18 ديسمبر، 2024 3:59 م

برلماننا وسر “الجلسة الطارئة”

برلماننا وسر “الجلسة الطارئة”

اذا تتذكرون  فان ازمة امطار العام الماضي التي استمرت 8 ساعات تمت مناقشتها بـ “جلسة طارئة” من قبل برلماننا. واذا يتذكر “حجي نعيم” فان ازمة امطار العام الحالي ـ لايزال حبل الانواء الجوية على الجرار ـ  تمت مناقشتها هي الاخرى بـ “جلسة طارئة”. الوضع الامني المتدهور دائما وعلى مدى السنوات الماضية بلياليها “الهريرية” وغير الهريرية لم تتم مناقشتها يوما الا بـ “جلسة طارئة”. لم يصدف يوما ان تذكر مجلس النواب مناقشة  الوضع الامني بجلسة  عادية كاملة النصاب. وحتى لو اضيفت فقرة تتعلق بالوضع الامني الى اية جلسة عادية يتبخر النواب  من  القاعة الى الكافتيريا المجاورة لاحتساء الشاي والحامض والدارسين والنسكافة والكابتشينو. هيئة الرئاسة تبقى “تفر باذانها” بحثا عن نواب “يستحون” او يتلطفون من اجل البقاء ولو لذر الرماد في عيون الشعب.  
 وعلى مدار الدورة البرلمانية وحين  يعلن رئيس البرلمان رفع الجلسات  الى الاسبوع المقبل فان نوابا ومن كتل مختلفة يهرولون الى المركز الاعلامي لعقد المزيد من المؤتمرات الصحفية التي تدعو الى عقد “جلسة طارئة” لمناقشة استمرار تدهور الوضع الامني. بل هناك من لم بكتف  بالدعوة الى مثل هذه الجلسة بل يطالب فورا باستدعاء كل القادة العسكريين بدء من رومل ومونتغمري وانتهاء بعبود كنبر وعبد الامير الزيدي. والهدف من ذلك هو وضع النقاط على الحروف حيث ان ذلك من وجهة نظرهم لا يتم  الا بـ “الجلسة الطارئة”.
 برلماننا اصبح اذن ابو “الجلسات الطارئة”. ازمة الحويجة تمت مناقشتها بـ “جلسة طارئة”. عملية اقتحام سجني الحوت وابوغريب  نوقشت بـ”جلسة طارئة” تحولت الى تشاورية اذا يتذكر السيد وزير العدل. موازنة العام 2013 تمت المصادقة عليها بـ “جلسة طارئة”. لاتنسوا و”الحجي بالتفاطين” فان ازمة مزاد العملة والبنك المركزي وسنان الشبيبي والحاجة فوزية تمت مناقشتها بـ “جلسة طارئة”. واذا ما خانتني الذاكرة فان ازمة طوزخورماتو عندما تحركت قوات الحكومة الاتحادية والبيشمركة الكردية وبلغت حد المواجهة الوشيكة بالسلاح  ناقش مجلس النواب تلك الازمة  بـ “جلسة طارئة”. هذه المرة زاد على “الجلسة الطارئة” أن  شكل  لجنة لتقصي الحقائق  لم تعترف بها الحكومة. والحكومة من طرفها شكلت وفدا لم يعترف به البرلمان. ولعل السؤال الذي يطرح نفسه .. لماذا لم يناقش البرلمان يوما اوضاعنا الطارئة اصلا بجلسة اعتيادية حتى لو شابتها مشادات او عركات بل وحتى “بوكسات”؟ ولماذا لا تتم الدعوات الى الجلسات الطارئة الا في ايام العطل  والاعياد والمناسبات وما اكثرها تتقدمها عطلة السبات الشتوي والصيفي؟ بماذا يمكن ان ينشغل برلمان الوطن والشعب خلال اوقات الدوام ؟ وهل هناك ما هو اهم من مناقشة السبل التي تكفل حقن دماء الابرياء؟ لا احد في الحقيقة يملك الجواب ولا احد يعرف سر “الجلسة الطارئة” التي مازحزحت امر فصيل من مكانه ولاقلصت سيطرة, ولا رفعت كتلة كونكريتية, ولا ازاحت  سونارا , ولا دربت كلبا بوليسيا براسه خير, ولا  .. ويلاه , ويلاه , انا اللايويل ويلاه .. كما يقول المرحوم داخل حسن.