18 ديسمبر، 2024 11:41 م

برنامج التمويل التعليمي لدراسة الطيران

برنامج التمويل التعليمي لدراسة الطيران

التحليق فى السماء الواسعة والطيران هو حلم للكثيرين،ويولد داخل الانسان من الصغر , فهو يتمنى في قرارة نفسه ان يرا منظرا ساحرا خلال تحليقه في السماء حين ذهابه لقيادة الطائرة , من خلال تلك المهنة الغير تقليدية و الفريدة من نوعها التي تجعلك من الشخصيات المتميزة وتكسبك الكثير من الاحترام و التقدير من الجميع حولك اضافة الى اكتسابك للكثير من الخبرات و المعرفة بطريقة لا يمكن اكتسابها فى اى مهنة اخرى , فهي تمنحك المزيد من الصبر و الحكمة و حسن ادارة الامور فى جميع الظروف لضمان الامان لجميع الركاب و كثير من الصفات الاخرى سوف تكتشفها بنفسك عند دخولك عالم الطيران .
كل هذه الامتيازات لن تحدث بين ليلة و ضحاها ولكن بالفعل سوف تحققها جميعا عندما تبدأ بدراسة علوم الطيران , حينها فقط سوف تختبر الكثير من التجارب و المواقف المذهلة و يمكن ان تكون واحد من افضل الطيارين , فالخطوة الاولى للوصول الى تلك الاماني تبدأ بدخولك الاكاديمية او المدرسة التي تزودك بهذه العلوم ,وغالبا ماتكون دراسة خاصة على حسابك الشخصي أو على نفقة عائلتك ، والتي تتضمن تحمل تكاليف السفر والسكن والمواصلات , تلك المصاريف الكبيرة جدا في حالة سفرك خارج البلد او حتى لو كانت الاكاديمية داخل البلد ولو بكلف اقل قليلا، مما يجعلها صعبة ان لم تكن مستحيلة لغير المقتدرين.
قطاع الطيران من القطاعات المهمة في الدولة، وكأي قطاعٍ آخر يحتاج هذا القطاع إلى الدعم والمساندة من جميع النواحي وأهمها الناحية المادية ً، وبرنامج التمويل التعليمي لتدريب كوادر الطيران بكل تخصصاته هو أحد البرامج الحيوية الهادفة إلى تلبية طموحات العديد من الشباب والشابات بمنحهم فرصة استثمار قدراتهم بما يتناسب مع ميولهم وتوجهاتهم , وهذا البرنامج يجب ان يتم تقديمه من خلال شراكة حقيقية بين اكاديميات طيران ومصارف استثمارية تساهم في تنمية الموارد البشرية الوطنية وتساهم في تدريب وإعداد الشباب الراغب بالدخول الى هذا المجال تماشياً مع رؤية أقتصادية يتم خلالها تطوير عمليتي التعليم والتدريب وبما يحقق من عملية التكامل بين الأنشطة والبرامج التمويلية التنموية والتدريبية التي يقدمها.

وكما يُعرّف برنامج “التمويل التعليمي” لدراسة الطيران بأنه توفير رأس مالٍ خاصٍ بالمشاريع التعليمية فقط، كبناء اكاديميات الطيران أو توسعتها أو تمويل الأنشطة اللامنهجية فيها ومنها تغطية التكاليف الدراسية للطلاب وفق خططٍ ماليةٍ مدروسة، ومحسوبة أي لها سقفٌ زمنيٌ مُحدد , ويتم من خلال تقديم العديد من التسهيلات المتعلقة بالسداد كإعطاء فترة سماح تصل إلى عدد سنوات التدريب والدراسة ، أو تخفيض مبالغ الأقساط المستحقة، إضافة إلى مخاطبة شركات الطيران لتوظيف هؤلاء المتدربين عندهم بعد أكمال التدريب .

أن تكلفة التعليم أضحت عالية جداً ومرهقة للطالب وللشخص المعيل إلا إذا وجد من يساعده على تحملها ، وبرنامج التمويل التعليمي المقدمة من المصارف للراغبين في الانتساب الى اكاديمية طيران إحدى خدمات التمويل المتخصصة والمتميزة التي تقدمها هذه البنوك , والهدف منها تسهيل سداد رسوم التعليم للمشترك في البرنامج على شكل قرض للطالب وبدون فوائد ، يتم اعادتها الى البنك بعد تخرجه وحصوله على الوظيفة.

وتكون آلية العمل لهذا البرنامج من خلال عقد شراكة أستراتيجية بين اكاديميات طيران معتمدة من سلطة الطيران المدني للدولة ومصارف أستثمارية رصينة تهدف إلى تيسير التعليم للراغبين بالإلتحاق والدراسة في الاكاديميات ، وفق تطبيق البنود التالية :

يقوم البنك بالإتفاق مع الاكاديميات على حجز عدد من المقاعد الدراسية المطروحة للكورسات المقدمة من الاكاديمية ودفع الرسوم كاملة لها .
يقوم البنك بعرض هذه المقاعد الدراسية على الراغبين من الشباب والشابات الراغبين بدخول مجال الطيران من خلال طرحها بالاعلانات واجراء اختبارات منافسة لهم لقبول العدد المطلوب.
يقوم الطالب المقبول في الاكاديمية بدفع الرسوم المتفق عليها بينه وبين المصرف على أقساط ميسرة خلال فترة زمنية محددة وفقاً لما يتم الإتفاق عليه بين الطرفين .
يقدم المصرف الأستثماري هذا الخدمة لتلبية حاجات عملائها من الطلاب الراغبين في استكمال دراستهم في الطيران على نحو سهل وميسر ولتحقيق مستقبل أفضل دون تحمل أعباء مالية تثقل كاهلهم , وايضا كمساهمة منه في دعم هذا البرنامج الذي يعمل على تاهيل الكوادر البشرية الوطنية في مجال الطيران .

أن برنامج ” التمويل التعليمي” التي تقدمه بعض شركات الطيران يعد مصدر قلق رئيسي في بعض الاحيان وهي حالياً أقل رغبة بدفع رسوم عالية لتدريب الطيارين والمخاطرة بخسارتهم لو انتقلوا للعمل مع المنافسين مما يتركها أمام مواجهة التحديات المتعلقة بالتدريب للطيارين وباقي كوادر الطيران الذي من المفروض انه سيكون عاملاً أساسياً في نجاح صناعة الطيران في البلد مستقبلا, لذا نقترح ان نعمل جديا على وضع خطة أستراتيجية تهدف الى تأسيس العديد من الاكاديميات داخل الدولة وبدعم من البنوك الاستثمارية لتحقيق معدلات نمو تساهم في الارتقاء بقطاع النقل الجوي ومواكبة حركة التطور الاقتصادي والاجتماعي في العالم , وهو بحد ذاته استثمار ناجح بمقاييس (الاستثمار بعيد المدى) , ومن جانبٍ آخر على شركات الطيران وخصوصا الخطوط الجوية الوطنية ان تدعم أنشاء هذه الاكاديميات بإعطاء خريجيها الأولوية في التوظيف عن غيرهم , وكما قلنا سابقا أن احتياجات منظومة الطيران المدني في اي دولة مـــن العمالـــة المؤهلـــة والكفـــاءات البشـــرية المتخصصـــة فـــي مجـــال الطيـــران ستزداد بشكل يصعب معه توفره اذا لم نتدارك الموقف الان, والتاكيد على ضـــرورة إيـــلاء التدريـــب والتأهيـــل كامـــل العنايــة والاهتمــام، لمسايرة ومواكبة التطــورات والمســـتجدات والتحـــولات الكبـــرى التـــي تشهدها صناعـــة الطيـــران، خصوصا مع تزايـــد نمـــو حركـــة النقـــل الجـــوي وتضاعـــف عـــدد الطائـرات والمطـارات الدوليـة والاسـتثمارات الضخمـــة فـــي كل مكونـــات القطـــاع.