لم يصحو الرأي العام العراقي على برشوت عماد الخرسان ألآمريكي الذي جعل منه أمينا عاما لمجلس الوزراء العراقي بألآسم وليس بالمضمون ؟
لازال الرأي العام العراقي مغيبا رغم كل وسائل ألآعلام من فضائيات ومواقع ألكترونية وفيسبوك وتويتر , فالرأي العام العراقي لايعرف أن دولته الحالية فيها ستة مسؤولين يحملون الجنسية البريطانية هم كل من :
رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم
رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي
وزير الخارجية أبراهيم الجعفري
وزير المالية هوشيار زيباري
بهاء ألآعرجي الذي عين نائبا لرئيس الوزراء ثم عزل ضمن حملة ألآصلاحات وكان السبب في عزله أن السيد مقتدى الصدر أمره بألآستقالة وعدم السفر خارج العراق , وجوان محمد فؤاد معصوم مستشارة رئيس الجمهورية ووزيرة سابقة
كما لم يصحو الرأي العام العربي على فضيحة مخدرات ألآمير السعودي عبد المحسن بن وليد في مطار بيروت , لآن الرأي العام العربي مغيب , والمغيب لايمكنه مواكبة مايجري في المنطقة , فعادل جبير وزير خارجية النظام السعودي هو من المشاركين الدائمين في ” ألآيباك ” وألآيباك محضر هويته أمريكية ومضمونه يهودي صهيوني ولذلك ظهر في أحدى أجتماعاته ضابط المخابرات السعودي السابق أنور عشقي والحرب على اليمن تدار وتوجه أمريكيا وتوقيتها أمريكي ؟
والرأي العام العراقي يسمع بالتدخل ألآيراني في العراق , ولكنه لايأخذه على محمل الجد لآن ألآطراف التي تتحدث عن ذلك ليست نزيه وليست حيادية وغير مؤتمنة في معلوماتها الخبرية مثل الجزيرة والعربية والشرقية والمواجهة والحرة عراق وبغداد والرافدين والفضائيات الوهابية التكفيرية مثل المستقلة ووصال .
أن الجنرال قاسم سليماني وهو مسؤول فيلق القدس ألآيراني لايشك في دعمه للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد أسرائيل , كما لايشك عاقل منصف بصدقية الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية في مناصرتها للقضية الفلسطينية وفي تبنيها للقضايا ألآسلامية وفي مقدمتها عدم ألآعتراف بدويلة أسرائيل المحتلة للآراضي الفلسطينية والمنتهكة لحقوق الشعب الفلسطيني وللقانون الدولي .
وأيران نجحت في دعمها لحزب الله اللبناني بقيادة السيد حسن نصر الله , لآن السيد حسن نصر الله ومن قبله السيد عباس الموسوي رحمه الله هم من خيرة العقول المنظمة والمخلصة التي ظهرت منذ الثمانينات والى ألآن , ولآن مشروع حزب الله اللبناني والذي كانت قياداته سابقا من أعضاء حزب الدعوة ألآسلامية , ألآ أنهم عملوا بأخلاص وأعطوا للمقاومة هويتها العقائدية والوطنية وبذلوا شجاعة متميزة في مواجهة الجيش ألآسرائيلي الذي أجتاح لبنان وأحتل بيروت عام 1982 وبشجاعتهم وأخلاصهم ودعم أيران لهم تمكنوا من دحر ألآحتلال ألآسرائيلي من لبنان حتى أنسحب نهائيا عام 2000 ثم تمكن حزب الله من دحر الدبابات ألآسرائيلية في وادي بنت جبيل عام 2006 مثلما قاوم الفلسطينيون في غزة ضد الجيش ألآسرائيلي عام 2008 وعام 2012 وعام 2014 وقد كان للدعم ألآيراني والسوري الفضل ألآول في صمود المقاومة الفلسطينية واللبنانية وهذا ما أعترفت به المنظمات الفلسطينية المقاومة وفي مقدمتها حماس والجهاد ألآسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة , ولذلك أصبحت جبهة الممانعة تضم كلا من أيران وسورية ومنظمات المقاومة وفي مقدمتها حزب الله اللبناني الذي أصبح قوة أقليمية بأعتراف أمريكا التي لازالت تراعي حساسية أدواتها في المنطقة مثل السعودية مما يجعل مواقفها تبدو متناقضة فهي تارة تعتبر حزب الله أرهابيا أرضاءا للسعودية وأسرائيل وتارة تعتبره قوة أقليمية عندما يتعلق ألآمر بالتوازنات والقوى التي تفرض نفسها على ألآرض , ويظل تدخل حزب الله اللبناني في سورية لضرب العصابات التكفيرية ألآرهابية يمتلك وجاهة منطقية في حرب ألآرهاب وهذا مما لم تلتفت اليه الدول ذات التبعية ألآمريكية مثل السعودية وقطر وألآمارات والبحرين وتركيا وألآردن .
وأذا كان دخول أيران في سورية لآسباب يفرضها منطق الحرب الوجودية ضد داعش وعصابات ألآرهاب التكفيري التي أصبحت مرتبطة بأسرائيل وتحظى بالتوجيه الخفي أمريكيا وصار هذا ألآمر واضحا من خلال أستقبال أسرائيل لجرحى جبهة النصرة وغيرها من العصابات ألآرهابية التكفيرية مثلما راحت أمريكا تعلن عن دعمها للمعارضة السورية المعتدلة وتعني به العصابات ألآرهابية من غير داعش , وحتى الحرب على داعش الذي قادته أمريكا ظاهرا بعنوان التحالف الدولي لم يثبت مصداقية بعد أكثر من سنة وبعد ألآف الطلعات الجوية , بل ثبت خلاف ذلك عندما وجدت مساعدات أمريكية غذائية تركها جماعة داعش في بيجي بعد مقتل المئات منهم وهرب الباقين , ثم أن ألآسلحة المتطورة التي تملكها داعش من صواريخ ضد الدبابات وضد الطيران هي أسلحة أمريكية , هذا فضلا عن عمليات تسهيل نقل وبيع النفط الذي تحصل عليه داعش من سورية والعراق ولولا السماسرة والشركات ألآمريكية والبريطانية لما تم ذلك لداعش ؟
والعراق الذي أبتلي بوجود العصابات ألآرهابية التكفيرية على أراضيه بسبب الحواضن المحلية بسبب النعرات الطائفية ومخلفاتها في السياسة , وبسبب جهل وعدم كفاءة مسؤولي السلطة في العراق , لذلك أعلن العراق قبوله المساعدة الدولية لحرب ألآرهاب , ولآن أمريكا صاحبة ما يسمى بألآتفاقية ألآستراتيجية مع العراق عند تعرضه لآختراقات أمنية لم تقم بواجباتها لآنها تعتبر داعش من وسائلها في تفتيت المنطقة , ولآن أيران صاحبة مصداقية في حرب داعش كما هي روسيا , لذلك أصبح لآيران حضورا كبيرا ومؤثرا في العراق من خلال مواجهة داعش ولكن أيران التي نجحت في لبنان من خلال حزب الله وفي سورية من خلال دعم الحكومة والشعب السوري أقتصاديا وعسكريا رغم ألآعلام المضلل للمحور التوراتي الصهيوني وأتباعهما من عربان السعودية والخليج , ورغم كل المبررات العسكرية واللوجستية لمواجهة عصابات ألآرهاب التكفيري في العراق من قبل أيران ألآ أن أيران لم تكن ناجحة في أستمالة وأقناع الرأي العام العراقي حتى بجانبه ألآيجابي معها لآنها أعتمدت على أفراد لايحضون بتأييد وقناعة الرأي العام الشيعي فضلا عن السني , فهادي العامري رئيس منظمة بدر لم ينجح وزيرا في الحكومة العراقية وعليه ملفات كثيرة ليست لصالحه وهو معروف في ميله وهواه ألآيراني , وأبو مهدي المهندس الذي أصبح نائبا لهادي العامري في قيادة الحشد الشعبي ألآ أن أبا مهدي المهندس رغم تدينه وتاريخه الجهادي ونزاهته وأخلاصه رغم كل ذلك يظل أبو مهدي تابعا أيرانيا رغم عراقيته ألآصيلة فهو من الشباب الدعاة ألآوائل الذين طغى عليهم عشق الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية فأتبعوا مقولة الشيخ علي الكوراني الذي كان من قيادات الدعوة لكن رأي الشهيد محمد باقر الصدر السلبي فيه جعله ينتقل نهائيا الى موالاة الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية ولكن بطريقة عاطفية لاتتناسب مع الرؤيا العقائدية الشاملة لآدارة الصراع السياسي والتنظيم ألآجتماعي فكانت مقولة الشيخ علي الكوراني هي : أذا أشرقت الشمس عليك أن تطفأ الشمعة ؟ ويقصد بالشمس الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية ويقصد بالشمعة ” حزب الدعوة ألآسلامية ” وهذه مقولة صحيحة من جانب وغير صحيحة من جانب أخر , وزخم العاطفة فيها كبير ورصيد التأمل والتفكير العقلائي لآدارة الصراع الوجودي قليل , ومما يدحض عدم صحة هذه المقولة هو وجود حزب الله اللبناني في لبنان ؟ فنحن كنا نحتاج وجود حزب الدعوة ألآسلامية في العراق لضرورات التبليغ والتعبئة الجماهيرية في العراق والمنطقة العربية وألآسلامية التي لاتستطيع الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية تغطيتها , على أن يكون التعاون بين الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية وبين حزب الدعوة ألآسلامية وبقية ألآحزاب الواعية والمخلصة مبنيا على التفاهم والتعاون لمصلحة ألآسلام لا على ألآلغاء والتبعية وهذا ما ضر ويضر السياسة الخارجية للجمهورية ألآسلامية ألآيرانية .
فأبو مهدي المهندس ضيع فرصته للمشاركة في الساحة العراقية بالرغم من أنه أصبح في أحدى السنوات عضوا في مجلس النواب العراقي ولكنه أنسحب لصالح رؤاه الولائية الى أيران , وكان بأمكانه ألآحتفاظ بولائه السياسي والعمل بولائه العقائدي داخل العراق فالتكامل في هذين الخطين يخدم العراق وطنيا ولايضعف أيران سياسيا , ومثلما كان هادي العامري وأبو مهدي المهندس مواليان لآيران أصبح الشيخ قيس الخزعلي بعد أنفصاله عن التيار الصدري وتأسيسه عصائب أهل الحق بدعم من أيران أصبح كذلك ولاؤه لآيران , ولآن هؤلاء الثلاثة رغم تدينهم وأخلاصهم ألآ أنهم لايحضون بتأييد مناسب من قبل الرأي العام الشيعي والسبب في ذلك : طغيان ولائهم ألآيراني على مواقفهم السياسة مما يجعل ولائهم العراقي ضعيفا في نظر من يختلف معهم , والسبب الثاني : أن هؤلاء الثلاثة الذين لايشك بأيمانهم وأخلاصهم للآسلام ألآ أنهم ليسوا بمواصفات قيادية تؤهلهم لآبراء ذمة من معهم والعمل الذي يقومون به نقول ذلك تعبدا بقوله تعالى :” هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ” وتعبدا بقول الرسول “ص” عندما قال : أذا أجتمع خمس وعشرون منكم ولم يؤمروا من هو أعلمهم فعملهم باطل ” .
وقيادة الجمهورية ألآسلامية ألآيرانية رغم أخلاصها للآسلام وتفاني الكثير من مسؤوليها في خدمة ألآسلام ومنهم من سقط شهيدا في سورية والعراق , ألآ أن تبنيهم لعناصر لاتمتلك مؤهلات القيادة المبرئة للذمة خصوصا في العراق مما يضعف مصداقيتهم عند الرأي العام الشيعي , فكيف بالرأي العام السني مع وجود داعش وحواضنها وأتباع اللوبي التوراتي الصهيوني من عربان الخليج الذين أصبحوا لايتورعون من حضور أجتماعات ألآيباك مثلما لايتورعون من أعلان العداء لآيران والدعوة الى السلم مع الجار الجغرافي ويقصدون به أسرائيل ؟
ويظل العراق مثقلا ببرشوت عماد الخرسان ألآمريكي وسداسي البريطاني ورباعي ألآيراني , وبلد يقع تحت هذه المؤثرات التسونامية تصبح دولته فاشلة وحكومته أسم على غير مسمى