{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
نذر الشهيد بركات ألياس إسماعيل، عمر الزهور، الذي لم يتخطَ الرابعة والعشرين، ربيعا، يسقي بها غرس ماركس وأنجلز ولينين وتروتسكي، حاملا الشيوعية غصن زيتون للسلام.
مرسوم للأمية
ولد في العام 1961، وأقتاده قدره بأيد من نار وحديد، الى مديرية الإستخبارات العسكرية، في الموصل، العام 1985، حيث أعدم رميا بالرصاص، من دون محاكمة، الا إذا أعتبرنا الوقوف أمام قاض يكاد يقرأ ويكتب.. غير متعلم بالفعل، ولم يدرس قضاءً، إنما أغدق الطاغية المقبور صدام حسين، عليه مرسوما جمهوريا، عده قاضيا، بعد إجتياز دورة خاصة، نفذ إليها حاملا شهادة محو الامية.. يقرأ ويكتب، وهو لايقرأ ولا يكتب، سوى جملة يحفظها عن ظهر قلب، تنص على : “حكمتك المحكمة بالاعدام، إستنادا الى قانون العقوبات؛ لإخلالك بأمن الدولة والقوات المسلحة”.
شيوعية مفرطة
براعم عمره الغض، لم تتح له الزواج؛ لأنشغاله بالعمل الحزبي.. شيوعيا جادا، حد الإفراط، متخليا عن الدراسة المنهجية؛ لأداء مهمات نضالية، في الميدان العسكري، حيث يؤدي الخدمة الإلزامية.
لمحت عيون العسس المتجسسة بمجسات من رماد، نشاطه المتميز، داخل حظائر الجيش، فوشوا به؛ لتعتقله الإستخبارات العسكرية؛ تحت ذريعة “الانتماء الى الحزب الشيوعي” يوم لا يحق للعراقي إختيار إنتماء سوى حزب البعث.
تلمظ دموي
ولأنه عسكري؛ فإنهم أعدموه رمياً بالرصاص، كما لو أن فوهات بنادق البعثية تهلهل مزغردة؛ تتلذذ بالدماء البريئة.. الدماء العراقية المباحة للطاغية، وهو يتردى بهم في مهاوٍ إن لم تهلكهم يهلكون في معتقلاته.
والبنادق تتلمظ بلظى الموت، وهم يتكفأون، من حرب الى حرب الى حصار، ألقاهم في آتون الإرهاب…
عناء الموعظة
العقوبة في العراق تبدأ بالإعدام، ولا تنتهي به؛ فقد عانت عائلته من بعده تهجيرا وفصلا من الوظائف وطلاق أخواته من أزواجهن وملاحقات لا تنقطع؛ كي يتعظ سواه بالعناء الذي جره على عائلته، نتيجة الشجاعة الفارطة.