23 ديسمبر، 2024 4:06 م

برهم يرهم

برهم يرهم

ينتظر العراقيون بفارغ الصبر، الى يوم الإربعاء إنتخاب رئيس الجمهورية، من حصة المكون الكردي وفقاً للتوافقات السياسية، ويتنافس عليه كل من : برهم صالح ونجم الدين كريم وفؤاد معصوم، من الإتحاد الوطني الكردستاني، بعد إكمال انتخاب رئيس البرلمان من إتحاد القوى وحيدر العبادي دولة القانون(حزب الدعوة)، وأرام الشيخ محمد من حركة التغيير الكردية.
رئيس مجلس النواب فتح باب الترشيح، إعتباراً من انتهاء جلسة انتخاب رئاسة البرلمان يوم الثلاثاء، امام كل المواطنين.
دولة القانون في وقت سابق صرحت بلسان عباس البياتي، ان المنصب حصراً للإتحاد الوطني الكردستاني، وليس لديه اي اعتراض على الشخصية المطروحة، وأن الأمر استحقاق، على أن يكون مؤمناً بوحدة العراق ورافض للتقسيم، وهذا ما اكده رئيس الوزراء المنتهية ولايته.
منصب رئيس الجمهورية في الدول البرلمانية كالعراق، منصب تشريفي( يسود ولا يحكم)، وعلى كل مرشح للرئاسات الثلاث، لابد ان يتوفر شرط المقبولية الوطنية الواسعة.
بعد يوم واحد من فتح باب الترشيح، يقال أن عدد المرشحين تجاوز 50 مرشح، من أحزاب وكيانات مختلفة، اولها النائب مهدي الحافظ، وقلت في قرارة نفسي، أنه قد تولى منصب رئيس البرلمان كونه الأكبر سناً لثلاثة جلسات، وقد تلالأ بريق الكرسي في عينه، ربما تمنى ان تطول الجلسات حتى يبقى رئيساً، فما هو حال من أستلم السلطة لدورتين؟! او من كان من المقربين يتمتع بالنفوذ وصلاحيات التعيين والنقل ومحاسبة الأشخاص! وتفتح له خزائن الدولة بلا حساب، لكن الرجل تراجع وسحب ترشيحه بعد زيادة عدد المرشحين.
كثير من العراقيين يطمح بهذا المنصب، ولكني أقرأ زيادة عدد المرشحين من جانبين، الأول إنتصار للديموقراطية، وكسر لإحتكار المناصب بأحزاب وقوميات معينة، والمناصب السيادية لا يمكن الحصول عليها؛ إلاّ من غالبية اصوات المكونات، والثاني يريد تسفيه القضية وجعل المناصب لمن هب ودب، وإرادة تطيح بقدرة العراقيين على إنتاج القادة، والإعتقاد ان الحكم يدوم بسلاطة اللسان وصناعة الأزمات، وأضاعة الوقت بالمماطلة وتحقيق مأرب بالضد من إرادة الناخب العراقي، وترشيح حنان الفتلاوي، لأن العراق لا يملك عشرات الألاف من الطاقات الوطنية المخلصة؟!.
تغيرت خارطة دولة القانون، بعد إنتهاء جلسة البرلمان، ومعرفة حجمها الحقيقي رغم التوافق، وأنها لا تتجاوز 145 مقعد قابلة للإنخفاض، وحظوظ حزب الدعوة ضئلية بالمناصب القادمة.
حديث الولاية الثالثة إنتهى ولا رجعة فيه، ولم تبق سوى الأوراق الضاغطة، تتلاعب بالوقت وإستغلال الأزمة الأمنية، و احلام يقضة يرددها الراقصون، على مصائب شعب يقتل ويهجر وينبطح فيه الساسة الى مغانم الكراسي، معتقدين أن الدولة ميراث لهم ولعوائلهم، ومصير العراق يحدده حنان الفتلاوي وكاظم الصيادي وياسر المالكي، ونظرية عباس البياتي بالأستنساخ، ومنصب رئيس الجمهورية يحكم ويتسلط ويترأس على العراقيين لا أن يضعهم على رأسه، وأنا ارى في شخصية برهم صالح الذي طالما عارضته دولة القانون في توليه بغياب الطالباني، أنه (يرهم للمنصب)، كما كانت والدته تحب ان تطلق عليه هذا اللقب.