11 أبريل، 2024 9:48 م
Search
Close this search box.

برنامجي الانتخابي !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثيرون أرسلوا يطلبون برنامجي الخاص بالترشح الى قبة البرلمان, وكنت قد وعدتهم أن أعلن برنامجي على الملأ لعله ينال رضا الجميع من إنسٍ وجان, ولعلي أحقق الحد الادنى من طموحاتكم في حياة حُرة كريمة خالية من مفردات الظلم والفساد وسوء استخدام الكرسي, وأن أبني جسور الثقة بيني وبينكم للوصول الى مجتمع متحضر يحترم كل ألاطياف.
أوعدِكُم أن أكونَ وفيا لكم ولمستقبل أبناءِكُم, وسأكون أمينا على ممتلكاتكم وثرواتكم التي يسيل لها لعاب الجميع إلا لعابي!!, وسأواصل الليل بالنهار لأجل راحتِكُم لا راحتي, فإن ذهب الجميع الى أسِرًتهُم للنوم, سأبقى ساهرا لأجل رعاية مصالحكم, واحلموا بما تشاءون, بيت جميل من طابقين, سيارة كورية فارهة, وظيفة محترمة حسب رغبتكم, زوجتان جميلتان واحدة رشيقة طويلة للصيف وأخرى بدينة قصيرة للشتاء, مع ضمان خمس سنوات ضد عمليات الشفط والنفخ, مرفقات بصورة لهنّ من السجل الاساس, وهنّ في المرحلة الابتدائية !!.
أقسِمُ لكم بكل المقدسات أن أصون الأمانة, وأن أشارِككم السلطة ( السُلطة بمعنى الحُكم لا السَلطة التي مع الاكل), وأن لا أغير أرقام جوالي بعد الفوز, وأن لا أغير شكلي وأزرع شعرا لصلعتي!!. وأقسم لكم أن أصبح عضوا برلمانيا نشطا (عضوا فعالا جدا) دونما إجازات أو انقطاعات, وأن لا أُستحوذ على التعينات لأبنائي وأبناء عمومتي, وأخوان خليلاتي, وأن لا استغل مركزي في عقد الصفقات, ولا في التأثير على الدوائر في الحصول على المزيد من المكاسب والامتيازات, وأن أكون قريبا من فقراءكم ومشاكلكم, وأن لا أسكن بعيدا في عواصم السياحة والرفاهية, وأن أصون الدستور وأخضع للقانون كأي مواطن, فلا أغلق طريق يستخدمه الناس, ولا أستخدم الشارع لسيارات موكبي المدرعة الفارهة فقط, وأمشي عكس السير متحديا أنظمة المرور, وأتعهد لكم أن أمشي بينكم في الاسواق, وأن أكلُ مثلكم الشلغم في البَرد, والباذنجان في الحر, وأن أتنفس الاوكسجين المشبع بالغبار بأنفي, وأحلِفُ لكم أني سأراجع المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة, وأن اقف في طابور طويل منتظرا دوري لإجراء أي عملية فيما لو احتجتُ لها, وأن أقلع أحد أسناني المنخورة في أي عيادة أسنان محلية, علما أني غير مصاب بفرط السمنة, ولا بأي مرض أو عاهة أو تخلف يستوجب علاجي في مراكز التجميل في بيروت أو دبي أو في ألمانيا!!.
أتعهد لكم أنني حينما أفوز, فأنني لن أتخلى عنكم وقت الشدة, ولن أهرب من المواجهة وأسكن في أربيل واسطنبول متسكعا بشوارعها وباراتها وملاهيها, بينما أنتم تواجهون الموت, والدمار, والرعب من قبل عصابات الإرهاب والقتل والتكفير.
أتعهد لكم أن لا أخدعكم, أو أضحك عليكم, فلن أرتدي بدلة الخاكي فقط لإلتقاط صور السيلفي دون أن أخوض معركة حقيقية, ولن أرتدي بدلة عُمال النظافة أمام الكاميرات, دونما عمل حقيقي, ولن اسافر كل اسبوع الى دولة للنُزهة والاستجمام, وأدّعي أنني مسافر لجلب الاستثمارات لكم, ولن أفتح ملفات النزاهة ضد السُراق والفاسدين لأجل الابتزاز والمنفعة.
أخوتي وأخواتي جميعا, تأكدوا حينما تطلبون مساعدتي ستجدونني أمامكم, منكم واليكم, حيثما تولوا وجوهكم ستجدونني بسرعة الصاروخ بين أيديكم, وحتى أسرع من حضور المارد علاء الدين الذي يخرج من المصباح, ستجدون صوري في ملابسكم الداخلية الرجالية والنسائية, وبين حبات البصل الخاص بعمل الدولمة, وستجدون اسمي وتسلسلي ورقم قائمتي منقوشا فوق أفخاذ الدجاج, وبين خيار الطرشي المُدبس, وتحت قشور السمك المشوي على الفحم, وداخل نخاع عظام لحم الخروف في مرقة الباميا, وحينما تكتبون لي في حال تعرضكم لتهديدات ساذجة من قبل أطراف شاذة, فتأكدوا لن يكون جوابي لكم رسالة بالفيسبوك اقول فيها: جمعة مباركة !!!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب