23 ديسمبر، 2024 12:58 م

برلمان الحسين يفند النظريات البرلمانية ..

برلمان الحسين يفند النظريات البرلمانية ..

برلمان أسس على التقوى, و الأتفاق في الرأي الواحد, و أيجاد الحلول الصائبة, التي تصب عند مصلحة الفرد من الجماعة, حتى لو كلف ذلك التضحية في النفس, لذا تقرر على العضو داخل في هذا البرلمان أن يجيد بنفسه لأجل المشروع.

هكذا أسس الحسين بن علي “عليه السلام” برلمانه في أرض كربلاء, حين أمر من معه ان ينسحب من برلمانه, أذا لم يكن مستعداً للتضحية في النفس والمال, وترأس برلمانه الخالد, حتى أصبح اليوم نبراساً خالداً, يتأسى به الجميع.

أخذت من هذه الفكرة, لثورة الحسينية بكلمة قليلة الوصف لعظيم الثورة, لكن فيها رسالة الى كل برلماني وقائد سياسي, وضابط عسكري, أو أي مركز يستغله في الدولة, على أن ثورة تقطعت فيها الأيادي والرؤوس على أن يتركوا مشروعهم الرسالي فما فعلوا.

فالذي جرى في العراق يندى له الجبين, ودونه التاريخ على الواح من العار المهين, فذاك يوماً لم يتعلم الجالسون في البرلمان, الذين نادوا (يا حسين) وأذ هم يرفعون أيديهم, لقانون التقاعد البرلماني, مطالبين لأنفسهم برواتب تقاعدية.

ناهيك عن تذمرهم من مطالب المواطنين على ألغاء هذا القانون المجحف, الذي يعتبر أمتصاص لدماء المواطن المسكين, وضهورهم على شاشات التلفزة يتأسون بالثورة المباركة وهم بعيدون كل البعد عنها, أهكذا تعلمتم من النهج الحسيني؟

كان في ثورة الحسين حين عقد أجتماعاً مع أصحابه, على أن يتفقوا برأي واحد, و الأبتعاد عن الأختلافات مهما كانت أن وجدت, وكلِ يقين أنهم صفوة لم يختلفوا قط, و يجعلوا للمشروع الإلهي, وعلى أن يرفعوا شعار الحرية ومقولة مثلي لا يبايع مثله.

السبب الوحيد الذي جعل العراق ممزقاً أربا, هو الأختلاف والتناحر, وعدم الأتفاق بالرأي, و الأبتعاد كل البعد عن المشروع الوطني, وتناسي أنفسنا, أن هذا المنصب أنما هو خدمة المواطن, والتشبث بالكراسي.

فرق كبير بين أثنين, برلمان الأحزاب, وبرلمان الحسين عليه السلام, بين ذاك أسس على التضحية, و هذا أسس الطمع والضغينة, يتهافتون دون الحسين “عليه السلام” من أجل ترسيخ المشروع, وهؤلاء يتهافتون من جل أفتراس حق المواطن.

لكن المنظر الرهيب الذي أرعب الطغاة في برلمانهم, والسراق في مراكزهم, تلك الحشود المليونية, خرجت مبايعةً برلمان الحسين “عليه السلام” يوم الأربعين, الذي لم ولن يندثر ذكراه, والسبب; تلك القيمة الحقيقية التي أستشهد من أجلها سبط الرسول صلوات ربي عليه.

لذا علينا أن نعرف ما هي الثورة؟ وما هي الأمور التي يجب أن نلتفت اليها في أتباع السبل الناجحة, وأخذها من النظرية التي أستند اليها الحسين عليه السلام, حين خروجه هو وعائلته الى رمضاء كربلاء, وهو مضحي بعائلته وأخوته وأصحابه.

لذا أن في خروج الحسين “عليه السلام” و الحشود الى منطلق واحد ألا وهو كربلاء, أرض الثورة التي وقفت في وجه الطاغوتية, وصرخة الفقراء والبطون الجائعة, لكي تتعالى الصرخة الموحدة من فم أبي عبد الله “عليه السلام” ومحبيه للطغاة أجمع, مثلنا لا يبايع مثلكم.