منذ الأحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق في 2003 ، وبعد أن خدعتنا أمريكا بأن تجعل هذا البلد آمنا مطمئنا ناميا يرفل أهله بالخير والعز والرفاه والعيش الكريم ، وبعد أن حولته الى دولة فاشلة حيث تركت الفساد ينخر بكل مفاصلها وحتى حياة الناس فيها! وهي تتفرج أو تغمض عينها على ما يجري أمامها! ، فعبثت فيه ما شاء لها أن تعبث ، هي ومن تحالف معها من الدول العربية والأقليمية ، حتى صار واقعنا المر الذي نعيش فيه منذ أكثر من 20 عاما أمرا لا مفر منه ومن قبوله والرضا به على مضض! . وفي خضم الأحداث الجسام التي مرت على العراق طيلة العشرين سنة التي مضت من حرب أهلية داخلية وحرب ضد الأرهاب الداعشي وما الى ذلك من أمور كثيرة لم تعد خافية على أحد ولا حاجة لذكرها ، كنا نقرأ بين الحين والآخرعن تقارير ودراسات لمراكز غربية وأوربية ، ونسمع تصريحات لمفكرين وسياسيين كبار وأساتذة جامعات أوربية وعسكريين ومسؤولين أمريكان بأن هناك مخطط لشرق أوسط جديد للوطن العربي ( يتم فيه تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ) ، والعراق مشمول بذلك ، حيث سيتم تقسيم العراق الى 3 أقاليم او الى 5 أقاليم! ، وبين مصدق بتلك الأخبار والتقارير وبين من مكذب لها! ، ومع مرور السنوات وتفاقم الأحداث في المنطقة العربية التي لا تهدأ أصلا! ، وأهمها هجوم 7 / أكتوبر/ 2023 ، الذي قامت به منظمة حماس وكتائب القسام الفلسطينية في مدينة غزة والذي لا زالت حربها مستمرة مع الكيان الأسرائيلي لحد الآن ، ثم أعقبها هجوم أسرائيل على لبنان وماجرى لحزب الله ، ومقتل قياداته الكبيرة بما فيهم زعيم الحزب السيد حسن نصر الله ، ثم جاء الحدث الأكبر ، وهو سقوط نظام بشار الأسد في سوريا الذي أعتبر الزلزال الأكبر، الذي أزاح الستار كثيرا عن مشروع الشرق الأوسط الجديد المخطط له ، والذي كنا نسمع عنه منذ سنين والذي بدت ملامحه تتضح ، والذي يبدو أنه صار أمرا واقعا لا مناص منه!. ومن بين الكثير من التقارير والدراسات والتوصيات الأمريكية والغربية التي تتكلم عن موضوع الشرق الأوسط الجديد وتقسيماته ، يظهر أسم (برنارد لويس) ، كعراب لهذا المشروع التدميري الرهيب!؟ ، ولمن لا يعرف من هو(برنارد لويس) ، فهو ((العراب الصهيوني وهو أعدى أعداء الأسلام ، على وجه الأرض وهو مستشرق بريطاني الأصل ، يهودي الديانة ، صهيوني الأنتماء ، أمريكي الجنسية ، متخرج من جامعة لندن عام 1936 ، وهو صاحب (المشروع الجهنمي لتفتيت الأمة الأسلامية) ، الذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي بالأجماع عام 1983 بجلسة سرية! وتم أعتماد هذا المشروع وأدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الستراتيجية للسنوات المقبلة!)) . ويبدو أن مؤامرة تقسيم العراق وباقي الدول العربية التي كنا نسمع عنها ، كلها تدخل ضمن مخطط ( برنارد لويس) لتفتيت العالم العربي والأسلامي وقد أشار الكثير من الكتاب والمفكرين العرب الى هذا المخطط والمشروع التدميري في كتاباتهم من أمثال الكاتب المصري (محمد حسنين هيكل) والمفكر العراقي ( عبد الحسين شعبان) والكاتب ( فتحي شهاب الدين) من السودان الذي نشر مقالا في شهر كانون الثاني من عام 2013 عبر الأنترنيت عنوانه ( لا لتقسيم السودان)، تطرق فيه بشكل تفصيلي عن مخطط (برنارد لويس) لتقسيم الوطن العربي وتفتيت الأمة الأسلامية وقد جاء في جزء من المقال // أن أحدى وكالات الأعلام أجرت مقابلة مع برنارد لويس في 20 /5/ 2005 قال فيها برنارد لويس بالنص (( أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويين ، لا يمكن تحضرهم ، وأذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر، بموجات بشرية أرهابية ، تدمر الحضارات ، وتقوض المجتمعات ، ولذلك فالحل السليم للتعامل معهم ، هو أعادة أحتلالهم وأستعمارهم ، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الأجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فأن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في أستعمار المنطقة! ، لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي أقترفتها الدولتان ، وأنه من الضروري أعادة تقسيم الأقطار العربية والأسلامية الى وحدات عشائرية وطائفية ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بأنفعالاتهم وردود الأفعال عندهم ، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك أما أن نضعهم تحت سيادتنا ، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا ، ولا مانع عند أحتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية!!)) الى هنا أنتهى ما نقله الكاتب السوداني فتحي شهاب الدين عن برنارد لويس . وبنظرة سريعة الى ما جرى في العراق منذ سقوط النظام السابق وما جرى ويجري في المنطقة ، مرورا بما يسمي بثورات الربيع العربي ، وما جرى ويجري في غزة وباقي المدن الفلسطينية ثم أحداث لبنان وأنتهاء بسقوط نظام بشار الأسد ، وقبلها تقسيم السودان والحرب الدائرة الآن فيها! ، كلها تعطي صورة واضحة بأن مشروع التقسيم المرسوم يسير بالشكل المطلوب وكما هو مخطط له من قبل برنارد لويس! . المصيبة تكمن أن الحكومات العربية ومع الأسف لا تستطيع أن تفعل أي شيء أمام هذا المخطط الذي يصب في النهاية لصالح أسرائيل! وجعلها الدولة الكبرى ، فهذه الحكومات هي منقادة ومنصاعة لأمريكا وأسرائيل وبريطانيا ولباقي دول الغرب! ، كحالها عندما تم ترتيب الشرق الأوسط أعقاب الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918 ) وأنهيار الدولة العثمانية في القرن الماضي فلم يتغير فيها أي شيء! ، ولا حول ولا قوة ألا بالله العلي العظيم.