23 ديسمبر، 2024 1:26 ص

برزانيا : رفض وقبول بقرار المحكمة الأتحادية !

برزانيا : رفض وقبول بقرار المحكمة الأتحادية !

ننوّه اولاً : بأنّ استخدامنا لتعبير ” برزانياً ” ومع حفظ المقام , فالسيد مسعود البرزاني ما برح يمارس دوره بشكلٍ غير مباشر ” كرئيس للأقليم وخصوصاً أنّ اولاده يترأسون قيادات البيشمركة والقوات الخاصة والأسايش والمراكز الستراتيجية والمالية في اربيل , بالأضافة الى صلة القربى الوثيقة مع السيد نيجرفان البرزاني .

منذ نحو اسبوعٍ , وما أن اُثير بأنّ المحكمة الأتحادية سوف تتخذ قراراً بشأن شرعية الأستفتاء او بطلانه , كانت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني او البرزاني او الأقليم , او حتى البيشمركة , قد اعلنت في تصريحٍ استمعنا له جميعاً , بأنّ اذا ما كان قرار المحكمة الأتحادية بالضد من الأستفتاء , فأنّ قيادة الأقليم سيكون لها رأياً آخر .! , وبعد 24 ساعةٍ من هذا التصريح , تغيّر الموقف بنسبة 90 درجة واعلنوا بأنهم سيحترمون قرار المحكمة الأتحادية كيفما ومهما كان .! , ومما يبدو أنّ هذا التغيير المفاجئ قد جاء بناءً على نصائحٍ ” تكتيكية ولا نسميها وساطات ” انكلو – امريكية وفرنسية او بعضها .! ولغايةٍ في نفسِ Jacob او يعقوب .! , ولعلّ أدلّ ما على ذلك هو الشروع الفوري لقيادة الأقليم بالتشكيك بقرار المحكمة الأتحادية ببطلان الأستفتاء , وكذلك توجيه سلسلة من الأنتقادات لطبيعة وشرعية المحكمة الأتحادية في مجمل قراراتها , ويصاحبها اختلاق وابتكار مسوّغاتٍ فضفاضة ” عبر التلاعب بالألفاظ والكلمات ” للتملّص من الزامية التمسك بقرار المحكمة الأتحادية بعدم شرعية الأستفتاء .

< نقطة نظام > : اصدرت الأمم المتحدة امس بياناً او تصريحاً حثّت فيه قيادة الأقليم بالألتزام بقرار المحكمة الأتحادية .! ..

على الرغم من حالة الأسترخاء النسبي والنفسي التي تمرّ بها قيادة الأقليم في الظرف الحالي بعد صدمة كركوك ! وانشقاق الأحزاب الكردية الأخرى عن اربيل , لكنّ ما يغيّر ويتلاعب بموقف حكومة الأقليم هي الولايات المتحدة بلا ادنى شكّ جرّاء حساباتها الأوسع في الشأن العراقي وعلاقة ذلك بالدور والنفوذ الأيراني في منطقة شرق الأقليم والأحزاب الكردستانية الأخرى المتواجدة فيها والتي تخلّت عن التحالف مع البرزاني , ضاربةً بعرض الحائط اية مصالح سيادية للدولة العراقية رغم ما يتمتع به الأمريكان من امتيازات اقتصادية في العراق ” على الأقل ” .!

والى ذلك وبعيداً عنه ايضاً .! , وعلى الرغم من أنّ وسائل الأتصال الأمريكي والغربي بالأقليم هي اكثر بكثير مما تُعد وتحصى , فكان على حكومة السيد العبادي أن تُلمّح وتلوّح وحتى تهدد بغلق القنصليات الأمريكية والبريطانية والفرنسية ” وحتى سواها او جميعها ” في الأقليم , فهذه الأتصالات الميدانية الغربية مع القيادة البرزانية تشجّع على التمادي الكردي اكثر فأكثر , وثمّ على الحكومة العراقية أن تثبت للأمريكان صلابة موقفها وحزمها , وانها ليست في موقف الضعف , وخصوصاً بعد الأنتهاء عسكرياً من داعش .! , ينبغي ويتوجب وضع ورسم حدٍّ للتدخّل الأمريكي الفاضح في الشأن الداخلي العراقي , وبأكثر من غلق القنصليات في اربيل .!