برنارد ليفي.. يهودي فرنسي اينما حل .. حل الربيع..
يظن البعض ان هذا الرجل هو وراء الربيع العربي حصرا.. حيث تواجد في الجزائر ومصر وتونس وليبيا والیمن وسوريا وحتى السودان.. وكذلك حل ضيفا من قبل عند تقسيم البوسنه والهرسك ايضا, ولاننسى افغانستان واخيرا اوكرانيا..
لقد ذاع صيت برنارد ليفي كمراسل حربي في بنغلادش خلال حرب الإنفصال عن باكستان عام 1971 حيث كان من اشهر والمع المراسلين الحربيين حينها.. واصبح فيما بعد ذلك كاتبا ومفكرا طالما صب جام غضبه على الإسلام كدين ارهابي حاله حال الكثير من الكتاب الغربيين الباحثين عن الشهره..
برنارد ليفي كان اول من دعى الى التدخل في البوسنه والهرسك وهو كان وراء فكره الإنفصال حينها..
ولو عرفنا انه كان ايضا في الجزائر وزرع الفتنه بين ابناء الجزائر ودعوته الى التقسيم مع الدعوه الى التبشير المسيحي بحجه حماية الأقليه المسيحيه, فإن ذلك يدعونا الى التساؤل عن وجود مسيحيين مضطهدين في القدس فلماذا لم يدافع ليفي عنهم يوما ما؟؟
بعد ذلك ظهر برنارد ليفي في افغانستان مع عبد الرشيد دوستم وكذلك مع شاه مسعود والتقائه النظراء والغرماء من الميليشيات المسلحه على حد سواء حيث يعطينا ذلك اجابه واضحه على سر وجوده المريب هناك..
اما في ليبيا فالامر كان واضحا في لقاء ليفي مع مصطفى عبد الجليل زعيم المجلس الوطني الإنتقالي وهو يطلع على الخرائط والمخططات العسكريه الخاصه بالناتو وبالتنسيق مع الثوار دون ان تكون له صفه عسكريه..
كما القى خطابا في بنغازي بينما الثوار يرفعون العلم الفرنسي دون ان يثير ذلك رد فعل احد..
اما في السودان فقد كان له دورا كبيرا في تقسيمه.. حيث هو من دعى للتدخل في دارفور والتقى جون قرنق والكثير من قاده الفصائل المسلحه هناك وكان دعمه للتقسيم دون حدود..
اما في مصر فالكل كان قد رأى صور برنارد ليفي بين الثوار في ميدان التحرير بل انه قد صرح انه كان يدفع يوميا ملايين الدولارات تكاليف اطعام المعتصمين حتى انه ذكر تفاصيل اسماء المطاعم التي تعاقد معها على ذلك..
كما كانت له سيطره على بعض الصحف المصريه كالاهرام حيث التقى احمد السيد النجار رئيس مركز الدراسات السياسيه و الستراتيجيه, كذلك لقائه المشهور مع سعد الحسيني عضو مكتب ارشاد الإخوان في مصر..
اما في سوريا فقد وصف برنارد ليفي في خطته مع وزير خارجية قطر حمد بن جاسم ماسيحدث في سوريا قائلا .. لن تغرب شمس اليوم الاخير من مهمه المراقبين العرب في سوريا الا والنظام يترنح والجيش منشق والملايين تملئ الساحات في كل المدن معلنه سقوط النظام السوري..
كذلك لاننسى وجوده في تونس واليمن قبل الثوره.. وصوره التي انتشرت في كل مكان وهو يقود المتمردين او الثوار في البلدان العربيه وحتى الإسلاميه..فقد كان الى جانب الثوار المدعومين من الناتو..ففرنسا مثلا كانت الداعم القوي له في تونس وليبيا والجزائر مرورا بمصر وسوريا..
والسؤال المهم هو لماذا كان برنارد ليفي يتبنى الدفاع عن الثورات العربيه ويدافع عنها ايمانا منه بحقوق الشعوب في الحريه حسب قوله..؟؟
فإذا كان الأمر كذلك في تبنيه الدفاع عن الحريات ..فلماذا لم يدافع عن فك الحصار عن غزه لأنهاء معاناة الفلسطينيين مثلا؟؟
او يطالب بإعاده الأراضي الفلسطينيه والعربيه المغتصبه لأحلال السلام؟؟
اذا كان برنارد ليفي رجل سلام فلماذا وقع بيانا مع احد عشر مثقفا من ضمنهم سلمان رشدي بعنوان..معا لمواجهه الشموليه الجديده.. ردا على الإحتجاجات العربيه والإسلاميه ضد الرسومات المسيئه للرسول الكريم..؟؟
ولكن لماذا نؤمن بنظريه المؤامره حتى لو اعترف العدو انه وراء ذلك؟؟
فأمتنا وشعوبنا اعظم من ان تنسب ثوراتها الى هذا الصحفي ببعض صور التقطت له هنا او هناك او في تصريح صحفي في جريده او مجله او فضائيه.. فلربما وجوده مجرد مصادفه او قد خطط لها بمكر ودهاء ..
فبرنارد ليفي كان يذهب الى تلك الدول بصفته صحفي فرنسي لابصفته يهودي ..
كما ان الغرب لم يدعم في البدء ثورتي تونس ومصر, اي لم تتلقى الثورات هناك الدعم من اول مره بل وقف الغرب في البدء مع زين العابدين ومبارك ولكن ما ان راى ان الكفه تميل لصالح التغيير اعلن الغرب بإنتهازيه واضحه دعمه للشعوب الثائره كي يحفط ماء الوجه ولربما يحاول التقليل من اثر تلك الثورات ماستطاع بعدما وجد نفسه في دائره رد الفعل لا في دائره الفعل والتخطيط..
لذلك من الصعب على صحفي ان يحرك الملايين المقهوره.. ولكن الظروف الموضوعيه من الظلم والقهر والإستبداد هي التي حركت الناس .. كما لا يجب ان نغفل ان الغرب يسعى لأحتواء هذه الثورات للتقليل من شأنها او لتشويهها, والدليل مايحدث اليوم في اوكرانيا التي ظهر فيها برنارد ليفي لنتأكد ان الشعوب التواقه للحريه انما لايحركها ليفي .. فإن امنا ان العرب حركهم ليفي فهل من المعقول ان يحرك ايضا الشعب الاوكراني؟؟
وهل فعلا العرب بحاجه الى من ياتي من الخارج ليس عربيا ولامسلما ولاحتى مسيحيا ليقودهم كالأنعام كما يشاء؟؟
وهل فعلا يعرف العرب عن ماهيه كل مخططات التقسيم وبدلا من تجنبها نراهم ينفذوها بكل حرفيه كانهم منومون مغناطيسيا؟؟
ولكن في الوقت نفسه نحن نرى ان كيسنجر مثلا وغيره قد نشروا عن مايسمى الشرق الأوسط الجديد مع خارطه جديده وهي تنفذ تقريبا اليوم.. فهل اذا عرفنا ان هذا مخطط ومؤامره ومع كل ذلك نحن نقوم بتنفيذها بأيدينا؟؟
المؤامره موجوده والشعوب وقعت ضحيتها في قتال بعضهم البعض… وماذا ننتظر بعد الفتنه التي تُخلق وتثار هنا وهناك سوى ان يتأثر بها المواطن البسيط..؟؟ فالجهل هو سبب خراب الأمه كلها.. فلو كان هناك مستوى من التعليم والثقافه مقبولين لما تجرأ ليفي وغيره على اثاره الفتن والقلاقل وقياده الشعوب لتحرير انفسها من الطغاة..
ولكن مع هذا فإن كل ذلك لاينفي تدخل اسرائيل والغرب المعادي للعرب والإسلام في مايحصل في البلدان العربيه .. فاسرائيل اليوم تعيش اسعد ايامها في التاريخ بعد ان حولت الصراع الى عربي عربي طائفي ديني قومي بين الشعوب العربيه بدلا من الصراع التقليدي العربي الإسرائيلي.. وجاء ذلك بإعتراف كبار ساسه الكيان الصهيوني..
كذلك لاننسى ان ليفي لقد اعترف بنفسه ان كل الثورات العربيه انما هي من تخطيط اسرائيلي وهي التي تقف وراء ذلك ولكن قد يكون كلامه مجرد تهويل لأحاطه اسرائيل بهاله الدوله العظمى التي يجب ان يخشاها العرب والمسلمين ولربما كان كلامه للتأثير الإعلامي فقط..وليس هذا هو المهم .. فقد اعترف اكثر من مسؤول اسرائيلي بذلك وكلنا سمعنا ذلك… ولكن المثير في الأمر ان برنارد ليفي ..هو مرشح للرئاسه في اسرائيل..