فرضت التطورات التي شهدتها العديد من الدول العربية “بدائل ضيقة” أمام إيران دفعتها إلي تبني سياسات متناقضة إزاءها . ففي الوقت الذي دعمت فيه الثورات والاحتجاجات التي شهدتها دول ، مثل تونس ومصر ، وصفت الأحداث التي شهدتها سوريا بأنها “شأن داخلي”!، وأيدت إجراءات النظام السوري في التعامل معها !، وبالطبع ، فإن أهم ما يثير قلق إيران في هذه اللحظة هو وصول موجات “التسونامي الثوري” الحالية إلي حلفائها في المنطقة، لاسيما سوريا، إذ إن ذلك ينتج تداعيات سلبية عديدة علي مصالحها ومساعيها إلي التمدد في الإقليم . والمفارقة هنا تكمن في أن مجمل السيناريوهات المختلفة التي يمكن أن تنتهي إليها الأزمة الحالية في سوريا تبدو غير مريحة بالنسبة لإيران . ففي حالة سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، فإن ذلك يعني في المقام الأول فقدان إيران لأهم حلفائها الإقليميين في المنطقة ، وانقطاع “جسر التواصل” مع الحلفاء الآخرين ، بشكل يمكن أن يوجه ضربة قوية لطموحات إيران الإقليمية والنووية في آن واحد . وفي حالة عدم سقوطه هذا يعني تقديم الأسد لعدة تنازلات لا تروق لذائقة الخامنئي ! . الاستمرار في دعم الأسد كلف إيران كثيرا من الناحية الاقتصادية وهناك تقارير صحافية فرنسية تؤكد أن خامنئي يؤيد تقديم مساعدة قيمتها 5.8 مليار دولار لسوريا لدعم اقتصادها . ونقلت صحيفة “ليزيكو” الفرنسية الاقتصادية عن تقرير لمركز أبحاث إيراني مرتبط بالقيادة الإيرانية أن الصعوبات التي تواجهها سوريا دفعت القيادة الإيرانية إلى دراسة تقديم مساعدة مالية بقيمة 5.8 مليار دولار تشمل قرضا لمدة ثلاثة أشهر بقيمة 1,5 مليار دولار يتم توفيره فورا. وأضافت الصحيفة أن خامنئي وافق على فكرة المساعدة التي عرضت في تقرير سري لمركز الأبحاث الإستراتيجية المرتبط بالقيادة الإيرانية . خامنئي أيضا أعطى موافقته على تزويد النظام السوري بكافة الوسائل المطلوبة لقمع الثورة ، وحوّل بعض الأماكن في سوريا إلى مركز إدارة وتخطيط للعمليات الإيرانية في سوريا من أجل إجهاض المعارضة السورية ! وبالتالي فإن هذا الدعم الإقتصادي الكبير وما يوازيه من دعم عسكري والذي (90%) منه يكون عبر حكومة المالكي !! ما هو إلا عامل أساسي من العوامل التي تساهم في الانهيار الحاصل للعملة الإيرانية على حساب بقاء النظام البعثي السوري الذي أكد سياسته القمعية الإجرامية الدموية العلنية ، وإتخذ من بشار إلها من دون الله ، وكفر بكل المقدسات تزلفا له ، وما بشار إلا فرعون جديد يضاف إلى سلسلة الفراعنة المتألهة ولكن هذه المرة برعاية الولي الفقيه خامنئي !!
http://www.youtube.com/watch?v=xL5_C2DkoT8