23 ديسمبر، 2024 6:42 م

برشلونة واحداث الحويجة

برشلونة واحداث الحويجة

لاتعني الخسارة في مباريات كرة القدم الا امر بديهي ،فالفرق الكبيرة يمكن ان تخسرها فرق صغيرة ،ويمكن ان يحصل العكس،وهذا ديدن دراما  هذه اللعبة التي يتابعها مليارات البشر ويدفعون لقاءها ملايين الدورلات،فضلا عن الرضا الذي يصيب الخاسر وما يلحقها من تقاليد التهنئة والتوديع والسلام ،ثم بكاء الخاسرين ولربما لاحقا طرد المدرب ،أو الابقاء عليه ان كانت الخسارة لاتشكل ضررا كبيرا على النادي،وهكذا خسر برشلونة لا لأنه فريق ضعيف،بل لأنه استضعف نفسه ليس في هذا الوقت ،لكن منذ امد حيث بدات بوادر الضعف والترهل عليه ،لأسباب منها:طريقة اللعب ،والضعف  الفني لبعض اللاعبين واعتمادهم ذات الطريقة التي حفظها اضعف الاندية  ،فضلا عن اعتمادهم لاعبا واحدا يحسم مايستطيع من ضربات،وفي هذه الحالة التي اصبح عليه الفريق ،فأن امكان الفوز عليه وارد ومن قبيل اضعف الفرق ،وهكذا هي الرياضة ،فهي لصاحب المران الجيد ،وارى ان الفريق يعيش زمنا اسودا ليس له علاقة بالمدرب ،بل يكمن المشكل ببنيته كفريق وادارة وتحديث،اسوق هذه المقدمة واربطها بما يحصل في بلدنا الذي يبدوا انه غادر منطقة الاستقرار الى منطقة الفوضى دون وعي ،دون خجل من الله،دون خجل من التأريخ،دون خجل من هذا الشعب الكبير الذي اخجل الاخرين بخجله ،فساءت اموره وترهل وضحك عليه من ضحك،والا ماتعني هذه الاحداث؟ساحات للاعتصام مرعليها اشهر والشعب لايفهم مايجري حوله الا مايتسرب عن طريق فضائيات الشؤوم ذات الاجندات والمدفوعة من قبل اطرافها وتعاظم الغش والايحاء الاعلامي بغياب اعلام وطني شريف صادق ،فللدولة روايتها والسنتها، وللقنوات الحزبية والطائفية روايتها والسنتها ،والشعب حائر لايعرف كيف يقرر اوسيقف في اي موقف،ولألسنة دهاقنة السياسة كلام وتصريحات وضيعة ،من ذلك ماصرح به احد الساسة الفاشلين (ان مايحصل هو صراع سني- شيعي ولا دخل للاكراد بذلك)! يالعجبي على هكذا سفاهة ،لقد اصبح الصراع هكذا والساسة الاكراد عنها غافلون انقياء ،،اذن دعهم يتقاتلون ويذبح بعضهم بعضا والمهم سلامتهم وجغرافيتهم الفاشلة،لكن لهم الحق في احتساب وحساب مع الدولة حول الدينار والقومية وووو،ويعرفون كيف يحاولون ركوبها وانتهاز وضعها البائس،ان هذه التصريحات وغيرها ، وعدم اتخاذ الموقف الوطني الشريف تجاه حدث وطني مؤلم ضحيته من العسكر والمدنيين،يعني ان هناك من (اشعل )النار وو(جرها)لتكون محرقة للعراقيين ،وهنا خسر العراقيون كما تخسر الفرق الكبيرة في كرة القدم مع اختلاف الناتج المادي،خسر العراقيون لأن بينهم ساسة مارقون مزيفون منافقون لايهمهم إن احترق العراق ، او خسر فلا فرق لانهم بالنتيجة مجرد ارقام ،ويبدو ان العراق اختزل الى سني وشيعي  وان الصراع بينهما  وهو وقت جيد لحرق العمامة واليشماغ والجبة والعقال واسماء العشائر والقبائل ووو،والعراق ليس هكذا يا(سايس) فهو سيحرق من يحاول تمزيقه وينأى بنفسه وطائفته وقوميته عما يجري وهو عنصر أساس فيما يجري،اما الدولة وهي في وضعها الحالي الفاقد لكثير من عناصر النجاح مع توافر الممزق والمقسم والمقطع والمشيطن والحارق ،فأنها تندب حظها ،وما سبق ان مرالعراق بهكذا ضعف فأن من حق المتربصين ان يمتطوا ظهرها ،سواء من الدول او الأفراد ،وهي تحاول ان تعبر عن وجودها عن طريق عمل هنا او هناك سواء اكان ناجحا وفاشلا ،وتصطنع له الأعذار ببرغماتية مكشوفة ،ان الفرق شاسع بين خسارتين العراق وهو يخسر ابناءه وحاضره ومستقبله وهو من اقوى الدول انسانا وثروة وحضارة ، وبين برشلونه الذي خسر وسيخسر لاحقا وهو من اقوى الفرق ،ان العنصر الدرامي حاضر عند الاثنين فهما خسرا الحكمة والرشد وتوافر الحلول الناجعة وسط نباح طائفي مقرف ،نقول سلاما وحبا لشهداء الجيش العراقي ومدنيي الحويجة الكرام وللجرحى السلامة ،ولمحبي برشلونة التـأمل فيما حدث؟