بركان البارود في الشرق الاوسط

بركان البارود في الشرق الاوسط

إيران تقابل ادانة وكالة الطاقة الدولية بالتهديد بزيادة انتاج اليورانيوم*

*تعكس الضربة الإسرائيلية تحوّلًا نوعيًا في طبيعة المواجهة مع إيران، من سياسة الاحتواء والتخريب إلى إستراتيجية الاستهداف المباشر للنخبة القيادية والعلمية، في رسالة واضحة بأن مشروع إيران النووي والصاروخي لم يعد يُواجه فقط دبلوماسيًا، بل عسكريًا وميدانيًا

نهاد الحديثي

بعد احتلال العراق عام 2003، وإسقاط نظامه السياسي، وحلّ جيشه – سيطرت الأحزاب والمنظمات والمليشيات الشيعية الموالية لإيران على الحكم، فأصبحت مطلقة اليد في العراق، في غياب أيّ دور عربي، ليصبح العراق مصدرًا لتجنيد المقاتلين في المليشيات الخاضعة للحرس الثوري، وفيلق القدس، هذه المليشيات التي استُخدِمت لتوسيع النفوذ الإيراني وبتمويل عراقي , وهذا التوسع امتد الى سوربا ولبنان واليمن – وبهذا تكون إيران قد أقامت هلالها الشيعي من العراق إلى لبنان مرورًا بسوريا واليمنوعبراكثر من العشرين سنة الماضية تُركت إيران ترتب أوضاعها في العراق، نفوذا وهيمنة وتمددا ومصادرة ووصاية حتى وصلت إلى مرحلة تطبيع مشروعها بحيث لم تعد في حاجة إلى أن تديره بنفسها أو من خلال أدواتها المباشرة. لم تعد هناك ضرورة لمبعوثيها الذين كانوا يعالجون ما يحدث من فجوات كما كان عليه الحال يوم كان قاسم سليماني زعيم فيلق القدس حيا والذي كان يقضي جل أوقاته في العراق حتى أنه قُتل هناك. لقد انتهت المرحلة التي كانت إيران فيها تشعر بأن وجودها في العراق قد يتعرض للخطر. كل ما قامت به إيران وما فعلته لم يقع في الخفاء، بل كان على مرأى من الولايات المتحدة. صحيح أن الأخيرة سحبت قواتها من الأراضي العراقية عام 2011 غير أنها أبقت العراق في دائرة نفوذها وتحت رعايتها ناهيك عن استمرارها عسكريا من خلال قواعدها الثابتة. الأهم من ذلك أن أموال العراق من صادراته النفطية كانت ولا تزال تذهب إلى نيويورك ومن هناك يتم تحويل ما تحتاجه الحكومة العراقية. ما هو واضح منذ البدء أن العراق كان دائما بالنسبة إلى إيران مصدر العملة الصعبة في ظل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة عليها. وإذا كانت الطبقة السياسية الحاكمة في العراق قد وجدت في تمويل إيران بالعملة الصعبة فرصة للتعبير عن الولاء المذهبي المطعم بالفساد النادر من نوعه فإن الإدارات الأميركية كانت على إطلاع كامل على كل دولار يتم تحويله إلى إيران. وما الإعفاءات التي كانت تسمح للعراق بالتعامل اقتصاديا مع إيران خارج قانون العقوبات إلا دليل صارخ على أن كل شيء كان متفقا عليه ,, واصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا رسميا بعدم امتثال إيران بالتزاماتها، وجاء في تقرير الوكالة أن اندفاع طهران إلى تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم ومواصلتها رفض الامتثال لشروط الوكالة في الرقابة على برنامجها ومواقع التخزين والتخصيب مثير للقلق والتساؤلات , وقال وزير خارجية إيران, ان إصدار قرار ضدنا من مجلس محافظي الوكالة يعقّد المباحثات مع الولايات المتحدة, واضاف سندافع عن حقوق ومواقف شعبنا والإنجازات النووية لعلمائنا ,وتصاعدت التوترات الأمنية واشنطن وطهران، في أعقاب تعثر المفاوضات النووية الأخيرة، فيما تبادل الطرفان إشارات وتهديدات متزايدة، فبعد أن أوضح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود، صرح وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، في وقت سابق بأن بلاده “ستضرب القواعد الأمريكية في المنطقة إذا اندلعت مواجهة مع واشنطن

حالة من التأهب فى الشرق الأوسط، بعد احتمالات بتوجيه إسرائيل ضربة عسكرية على إيران، حيث رفعت القوات الأمريكية فى المنطقة حالة التأهب القصوى استعداد لهذه الضربة المحتملة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية والجيش الأمريكى ، عن تقليص وجود الأشخاص غير الأساسيين فى منطقة الشرق الأوسط، نظرًا لاحتمال وقوع اضطرابات إقليمية.وقالت وزارة الخارجية، إنها أمرت بمغادرة جميع الموظفين غير الأساسيين من السفارة الأمريكية فى بغداد، استنادا إلى مراجعة حديثة والتزامها “بالحفاظ على سلامة الأمريكيين فى الداخل والخارج.” وكانت السفارة تعمل بالفعل بطاقم محدود، ومن غير المتوقع أن يؤثر هذا القرار على عدد كبير من الموظفين.كما منحت الوزارة الإذن بالمغادرة الطوعية للموظفين غير الأساسيين وأفراد عائلاتهم فى كل من البحرين والكويت، ما يمنحهم خيار مغادرة هذه الدول.

,الا ان ربك كان لهم بالمرصاد, انهيار حزب الله ومقتل حسن نصر الله وانهيار حكم بشار الاسد ف سوريا وتدمير القوة العسكرية للحوثيين في اليمن واقرارالكونغرس الامريكي لقانون تحرير العراق ثم تهديدات ترامب لايران بشأن الاتفاق النووي – كل ذلك قاد للهجوم الاسرائيلي على ايران فجر الجمعة 13 حزيران الجاري والذي وصفه ترامب بالممتاز محذرا من ضربات اكثر وحشية, ودعاها لابرام اتفاق لانقاذ ماكانت تُعرف بالإمبراطورية الإيرانية , فالضربات الاولى افضت لمقتل عدد من القادة العسكريين الكبار وعلماء الطاقة الايرانيين , وضرب منشأت نووية ايرانية, لقد حُسم عمليا الجدل بين ترامب، وخياره الدبلوماسي مع إيران، لصالح نتنياهو، وخياره الحربي الطامح إلى دفن المفاوضات، وهو ما سيطلق دينامية يمكن أن تؤدّي، إذا تراكمت عناصر كافية (منها، على سبيل المثال، استهداف إيران للقوات الأمريكية في الخليج) إلى تطوّر العملية الإسرائيلية إلى حرب شاملة تشترك فيها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون، وبذلك يتحقق هدفان لنتنياهو، الأول هو إنهاء المشروع النووي الإيراني، مع أفق إنهاء نفوذ إيران في المنطقة، وتدمير قدراتها العسكرية، وربما السعي لإسقاط النظام الإيراني برمّته، والثاني هو شد العصبيّة الإسرائيلية مجددا تحت قيادته، وإنهاء كل الضغوط الداخلية عليه

في ضربة غير مسبوقة من حيث الدقة والاختراق، استهدفت إسرائيل قلب القيادة العسكرية والعلمية الإيرانية، باغتيال قادة بارزين في الحرس الثوري وعلماء نوويين في طهران. العملية كشفت هشاشة أمنية عميقة، وطرحت تساؤلات جدية حول قدرة إيران على الرد، وجدوى منظومة الردع التي طالما تباهت بها.

طهران – في واحدة من أكثر الضربات تعقيدًا من حيث البعدين الاستخباراتي والعلمي، شنّت إسرائيل فجر أمس الجمعة هجومًا مركزًا على العاصمة الإيرانية طهران استهدف نخبة من القادة العسكريين والعلماء النوويين، في عملية تُعدّ من حيث النوع والدقة تحوّلًا مفصليًا في قواعد الاشتباك غير المعلنة بين الجانبين , ولم تقتصر الضربة على تصفية شخصيات بارزة في قيادة الحرس الثوري، بل امتدت إلى بنية البرنامج النووي الإيراني ذاته، ما أعاد إلى الواجهة مجددًا تساؤلات حادة حول فعالية الردع الإيراني، ومدى اختراق أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للمفاصل العليا في منظومة القرار الأمني والعسكري في طهران , الضربة لم تكن ميدانية فحسب، بل استهدفت أيضًا الأبعاد الإستراتيجية والعلمية للمشروع النووي الإيراني. فقد طالت الغارات عددًا من العلماء البارزين، من بينهم فريدون عباسي دوائي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، وأحد أبرز الأصوات المتشددة داخل البرلمان في الأعوام الأخيرة، إضافة إلى محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة “آزاد” المعروف بخلفيته النووية، إلى جانب أربعة علماء آخرين أقل شهرة ولكن معروفين بدورهم في أبحاث مرتبطة بالتخصيب والتقنيات الحساسة , وتشكل هذه الاغتيالات ضربة مباشرة للكوادر البشرية التي تقف خلف الطموحات النووية الإيرانية، في وقت تسعى فيه طهران لإعادة بناء البرنامج عقب الضغوط الدولية والعقوبات المعقدة , وفي المجمل، تعكس الضربة الإسرائيلية تحوّلًا نوعيًا في طبيعة المواجهة مع إيران، من سياسة الاحتواء والتخريب إلى إستراتيجية الاستهداف المباشر للنخبة القيادية والعلمية، في رسالة واضحة بأن مشروع إيران النووي والصاروخي لم يعد يُواجه فقط دبلوماسيًا، بل عسكريًا وميدانيًا

وتبرز تساؤلات // ما الذي تريده إسرائيل ونتنياهوبالفعل من هذه الحرب؟ تدمير النووي الإيراني فقط؟ الإجهاز على نظام الحرس الثوري؟ في الحسابات الإستراتيجية كل دولة تسمح بتموضعإيراني على أراضيها تُعتبر طرفا فعليا، حتى وإن لم تُطلق رصاصة. وهذه هي المعضلة التي لا يدركها جزء كبير من النخبة العربية,, إن التورط لا يعني فقط التموضع العسكري بل التماهي مع مشروع إقليمي قد يدفع البعض إلى مواجهة لا ناقة له فيها ولا جمل, إن الهجوم الأخير الذي استهدف مواقع إيرانية داخل طهران ليس فقط رسالة لإيران، بل تحذير غير مباشر لحلفائها الصامتين , أن تقوم دولة بحجم إسرائيل بإحداث زلزال حربي بهذا الزخم يفتح الطريق لضرب النظام الناتج عن الثورة الإيرانية، فهذا لا يعكس، حتى في حقل الإمكان، سوى وصول انعدام التوازن في الشرق الأوسط إلى حالة قصوى. والحال، أن المشهد يزداد توحشاً. انعدام التوازن يحطم أرقاما قياسية. إنما في كل هذا المشهد ثمة شيء واحد يمكن التقاطه: الشعارات المؤدلجة، لغة «سوف وسوف سوف»، إذ تتهاوى كالهزل في عز المأساة. انتقلت إسرائيل من الرهان على التحالف مع «الطرف» ضد بلدان المواجهة الأقرب، إلى الحرب «المباشرة عن بعد» والشاملة، ضد هذا الطرف. الرهان لم يعد التحالف مع «المحيط» غير العربي ضد البلدان العربية، بل أن ضرب المحيط، الطرف، إيران، سينهي من تلقائهكل أعراض عدم التطبع العربي وغير العربي على حد سواء مع وجود إسرائيل, يبقى أن مقدار اللاتوازن في الصورة الإجمالية ليس من النوع الذي يسهل حياله ترديد لازمة أن «نهاية من رعب خير من رعب بلا نهاية»

أحدث المقالات

أحدث المقالات