8 أبريل، 2024 10:44 ص
Search
Close this search box.

 برلماننا والبرلمان الفرنسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

يبدو ان الحل السياسي للمشاكل الحالكة التي تجتاح العملية السياسية بات عقيماً في ظل هذه الافرازات والتداعيات الخطيرة وأيضاً وجود تلك الايدي التي لها مصالح في تقهقر الحلول.
بيد ان الرغبة والارادة هي الركيزة الاساسية التي يتكأ عليها كل عمل ناجح وحل مستفيظ , لكن لمدعاة اسف ونحن في شدة انبهارنا نلاحظ تقاعس الرغبات والارادات الحقيقية لدى اغلب المسؤولين في(ذبحها على قبلة) كما يقال في المثل الشعبي من اجل ايجاد قاعدة ثابتة وخريطة طريق تكون من شأنها تفادي الاخطاء المتكررة والابتعاد عن المشاكل المتناثرة في سماء العملية السياسية , من اجل انجاح الشراكة في قيادة البلد ووضع حد صارم للازمات المتتالية والويلات العاتية التي اجتاحت البلد وجعلت تقدمه واستقراره شبه مستحيل ,
اذن نحن بحاجة لتلك اليد الماهرة التي لها القدرة الفعلية على ترميم الاوضاع وأصلاح جسد العملية السياسية التي تهشم رويدً رويداً, فقد شاهدنا العجب العجاب في الفترة الحالية التي هي تعد من احلك الفترات واقتم الاوقات بالنسبة لما سبقها , فها نحن نصل لمرحلة التخبطات الكبيرة في العمل والفعل والقول واصبحت الطرق كلها مغلقة بوجوهنا وكأن صباحنا لا يمضي دون سماع تغريدة لأغنية شائعة  قديماً مطلعها (طريقك مسدوداً مسدوداً) وهذا مانراه فعلاً للمشاكل في المنطقة الخضراء التي سرعان ماوصلت لبيوتنا لما للسياسة من تماس مباشر في حياة الفرد , فبالنضر لقبة البرلمان نلاحظ التبرأ المضحك من كل مشكلة ومحاولة رميها بأتجاه الطرف المقابل واصبح المسؤولين(كلمن يصيح ياروحي) وبالتالي يسعى لتنزيه نفسه ونفض عبائته من كل مايحصل متناسياً انه طرف في ذلك فالكل داخل مجلس النواب هو شريك في العملية السياسية وبالتالي كل عضو تقع على عاتقه مسؤولية مايحصل من مشاكل وتلكؤ في اقرار القوانين وتنفيذ المشاريع , لذلك يسعى اكثر الاعضاء لتسقيط الاخر واتهامه بأفتعال المشاكل والتقصير في أي خرق امني او فشل ما ولم يعترف اكثرهم بالفشل الجماعي لمرة واحدة على الاقل في هكذا مناسبات مؤسفة , ولم يأبهو لأحوال الرعية .
اصبح العراق البلد الاكثر انتاجاً للمشاكل وكذلك لاننسى فهو يمتلك اكبر احتياطي للمشاكل وهذا من سخريات القدر عندما نترك الاستفادة من انتاج النفط لتستحوذ مسألة انتاج المشاكل على بلدنا المسكين . في هذا الوقت وأنا بصدد الكتابة عن مشاكل البلد وصناعها حضرتني حكاية مثيرة للجدل ورأيت حسناً ان اسوقها هنا , فقبل فترة وجيزة حدثت مشكلة صغيرة داخل اروقة البرلمان الفرنسي , عندما تقدم أحد النواب بطلب لتشريع قانون ينهي بموجبه استخدام اجهزة (الآي باد والآي فون) وغيرها التي تستعمل في اتصالات الانترنيت داخل البرلمان , ومن الجدير بالذكر ان نواب البرلمان الفرنسي يستخدمون الانترنيت خلال انعقاد الجلسة , والغريب في ذلك هو ان استخدامهم يقتصر على قراءة ردود افعال المواطنين ومعرفة طلباتهم وقراءة التغاريد من اجل الاجابة عليها وتوضيح مايجري داخل الجلسة وهذا بأعتقادي أمر محمود ليكون اتصال مباشر بين المواطن والمسؤول عكس المسؤول العراقي الذي يشاهدنا من وراء الزجاج المظلل ولانشاهده نحن , وعلى الرغم من ان استخدام النت داخل البرلمان الفرنسي هو للتواصل مع المواطن ومعرفة مايريد الاان العضو الذي طالب بألغاء استخدامه داخل الجلسة كان يعزو ذلك لتعطيلهم عن عملهم وانشغالهم بقراءة التغاريد , وهذا ماجعل بعض زملاءه من النواب ينضمون له في هذه الدعوة. واعتقد ان فكرة استخدامه او الغاءه يصبان في معين واحد وهو خدمة المواطن والتفكير فيه , الا ان المفارقة تحدث عندما ندير الانضار بأتجاه البرلمان العراقي لنشاهد مايقف اليه شعر الرأس , فقد تحولت اغلب جلساته الى حلبة مصارعة ناهيك عن السب والشتم والتدافع والوعيد والتهديد الذي لاتخلو اغلب الجلسات من هذه الفلسفة التي تعدت حدود الديموقراطية , فياترى هل سيأتي يوم نشم فيه هواء غير ملوث خالي من سموم المشاكل ,,الله اعلم ,,
 [email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب