( أن الفقر .. هو أب الثورة و الجريمة / أرسطو ” 384 ق.م – 322 ق.م ” فيلسوف يوناني ، وهو تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر ، وواحد من عظماء المفكرين ) .
أن أسقاط ” الحكم والنظام ” في بغداد / نيسان 2003 ، ( وليس أسقاط بغداد كما يدعي البعض ، أن بغداد ليس نظام حكم كي تسقط ، بغداد عمق تأريخي ، والتأريخ لا يسقط ولا يهمل أو ينسى بالتقادم ، كما أن نقوش الماضي لا تمحى من ذاكرة البشرية ! ) أسقاط الحكم في بغداد قاد الى تشكيلة مجتمعية وسلطوية غريبة ، يمكن أن نحددها بالأتي ، أولا ، طبقة من الحكام الجدد – المتعطشين للسلطة والمال الحرام ، باعوا العراق أرضا وحضارة ، ولأول مرة / هؤلاء الحكام الجدد ، شذاذ الأفاق ، الذي أتوا من كل فج عميق ، أغلبهم نكرات لا يعرف لهم تأريخ ، وينطبق عليهم قول الشاعر الشعبي
العراقي الملا عبود الكرخي – ( 1861 -1946 م ) شاعر شعبي عراقي نظم الشعر باللهجة العراقية :
” لقلق خري .. لقلق بال أبن الطويلة قصر وأبن القصيرة طال ” ، الحكام الجدد ، تاجروا بالشعب بأسم تحرير العراق ، ثم أنقلبوا على الشعب ، فأردوه قتيلا صريعا بالضربة القاضية مخضبا بدمائه من الجولة الأولى ، ولم يكتفوا بهذا بل ، تركوه يحتضر وحيدا وهم يشربون نخب فوزهم على الشعب ، وتفرغوا بعدئذ لشفط المال نهبا وبشراهة الحيوانات المتوحشة . ثانيا ، طبقة من رجال الدين المسييسين ، الخادعين للبسطاء من الشعب ، مستغلين الدين من أجل الحياة الدنيا ، وهم حقيقة تركوا الله والدين في أدراجهم المقفلة ، وأن هتافات المتظاهرين : ” بأسم الدين باكونا
الحرامية ” أكبر دلالة على الوضع المتردي دينيا ومجتمعيا ، ثالثا ، شلل من رجال الأعمال الفاسدين ، أستخدموا من قبل الحكام الجدد من أجل تنفيذ الصفقات المشبوهة ، رابعا ، الشعب ، فئة تستطيع أن تصفها ما شئت ، الفئة المقهورة المظلومة المحرومة المنهوبة .. ، هذا برأي ، توصيف بسيط للوضع الحالي الذي أستمر لأكثر من 13 عاما ، وهكذا وضع كان لا بد أن يتصدع ويتفجر ، فكانت المظاهرات التي أنبثقت في تموز 2015 ، والمفروض أن تكون بداية النهاية للطبقة الحاكمة الفاسدة .
وهنا التساؤل ، أن كانت هذه المظاهرات لغرض التظاهر ، فستكون صيحات المتظاهرين قد ذهبت سدا ، لأن الوضع ليس وضعا عاديا ، نعم هناك الكثير من المطاليب ، التي لا يمكن أختصارها مثلا ب ، ” ألغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين المتقاعدين أو تقليص حمايات الشخصيات و المناصب الحكومية التي تكلف ميزانية الدولة مليارات الدنانير والترشيق الوزاري وحذف مناصب نواب رئيس الدولة و رئيس الحكومة .. ” هذا وغيره لا يحلل من الوضع المتأزم الذي وصل الى طريق مظلم لا رجعة فيه ، هذه المطاليب وغيرها خنقت الشعب بالفعل . أن الأمر يحتاج الى ثورة تعمل على
تغيير منظومة فاسدة دمرت العراق وقضت على أمال شعب مغلوب مفجوع ، الأحداث تستلزم نخبة ثورية أبية من ضباط الجيش العراقي الباسل ، تساند الثوار ، وتضرب بيد من حديد الفاسدين ، وتتحمل بالوقت نفسه مسؤولية ما ستؤول أليه الأوضاع في حال سحب البساط من تحت أقدام الفئة الباغية من قبل الثوار ! والعراق برجاله ، أهلا لهذا الدور ، وبهذا الوضع يصح قول ” فلاديمير لينين ” / ولد في 22 ابريل عام 1870 – توفي 21 يناير عام 1924 ، وهو ثوري روسي ماركسي كان قائدا للحزب البلشفي والثورة البلشفية ، كما أسس المذهب اللينيني السياسي رافعاً شعاره الأرض والخبز والسلام : (
لن يكون بأمكانك القيام بثورتك وأنت ترتدي القفازات البيضاء ) !! وهذا لا يعني بأنني أومن بالأفكار والمبادئ الشيوعية لهذا الرجل ، ولكني أرى أن قصد ومغزى قوله في التغيير الثوري ضرورة ملحة ، وقد أن أوانها ، بعد أن ( بلغ السيل الزبى ) !! وأختتم مقالي بمقطع من خطبة ” الحجاج بن يوسف الثقفي ” ، حيث يقول :
( أني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى ) .