البركست اللاخروج واللابقاء
كلما أرى حيرت البريطانيين في عملية الخروج. أتذكر الأغنية العراقية التي تتحدث عن فتاة تعشق حبيبها لكنها لا تتمكن ان تتركه ولا تتمكن ان تبقى معه ولا هي قادرة على نسيانه ، الاغنية تقول:
لگدر أظل ونساك ولا أگدر اروح وياك ولا أگدر أخليك . فهي حيرة حقاً
هل تبقى بريطانيا جزءاً من الاتحاد الاوربي ام ستغادره نهائياً ؟
اينما تذهب او تتواجد في الباص او الدائرة او الشارع سيواجهك السؤال الذي يدور في اذهان البريطانيين هذه الايام ، ماذا علينا فعله ، هل نغادر ام نبقى ام ماذا؟
رئيس الوزراء الجديد يهدد اوربا بالخروج من غير اتفاق واوربا متعنته ولا تريد التنازل ، النواب منقسمون ، ورئيس البنك المركزي البريطاني يحذر من تداعيات اقتصادية كبيرة ، شجرة ايرباص. تنذر الحكومة بالخروج ، المثير يخشون من تفكك المملكة المتحدة .
توقعات باستقالة رئيس الوزراء جونسون فيما اذا بعض رفض نواب حزبه التصويت على الخروج دون اتفاق وشكلوا جبهة معارضة قوية داخل البرلمان ، حينها يصار الى انتخابات مبكرة .
رحلة البحث عن البديل مستمرة ، هل ستتنازل اوربا وتقبل بشروط جونسون ام أن 31 اكتوبر هو يوم الطلاق الرسمي .
من قبل رفض نواب مجلس العموم البريطاني جميع الخيارات البديلة لاتفاق “بريكست” الذي وقعته رئيسة الحكومة تيريزا ماي مع زعماء الاتحاد الأوروبي أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ، فهل سيوافقون هذه المرة ويتراجعون عن قراراتهم الأولى ؟ .
رئيس مجلس العموم جون بيركو سابقاً يوضح أن الخيارات هي: إقامة اتحاد جمركي دائم، فهل ستقبل اوربا بما يقوله بيركو ؟
هل ستوافق اوربا ان تبقى بريطانيا داخل السوق الأوروبية الموحدة، من خلال الحصول على عضوية المنطقة الاقتصادية الأوروبية أسوةً بالنرويج ؟ أم انها لا تقبل أنصاف الحلول .
هل سينجح معارضو الخروج من إقناع الشارع البريطاني باستفتاء ثان، وهذا يتطلب تشكيل جبهة معارضة قوية داخل البرلمان وإسقاط حكومة جونسون ، والدعوة الب انتخابات جديدة. وحكومة جديدة .
أم ستعمد بريطانيا الى إلغاء خروجها من الاتحاد الأوروبي.
جملة من المشاكل وقليل من الحلول أمام حكومة السيد جونسون، فهل سيعبر بالسفينة البريطانية الى بر الامان ، ام سنشهد احداث دراماتيكية تغير وجهة المملكة التي لا تغيب عن مستعمراتها الشمس ، كما سنشهد ربما ولادة دول جديدة على غرار ما حدث للاتحاد السوفيتي السابق.
فالمخاص التي تمر به بريطانيا اليوم هو مخاض مفصلي وصعب في تاريخها.
فهي مرحلة سيتحمل صناع القرار فيها وزر قراراتهم وسيكتب التاريخ عنهم ما قاموا به من فعل ، والشعب ينتظر ماتؤول اليه لعملية، هل ستبقى بريطانيا ام ستخرج ؟
سؤال ينتظر يوم 31 اكتوبر القادم؟