23 ديسمبر، 2024 10:42 ص

برلمان معاوية بن ابي سفيان

برلمان معاوية بن ابي سفيان

يقول الباحثون المعنيون في التاريخ الاسلامي أن: دهاة العرب ستة؛ معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة ابن شعبة، وزياد بن أبيه، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن بديل بن ورقاء.

التأريخ يلبس ثوبا جديداً هذه المرة، فقد تحول من العقل الفردي إلى العقل الجمعي، البرلمان اكبر داهية جمعية حقيقة لامناص عنها ولاخفاء،قيادته ذكية وتمتع بدهاء خرق المألوف، الحيلة حتىوأن لم تكن شرعية هي الاساس في اول عمل لهم بدأت من اداء القسم للاعضاء الذي اصبح بعضهم ثقلا على ناخبيهم  ليأخذوا بعدها الصفة الرسمية ومعها  كل الامتيازات(الحصانة – السيارات المصفحة – الجواز الدبلوماسي – الارقام الفاتورة – الايفادات لتعلم العمل النيابي – الحمايات – وغيرها من امتيازات ماانزل الله بها من سلطان)

من سوء طالع العراقيين أن يكون رئيس السن هو مهدي الحافظ الذي لايجيد كثيرا لعبة حيل القادة واصولها، ليطلب منه قائدا ماكرا (30 دقيقة ) فقط لحسم قضية انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبيه، فلم تكفي 14 يوما التي مرت على مصادقة المفوضية على اسماء الفائزين، وفي هذه النصف ساعة ستحل العقد وتفك الازمات !

يوافق الرئيس المكَرود على المقترح ثم يغادر القائد  ومن يقودهم  مقر مجلس النواب واعضاء التحالف الكردستاني الذي يقول رئيس الكتلة محسن السعدون أنهم اتوا ليقسموا ويذهبوا وتناسى المادة المادة (55) من الدستور العراقي التي تنص على ” ينتخب مجلس النواب في أول جلسةٍ له رئيساً، ثم نائباً أول ونائباً ثانياً، بالاغلبية المطلقة لعدد اعضاء المجلس، بالانتخاب السري المباشر”.

يختل النصاب البرلماني، بعد أن يغادر النواب الجدد فرحين بالسيارات المصفحة والحمايات وصافرات الانذار واشهار الاسلحة بوجه البسطاء والمارة وباجات دخول المنطقة الخصراء والهواتف المجانية والجوازت الدبلوماسية .

الدهاء البرلماني لاينتهي عند ذلك  بل بلغ أن يتبدع  صاحب مصطلح ” الحيثية التعليلة ” والشفافية الشهيرة،جلسة ثانية على الرغم من عدم دستوريتها ليقنع رئيس المجلس المسن المسكين بتاجيل الجلسة على الرغم أن الدستور صريح وواضح في ذلك  ليقول له : اتركها لبعد حين، فالقادة لم يتفقوا بعد ؟.

لاتستحق هذه الجلسة عناء المواطنين والتشديدات الامنية وتعطيل مؤسسات الدولة وتوقف المصالح العامة والخاصة، كنا نتوقع أن يكون هذا المجلس اكثر نبلاً ونقاءاً من المجلس السابق لكنه اصر أن يطرز بدايته بمخالفة دستورية لاتغتفر .

ماحدث امس الاول يؤكد أن العراق ليس له برلماناً اي ان العضو خانع وخاضع لرئيس الكتلة ويمكن أن يكون القرار السياسي على يد 10 قادة تديرهم 10 دول الا ماندر منهم، مبارك لنا بمعاويات العصر الجدد والذي تجاوزا بدهائم معاوية بن ابي سفيان ورفاقه الخمسة ..إنه برلمان معاوية بين ابي سفيان من دون أدنى شك.