في خطابه الذي القاه يوم الأثنين 21 آذار 2016 بدد السيد مقتدى الصدر كل المخاوف من سعي التيار الصدري للاستحواذ على السلطة او التراجع او التوقف في منتصف الطريق ، فالنقاط الست والعشرون التي طرحها السيد الصدر في خطابه بعيدة كل البعد عن المصالح الشخصية او الكتلوية ، كما انها غير قابلة للمساومة لانها ليست وجهة نظر صدرية يمكن مساومة التيار الصدري عليها وانما هي برنامج وطني شامل يحضى باجماع الوطنيين العراقيين لانه يضمن سلامة مستقبل العراق ويحميه من هيمنه اية جهة داخلية او خارجية ويمهد لبناء دولة مدنية ديمقراطية خالية من المحاصصة وهيمنة سلطة المال السياسي الذي تمتلكه الاحزاب الاسلامية وشركاؤها في نهب العراق ..
ويمكن الجزم بان تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة عن احزاب المحاصصة (وهذا هو لب ورقة الاصلاح الصدري ) هو بداية الاصلاح الحقيقي وهو الحل الوحيد للازمة الخانقة التي يمر بها العراق ، وبدون تشكيل هكذا حكومة لايمكن تنفيذ اي من النقاط الخمسة والعشرين الاخرى التي تضمنتها ورقة الاصلاح الصدرية .
حكومة التكنوقراط المستقلة عن احزاب المحاصصة هي وحدها القادرة على تنفيذ برنامج حكومي اصلاحي شامل يتضمن امورا هامة تطرقت اليها ورقة الاصلاح الصدري منها:
1 – تنفيذ حزمة اصلاحات حقيقية تغيّر مسار العملية السياسية التي ولدت ميتة منذ ولادتها القيصرية على يد بريمر.
2- جعل استقلال الهيئات المستقلة استقلالا حقيقيا مما يجعلها سندا لمصالح المواطنين لا سندا لمصالح كتل الهوامير السياسية التي اغتنت على حساب الوطن والمواطن وزيفت ارادته بعد ان زيفت استقلال الهيئات المستقلة.
3- مطاردة ومحاسبة كل من امتدت يده الى المال العام وخاصة رؤوس الفساد الكبرى من قادة الكتل والوزراء وكبار الموظفين .
4- اعطاء مهمة ادارة مرافق الدولة للكفاءات والخبرات العراقية بدلا عن الجهلة والافاقيين الذين نصبتهم احزاب المحاصصة واوكلت لهم مهمة نهب وتدمير العراق.
5 – ضمان استقلال القضاء استقلالا تاما لتمكينه من القصاص من حيتان الفساد.
6 – الاعداد لانتخابات نزيهة عبر سن قوانين انتخابية منصفة وعبر تشكيل مفوضية للانتخابات مستقلة استقلالا حقيقيا لمنع تزييف ارادة الناخب وشراء ذمته باموال السحت كما حصل في كل الانتخابات السابقة. ان ورقة الاصلاح الصدرية هي في جوهرها كسر لاتجاه العملية السياسية وتحويلها عن مسارها المدمر الحالي الى مسار وطني اصلاحي يرمم ماهدمته ايدي اشرار المحاصصة ويعيد للعراق كرامته وامواله عبر تشكيل حكومة تكنو قراط مستقله تنهي مهزلة المحاصصة التي مرغت كرامة العراق في مستنقع فسادها الاسن.
ولكن ماهو موقف احزاب المحاصصة من تشكيل هكذا حكومة ؟ وهل سيستلمون لارادة الشعب وهم ارباب الفساد ومؤسسيه ؟
لاشك انهم سيفعلون المستحيل من اجل الابقاء على نظام المحاصصة ومنع قيام حكومة تكنوقراط مستقلة تطيح برؤوسهم ، ولن يثنيهم عن تنفيذ نواياهم الشريرة سوى اصرار وتلاحم ابناء الشعب العراقي (مدنيين وعسكريين) وتوحيد صوته وارادته وتحويل العراق الى ساحة اعتصام كبيرة مطالبة بتشكيل حكومة التكنوقراط المستقلة.
مشروع الانقاذ الوطني الذي اعلنه السيد مقتدى الصدر جعل احزاب المحاصصة واعضاء البرلمان امام خيارين لاثالث لهم فاما الرضوخ لارادة الشعب التي لخصتها الورقة الصدرية او خوض معركتهم الاخيرة ضد ابناء العراق التي ستجللهم بالعار والشنار والهزيمة الماحقة [email protected]