23 ديسمبر، 2024 4:42 م

برلمان العطل والمقاطعات

برلمان العطل والمقاطعات

نتمنى لأعضاء مجلس النواب اجازة مريحة وعيد سعيد وللذين ذهبوا لأداء فريضة الحج حجاً مبرور!!!، وندعو الله ان يقوي ايمانهم اجمعين وينصرهم على من انتخبهم ، ويغنيهم ويفقر من نصبهم!!!,هذا المجلس يستحق العطلة فهو لم يتمتع بأجازة منذ انتخابه نتيجة انشغاله بهموم الشعب !!! ,
وقد عانى الأمرين من اجل حل مشاكل المواطن ليصل به الى هذا المستوى من الرخاء والطمأنينة !!!.
كنا نحلم بحكم ديمقراطي يكون فيها الشعب مصدر السلطات , كنا نحلم بحكومة تستمد سلطتها منا , هذا الحلم لم يأتِ نتيجة تفقهنا بالنظم الدستورية اودراستنا لنظريات افلاطون وارسطو في نظم الحكم , اوالبحث في كتب روسو ولوك ومونتيسكيووانما جاء بصورة عفوية ورد فعل لما عانيناه من تسلط نظام دكتاتوري تعسفي جثم على صدورنا لعقود من الزمن.
كنا نحلم بعراق جديد نصنعه بأيدينا , عراق يتساوى فيه الجميع على اساس الكفاءة والوطنية , عراق الفقراء والمحرومين ،و دفعنا ثمناً غالياً لحلمنا هذا عندما قايضنا وطناً بالأحتلال ,  وصحونا من الحلم على ديمقراطية انتجت لنا ساسة نصفهم غير مؤهل والأخر عليه شبهة فساد, صحونا على ديمقراطية انتجت حكومة عاجزة عن تحقيق الأمن والخدمات وأدارة موارد البلد بصورة تحقق الرفاهية والعدالة للجميع ، ديمقراطية انتجت مجلس نواب اعضائه لايمثلون ألامصالحهم ويستخدمون حقهم التشريعي بشكل متعسف لمنح انفسهم رواتب خرافية وامتيازات ومكاسب على حساب فقرشعب اغلبه لايملك شبراً في هذا البلد وقسم كبير منه يسكن العشوائيات وبيوت الصفيح كل هذه الأمتيازات مشرعنة وفق القانون والدستور.
مقابل كل هذا لم يقدموا لرب عملهم ( الشعب ) اي شيْ لأنهم يتمتعون بأجازة طويلة مدفوعة الأجروبراتب كامل ، فهم اضافةً الى مشاركتهم افراد الشعب عطلهم الرسمية والدينية وهي كثيرة والحمد لله ,يتمتعون باجازة شهر بعد كل فصل تشريعي الذي تنعقد فيه جلساتهم بين اسبوع واسبوع وفي كل اسبوع بين يوم ويوم , وحتى عند عقد جلساته فأن عدد الحضور لم يبلغ في احسن احواله اكثر من مئتان وخمسة وعشرون نائباً عدا جلسات التصويت على مكسب او امتياز خاص .
  اضافة الى ماذكر من عطل واجازات هناك ظاهرة مثيرة للدهشة والقلق في آن واحداصبح يمارسها نواب جميع الكتل دون استثناء وبطريقة فجة ومتكررة وهي الأنسحاب ومقاطعة جلسات المجلس التي انفرد بها نواب مجلسنا الموقر! دوناً عن مجالس خلق الله و ادت الى ارباك عمل المجلس وتعطيله وبالتالي تعطيل مصالح الشعب تحت ذريعة ممارسة حقهم الدستوري والديمقراطي!!!.
ولانعلم اي حق ديمقراطي يبيح لهم الأستخفاف بمشاعر الشعب ومقدراته, فأذا كانت الديمقراطية تعني تعطيل مصالح االمواطن ونهب ثرواته واستباحة دمه وتقسيم الوطن على اساس عرقي وطائفي فأللعنة عليها ، لقد جعلتمونا نكفر بألديمقراطية التي طالما آمنا بها وسجدنا لها وسبحنا بحمدها لأنها خذلتنا وانتجتكم .