يعد البرلمان من أرقى المؤسسات الدستورية التي تتأسس منها جميع الحكومات وتبنى بها المؤسسات التشريعية الأخرى والرقابيه ، ويُعتبر البرلمان إحدى أهم المؤسسات الدستورية في النظم السياسية المعاصرة انطلاقا من الأدوار التي يؤديها في المجال التشريعي والرقابي على أعمال السلطة التنفيذية.
لقد اتسم النظام السياسي في العراق قبل احداث ٢٠٠٣ بأنه نظام يلعب فيه راس الدولة (سلطان، ملك، رئيس،…) دور محوري وربما هو القلب الصلب للنظام السياسي والتفاعلات السياسية، وبالتالي انعكس ذلك في أن راس الدولة وكان عادة ما يجمع في يده جميع السلطات والصلاحيات في الدولة، لكن بدات مثل هذه النظزيات بالسقوط ومع تطور الأوضاع السياسية والاحتكاك بالتجارب والنظم السياسية الحديثة والتي تتسم فيها مؤسسات الدولة والعلاقات بينها بالتعقيد وتفتيت السلطات وتوزيعها بين المؤسسات، بدأ تحول نوعي جديد نحو مزيد من تشتيت السلطة واخر اوجد بعض السلطات والصلاحيات من يد راس الدولة لصالح المؤسسات السياسية الحديثة والمستحدثة (البرلمان،الحكومة،…).
السؤال المطروح اليوم بين أوساط الشعب العراقي وهذا السؤال يجب الإجابة عليه من قبل البرلمان العراقي , هل نحن دولة لها سلطة تشريعية حقيقية ام إنها مجرد اسم يشغل حيزا في تصريحات من يجلسون تحت قبته التي تحولت للنزاعات والخلافات وتنفيذ الأجندات التي عطلت وشلت حركة ذلك البرلمان الذي يقدم للشعب العراقي أي فعل حقيقي سوى الأزمات.
اذن فالفشل اصبح سمة يمتاز بها البرلمان العراقي وحتى في القرارات التي اقرها البرلمان فهي دليل كبير على هذا الفشل .. فقرار راتب رئيس الجمهورية تم اقراره في جلسة واحدة ، وقرار رواتب البرلمانيين تم اقراره والتصويت عليه في جلسة واحدة ، وغيرها من القوانين التي اقتربت من مصالحهم وابتعدت من مصالح الشعب العراقي العليا.
اليوم أعضاء البرلمان في واد والشعب في واد أخر ، لأنهم تركوا وراءهم كل هموم ومصائب ملايين البشر التي تتضور جوعا وتفتك بها الامراض وليس اقلها الوباء الأخير ” الكوليرا ” في جيوبهم الخلفية ، حيث نسوا وتناسوا المشاكل الرئيسية للمواطن العراقي من انعدام الخدمات الإنسانية والحياتية ” الماء ، الكهرباء ، والنفط “.. الخ ، فضلا عن تفشي الأمية والجهل والتخلف حتى اصبح شعبا في الدرك الأسفل من الشعوب المتخلفة فيا ترى هل يبقى برلمان الفاشلين أم يفشل البرلمان ؟!!!!