9 أبريل، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

برلماني يحرق نفسه !

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا ادري كيف تلقوا النبأ ، الذين زوروا شهاداتهم الدراسية ، فصعد منهم الى قبة البرلمان ، ودخل مجلس النواب من اوسع ابوابه ، بل وان بعضهم وصل الى اعلى سلطة في الدول حيث شغل منصب وزير او وكيل وزارة او مدير عام يدير اهم مؤسسة في البلاد ، وكثير منهم راح يدرس في الجامعات بل واصبح رئيس جامعة ، الامر الذي جعل التعليم في العراق يتراجع الى الوراء . هؤلاء المزورين الذين اعتبروا ان مهنة الى سياسة مهنة تغدق عليهم الارباح حتى صار معظمهم يمتلك مال قارون وهو قبل 2003 لا يجد قوت يومه . وكل ذلك بفضل الاحتلال ودخول الامريكان بامر غير شرعي الى العراق فاسقطوا دولة مترامية الاطراف مهابة من قبل كثير من الدول ، وتخشاها كل دول الجوار .
النبأ الذي اشرنا اليه هو ما تناقلته بعض وسائل الاعلام ، ومفاده ان طالب جامعة في قسم الاعلام اقدم على الانتحار حرقاً ، وذلك بعد اتهامه من قبل عمادة الكلية انها القت القبض عليه وهو متلبس بجريمة الغش في الامتحان ، فلم يتحمل هذا (العار) او الجريمة لانه صاحب ضمير حي ووجد ان نقي وشيمة عراقية اصيلة ففضل الموت على الحياة التي فيها نكد ،واصبع تشير اليه بانه غشاش مخادع كذب على الناس واراد ان يحصل على معدل يؤهله ارتقاء مناصب وظيفية في الدولة .
اكيد ان هذا النبأ هو بمثابة صاعقة سماوية او هزة ارضية وقعت على رؤوس كل من زور وشغل منصب حكومي هو ليس من حصته ولا من صميم عمله .
كان الاولى بالبرلماني الذي زور شهادته وجاء من (مريدي) هو الذي يقدم على حرق نفسه ، بل الاولى على الوزير الفلاني ان ينتحر ، كما انتحر هذا الطالب الشريف لانه حس بالعار كونه اقدم على الغش كما اتهمته عمادة الجامعة ، فداوى بالتي كانت هي الداء ، بحسب تعبير ابو نواس . اقول متى يصحى هؤلاء المزورين الذين زور بعضم شهادة دكتوراه حتى يقال عنه دكتور او (تل ثور) وهو الاصح ، لان الثور يحمل من الصفات الحسنة اكثر مما يحملها كل من زور وغش شعبه ووطنه ، في سبيل حصوله على منصب حكومي كمستشار لاحد الساسة او غيرهم ، وما اكثر المستشارين حين تعدهم .
وانا بدوري اطالب الجهات المعنية بتخصيص مرتب تقاعدي لذوي هذا الطالب ، ليس لكونه غش في الامتحان ، بل كونه ، كفر عن ذنبه واعترف بخطأه وحس بفداحة الامر ، ولأنه رفض ان يلقب بلقب غشاش الى يوم يبعثون ، وهذا الغش قد يبقى وصمه عار تلاحقه حتى يورثها الى ابناءه . وعلى الوزير الفلاني والبرلماني العلاني الذي زور وغش ان ينتحر هو الاخر تأسياً بهذا الطالب الغيور الشجاع ، فهل هناك ضمائر حية وقلوب يقضه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب