قد يعتب علينا بعض العراقيين بِشأن هذا العنوان وتشبيه برلماننا المعظم بسوق عكاظ الذي كان عبارة عن سوق للهرج والمرج يمارس به الشعراء الهجاء والسب والقذف والطعن وكل شىء به مباح ما عدا الضرب بالسيف والرمح ، ويتعاكظ العرب اي يتفاخروا بامجادهم ويتنابزوا بالالقاب التي ما انزل الله بها من سلطان . وبعد هذه الحقبة الطويلة من الزمن يبدو ان البرلمان العراقي يريد اعادة امجاد سوق عكاظ ولكن بلونٍ جديد واستخدامٍ حديث للتقاذف بالاحذية النسائية التي تمتاز برشاقتها وخفتها ووصولها الى اهدافها بسرعة واصابتها للهدف بدقة ، تلك هي ما توصل اليها اعضاء البرلمان في الرد على الاخر . ان ما حدث في الاسبوع المنصرم اثناء مساجلات التصويت على الموازنة ، رشقت احدى النائبات بحذائها ذو الكعب العالي احد النواب بعد ملاسنة معه واسمعها كلاماً لاذعاً مما دعاها الى استخدام سلاحها بسرعة لاسكاته امام صمت واستغراب النواب ، والتي اصبحت سابقة خطيرة لم تألفها برلمانات العالم بالرغم من وجود عراك وسب وشتم احياناً في برلمانات الدول ذات الديمقراطيات الناشئة ، اما موضوع التراشق بالاحذية لم ولن نسمع او نرى مثلما يحدث في مجلسنا المتخم بالمشاكل والارهاصات وسوء الظن والتطاول في القول والفعل ، والادهى من ذلك يقولون انها ديمقراطية ومن حق النواب ان يتلاعنوا فيما بينهم وينقصهم رفع اليدين وتقديم القربان لكل كتلة من كتلهم حتى يتقبل الله تعالى قربان احدهم وينسف قربان الاخرمثلما تقبل الله تعالى قربان ( هابيل ) ولم يتقبل قربان (قابيل ) فحسده وقتله فجعل القتل شريعة له ولاحفاده . وبالتالي اضحى المجلس حلبة صراع ومنبر للقذف والتجريح ، ومن يريد ان ينشر غسيل غيره فليبقى في اروقة المجلس ويلتقي بوسائل الاعلام وينال من هذا وذاك وعندما تتعالى الاصوات بعزله يشعر ان يوم الحساب قد بدأ ، يخاف على مصالحه وامتيازاته ويقول الاعلام هو الذي حٌرف اقوالي وانا برىء مما قيل . نعتقد ان ما يحدث اليوم في مجلس النواب ليس بفضل الديمقراطية وحرية الرأي وانما هو الانفلات بعينه لتنفيذ اجندات اقليمية ودولية في وضح النهار بحجة الاختلاف في الرأي والحرص على مصالح البلاد والعباد ، في حين يبقى مؤشر حب الوطن والسهر على مصالحه خطوط حمراء لا تحتاج الى من يشعرنا بها اناء الليل واطراف النهار ايها السادة النواب .