19 ديسمبر، 2024 1:58 ص

برلمان اهل المحابس والمدس

برلمان اهل المحابس والمدس

استهلال .هذا العنوان مقتبس من الشاعر ملا عبود الكرخي الذي قال قبل سبعين عاما :برلمان اهل المحابس والمدس عكب ما جانوا يدورون الفلسهسة هم يرتشي وهم يختلس . . . الخ .كلنا نعرف كيف تم انتخاب مجلس النواب عن طريق المفوضية المستقلة للانتخابات . هذه المفوضية المستقلة بالاسم فقط ، لكونها تضم ممثلين عن الكتل والاحزاب السياسية الكبيرة وتخضع لارادات قادتها. . . وكلنا نعرف كيف هو مجلس القضاء الاعلى الذي يصدر قرارات على هوى السلطة التنفيذية ، وقيامه باستبعاد الكثير من المرشحين بحجة ان عليهم قضايا مرفوعة لم يبت فيها . ونحن نفهم منذ نعومة اظفارنا بان المتهم برئ حتى تثبت ادانته . وكلنا نذكر كيف ان بعض صناديق الاقتراع وجدت ملقاة على الطرقات عشية فرز اصوات الناخبين .بهذه الكيفية تم تاليف برلمان او مجلس نواب حسب الطلب او a la carte . وقد جاء نسخة مطابقة لمجلس الحكم الذي شكله بريمر من حيث تمثيله للاحزاب والكتل السياسية . ولا زال قادة هذه الاحزاب والكتل يديرون البرلمان حسب اهوائهم ، من خلال توجيه النواب الى ما يجب عليهم الموافقة عليه او رفضه من القرارات . وكلنا نعرف ان القوانين لا تصدر الا بعد التمهيد لها باجتماع قادة الكتل قبل التصويت عليها في مجلس النواب لاقرارها . . وانظر الى قاعة البرلمان وتفحص اغلب الجالسين . ستجد الامعة الذي لا يهمه سوى تحقيق المصالح الفئوية والمادية له ولكتلته . . وستجد الانتهازي الغوغائي الذي يثير النزاعات الوهمية امام اي قانون جدي يخدم ابناء الشعب. . . وستجد الجبان الذي يخشى الاعتراض ، وآثر الصمت او القول بانه لا حول ولا قوة له امام الكتل السياسية التي تمثل حيتان الفساد .
فلا عجب اذن ان لم تجد موقفا مخلصا للشعب ولمصالحه من هذا البرلمان . ولا عجب ان لم تجد استجوابا مهنيا صادقا لاي وزير او مسؤول في الحكومة . ولا عجب ان لم تجد اي تحقيق قد خرج بنتائج ايجابية ملموسة . . لقد اصبح البرلمان عبئا ثقيلا على الشعب من كثرة مغالطاته ، ومخصصاته الضخمة ، والحمايات التي تعيث فسادا دون رقيب او حسيب . . كما اصبح مصدرا للفتنة والتضليل . . فلا خير في نواب لا يمثلون الشعب ، ولا خير في مجلس لا يصدر عنه سوى الاقوال الجوفاء والخلافات المفتعلة المبنية على النفاق والكذب والمزايدات . اما نحن فكفانا سكوتا وتحزبا لهذا وذاك على حساب الفقراء والايتام والارامل والمهجرين من ابناء شعبنا المغلوب على امره.
ان لم يحن وقت الحساب الان فعلى الاقل لنقول الحق ونسمي الاشياء بمسمياتها الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا . 

أحدث المقالات

أحدث المقالات