها دولة اسلامية . وهذا يعبّر عن الحقد الكامن لدى بريطانيا كأدارة وسياسة عامة تجاه هذا الموضوع . حاولت تركية وبجهد جهيد الانظمام الى الاتحاد لكنها لم تفلح بسبب المعارضة القوية من الدول الاوربية كونهم يعتبرونها مصدراً للإرهاب والتطرف لأناها دولة أسلامية , .
الولايات المتحدة الامريكية موقفها سلبي من الاتحاد الاوربي منذ زمن بعيد ولحد الآن بسبب قوانينه التي لا تسمح بالهيمنة الامريكية على أوربا وتحد من قدرتها رغم الاختراقات المتباعدة مع دوله وخاصة بريطانيا وفرنسا وهولندا وتسخيرهم لخدمة أهداف أمريكية مريبة . عملت اميركا بجد عل تخريب الاتحاد الاوربي . وشجعت بريطانيا للخروج منه وأعادتها للحضيرة الاستعمارية بشكل كامل خارج عن القوانين والمحددات الاوربية . فتم لها ذلك بخروج بريطانيا من الاتحاد بداية هذا العام 2019 وفق المادة رقم 50 من معاهدة لشبونة. بعد الاستفتاء البرلماني الذي كانت نتيجته 51% مع الانفصال . امريكا كانت تحث بريطانيا على اتخاذ قرار سياسي دون الرجوع الى التصويت وهذا معناه الاستهانة بالشعوب وأنها لا تحب ولاتشجع على أي اتحاد في العالم لأنها دولة استعمارية تشجع على حالة التفرقة ” فرّق تسد ” كانت تكره الاتحاد الاوربي بشدة كونها تخشى أن يكون نموذجا ً يقتدى به على مستوى العالم . . خرجت بريطانيا وفق المادة 50 من قانون الاتحاد الاوربي . ويشكل هذا الانسحاب ضررا فادحاً للطرفين البريطاني والاتحادي في مجال السياسة الخارجية والاقتصاد والمجالات الأخرى .
المصادر *1 صحيفة الخليج أون لاين *2 بوابة الوفد الالكترونية *3 ويكيبيديا الموسوعة