19 ديسمبر، 2024 3:46 ص

برياني ساخن في وزارة حقوق الانسان!

برياني ساخن في وزارة حقوق الانسان!

قصتي هنا قد تكون مطولة  (شوية) وهي تدور عن تفاصيل لقائي الصحفي  المفترض  بوزير حقوق الانسان العراقي امس ولكني التمس منكم الصبر واترك لكم الحكم بعدها بشكل تصرفات من يرعى حقوق الانسان في بلدي وشكل  علاقته  بالصحافة ..
القصة بدات عندما كلفت من قبل المؤسسة الاعلامية التي اعمل فيها بأجراء حوار مع السيد الوزير  يدور حول  شكل الحقوق والحريات التي تمتع بها المواطن العراقي خلال وجود المحتل وكيف ستكون بعدها.. وغيرها من اسئلة تعني بحقوق الانسان… وكأي وزير بحقيبة وزارية لاتقبل الشك والبطلان  في حكومتنا المنتخبة فأن المكتب الاعلامي للوزارة طلب مني علاوة على مذكرة اللقاء الخطية   تأيدا مختوما  من دائرتي الاعلامية يؤكد اني اعمل لديهم واني مخولة شخصيا وليس غيري بأجراء المقابلة  .. وبالفعل قدمت لهم ماطلبوا وبقيت انتظر تحديد موعد المقابلة ،  وكأي مواطنة صالحة ولاتمتلك أي بوادر اشعال فتيل  ازمة  فأني قدمت حسن النية لتأجيل البت في مذكرتي لاكثر من شهرين ونيف(حلوة هاي مال نيف!) وفي كل اتصال هاتفي معهم اتلقى ذات الرد ان الوزير مشغول.. وكنت ايضا على مستوى عال من تقدير تلك المشغوليات شئت ام ابيت ومن باب مكره اخاك لابطل او حتى من باب متابعة قضايا الوطن اهم من تصريح صحفي لايحل ولايربط!
وكي لااطيل عليكم  اقول انه وفي صباح احد الايام السعيدة اتصلت بي  احدى موظفات القسم الاعلامي للوزارة   لتقول تعالي غدا لاجل موضوع لقائك بالسيد الوزير ؟ وهنا  داهمني الفرح واستنهظت كل عدتي واسئلتي لاجل ذلك اللقاء التأريخي ولما وصلت المكتب الاعلامي الضاج بموظفيه المتكورين حول صوبة كهربائية، استقبلتني الموظفة ذاتها وافهمتني وهي تبتسم  بأنه تمت الموافقة على اجراء المقابلة لكنهم اشترطوا هذه المرة  ان اجدد تأريخ  كتاب التأييد لانه صار قديماً،… لم يرتفع ضغطي ابدا ولم يتخلل مستوى  السكر  لاني حاولت جهدي ان ارسم ابتسامة تشبه ابتسامة محدثتني وقلت لها  بكل اريحية ان تترك امر اللقاء تماما  لانه يبدو غير مجديا مع حجم الكتب  الكونكريتية التي تعترضه!!
 وكنتيجة حتمة صببت جام زعلي على  نفسي ولعنت ابو الصحافة على اليوم الي ولدتني فيه امي وهي تقول لابي اتمناها تصير (صحفية) لو علمت امي كيف يعاملون الصحافة اليوم لحرقت كل اوراقي واقلامي قبل ان ادخل كلية الاعلام .. المهم القصة ماخلصت اخوان  لاتقلبون الصفحة وطولوا بالكم  .. اذ مرت ايام بعدها .. تقريبا اسبوعين  حتى رن هاتفي رنته الخاصة بالرسائل  ولما فتحته وجدتها دعوة للقاء السيد وزير حقوق الانسان… الساعة الواحدة والنصف ظهرا في بناية الوزارة .. قلت في نفسي ربما يمزحون.. او حصل خطا ما وحاولت تجاهل الامر .. ولكني وجدت نفسي اتصل بصاحبة الرسالة واذا بها موظفة الوزارة  ذاتها وهي تؤكد لي ان الموعد تحدد فعلا ولابد من الحضور ولما ذكرتها بأمر الغاء طلب اللقاء قالت ان الموعد جرى تحديده من فوق وتقصد من مكتب الوزير الي دائما لازم يكون فوق.. (ليش فوق مادري).. المهم اني نسيت وتهاونت في امر نفسي وقلت هذا وزير ولابد من التماس له الاعذار بتأجيل اللقاء بسبب المشاغل والحاصل  اني بررت لنفسي مايكفي من حجج شرعية وغير شرعية  كي اكون  صباح اليوم المحدد في الموعد بالضبط في مقر الوزارة، وبعد اجتيازي اجراءات التفتيش والصعود والهبوط وصلت القاعة الرئيسية لغرفة السيد الوزير  وعرفتها  من مدى فخامتها وسعتها وجدية العاملين فيها واناقتهم.. مرت الربع ساعة الاولى  من انتظاري وباب الوزير الفخمة  تغلق وتفتح لتدخل صحون البرياني والقوزي والكباب المشكل  والسلطات والذي منه.. قلت مايخالف ربما وقت غدائهم ..تبعتها ربع ساعة اخرى  لرحلة  الشايات والمشروبات الساخنة تلتها ربع ساعة اخرى للفواكه لان  مايصير الوزير ماياكل فواكه قبل مايصرح للصحافة .. يعني شلون يحجي ومايكون بيده فد موزاية برتقالية يمزمز بيها يااخوان لن اطيل عليكم .. حملت حالي وقررت ترك المكان فورا بعد ان استرجعت هويتي وهواتفي من موظف الاستعلامات .. والغريب ان احدا لم يسأل عني حال خروجي وتجاوزي الباب الرئيس للوزارة، ولو حتى بأعتذار من باب جبر الخواطر، لكن يبدو ان البرياني والكباب المشوي والسلاطات اهم من لقاءات الصحافة ووجع الراس وتحت شعار (خل ياكلون مادام خالهم طيب) خرجت ولسان حالي يقول كان الله بعون حقوق الانسان في عراقنا الجديد!!
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات