20 مايو، 2024 8:02 م
Search
Close this search box.

بروك شيلدز وبندقية البرنو

Facebook
Twitter
LinkedIn

في ثمانيات القرن الماضي شاع جمال الممثلة الأمريكية بروك شيلدز على شاشات السينما قبل أن يغلقوها أو يجعلون عروضها نهارية بسبب الحرب ونظام التعتيم الذي اتخذته الدولة خوفا من الطائرات الإيرانية ، كانت شيلدز تمثل بالنسبة لنا سحرا خاصا في تخيل الجمال الامريكي الى جانب طائرة الفانتوم والرئيس الكابوي رونالد ريغن .
أما علاقة شيلدز مع البرنو وزفاف المعدان فهو قائم على هاجس أن شغاتي تمنى عليَّ أن انزع غلاف صورة شيلدز من مجلة الشبكة اللبنانية ليأخذها ويعلقها على جدار الطين في غرفة نومه وفوق سرير القصب الذي يتمدد فيه مع رفيقة حياته أم مكسيم التي تضحك كثيرا كلما انادي عليها بقوة :يا أم مكسيم ,
فترد :ما أدري من أين أتى شغاتي بهذا الاسم.
فيرد شغاتي بصوت عالٍ : من ابيك الذي كان ملك فرنسا والسويد.
تهرب من صوته ، وتذهب بعيدا مع جاموساتها ، فيما يعود شغاتي الى غرفة نومه يتأمل صورة الممثلة التي سحرته وقد علق صورتها الى جانب صورة موناليزا المعدان.
مع العيون الزرق للمثلة الساحرة تأتي ذكرى بندقية البرنو في حادثة جمعها نقاش ضحكنا فيه كثيرا حين قرأنا مقابلة لشيلدز تقول فيه أنا متأسفة ومتألمة لأنها لم تفقد عذريتها مبكرا . وتعلل ذلك بقولها :
إن فقدان عذريتها في وقت مبكر كان من شأنه أن يساعدها في تكوين جسد رائع خلال فترة ظهورها وهي مراهقة صغيرة، قائلة :
أعتقد أنني ما كنت سأعاني مشاكل الوزن لو كنت فقدت عذريتي قبل أن أبلغ 22 عاما.
ضحك شغاتي وقتها ، وقال هل تعلمون الهوسة التي رافقت زفافي حين جاءوا بأم مكسيم عروساً بالمشاحيف من قريتها ، وياليتكم تعرفون عنوان صديقتنا شيلدز وتترجموا الأهزوجة والتي ترددها النساء فقط ، والكلام يوجه للعريس : ( جبنالكَ برنو ما ملعوب بسركيه .)
قلت :الأن وجدنا العلاقة الجدلية بين البرنو والعذرية وبروك شيلدز وسنسجل هذا اختراعا بأسمك.
قال ريكان وقد لاحت دمعة مضيئة في عينيه : لقد تذكرت ولدي الذي قتل في حرب الشمال فهو ايضا قتل برصاصة من بندقية برنو ثقبت جبهته.
قلت : أضفنا ذكرى ولدك ياريكان للمعادلة .
شغاتي بكى أيضا ليواسي صديقه ، فتبادلا نحيب خافت كنت ارى فيه أطياف وظلال الجنود الذين راحوا ضحية هذه البندقية التي لا يُحسن استعمالها سوى المحاربين البيشمركه ولهذا اصبحت مضربا للأمثال حتى مع عذرية النساء.
بين البرنو الجيكية الصنع وبين حزن البلاد في حروبها التي جعلت ريكان يبكي تحت أجفان بروك شيلدز وهي تقدم أول عرض للأزياء في حياتها وعمرها 15 سنة ، وبين الصورة التي جعلها شغاتي هاجس دهشة المعدان للأجانب الذين يزورون الاهوار ومعهم نساتل المارس والمجلات والبسكويت المغلف بالقشطة .
أستعيد مساجلات تلك المجالس الانسانية في استراحة المعلمين بين الدروس . فأراها عالما معرفيا من الجدل والاكتشاف والتحولات.
العالم اليوم بدون شغاتي وعشقة لسركي البرنو وعيون شيلدز يبدو باهتا . فكل شيء شاخ وكبر وانزوى تاركا جمالياته لبرود التبادل الحضاري البارد التي تصنعه مواقع السوشل ميديا ، إذ نادرا ما تجد انوثة تحمل عطر اجفان الممثلة الامريكية ونسائم ذلك الصباح البارد الذي اتوا به بأم مكسيم عروسا لشغاتي تصاحبها موسيقى تلك الأهزوجة الخالدة التي تتحدث عن العذرية من خلال ماسورة بندقية البرنو.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب