20 مايو، 2024 10:57 ص
Search
Close this search box.

برجوازية الطبقة السياسية الجديدة !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تبنى سياسيو العالم مفاهيم متعددة للتعبير عن انفسهم اتجاه الافكار التي ظهرت جراء التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ، فظهرت الليبرالية وتعني الحريات او التحررية وولدت من مخاض الرأسمالية وبالتالي فهي وليدتها الشرعية ، وشاع استخدامها لتعبر عن حرية الافراد وتحولت بعدها الى مبدأ وسط  للمحافظة على الاوضاع او بين احداث تغيرات لا تقرها التقاليد وسميت بـ ( الراديكالية ) او الجذرية بغية امتصاص التوترات الاجتماعية في المجتمعات الرأسمالية. في المقابل نشأت البروليتاريا وهي كلمة مشتقة من اصطلاح ظهر في روما القديمة للدلالة على اوطأ طبقة اجتماعية واقتصادية  ، و (البروليتاري ) وهو الشخص الذي ليس له حقوق او ممتلكات ، وهي مخاض للاشتراكية . ومن هنا اعتنقت الانظمة السياسية في العالم  الرأسمالية أو الاشتراكية ، مما انعكست على الطبقات السياسية في تاسيس احزابها ، واشيعت مفردتي اليسار واليمين على الاحزاب المنضوية تحت فكر واراء المفهومين ، فكانت اغلب الاحزاب اليسارية هي اشتراكية لا تؤمن بالرسمالية كفكر ناهض لاسعاد المجتمعات بل تؤكد على تفشي الصراعات فيها . في حين ان معظم احزاب اليمين تميل الى التشدد والبعض منها تنتهج العنصرية والتطرف مما سهلت انتشار التطرف الحزبي في العالم حتى المتحضر منه . وبقيت الطبقة السياسية العراقية متأرجحة في رسم سياستها وتخلفت كلياً عن الساحة السياسية العالمية جراء ثلاثة عوامل . الاول انها تخلت عن مفهومي اليسار واليمين وقد يقول قائل انها نوع من الاستقلال والحداثة والتطور وهو عكس الواقع ، والثاني عدم وجود احتراف حقيقي للسياسيين مما جعلها عرضة للتقلبات والاحداث وبالتالي عدم ارتكازها على اساس يمنحنها القوة والمنعة اتجاه الاهتزازات الداخلية والخارجية وردور الافعال الجانبية . اما الثالث والمهم هو ارتباط الغالبية العظمى من الطبقة السياسية باجندات اقليمية ودولية مما حرمها من قرارها السياسي وصادر حريتها في الانفتاح على الاخرين والتروي في اتخاذ القرار، جراء حاجتها للمال السياسي لتغطية نشاطاتها وترويج افكارها ، مما جعلها ثرية لاستحواذها على المال وعوائد غسيل الاموال التي تدر من الجوار الاقليمي ، فضلاً عن تبوأ العديد من رموزها على مناصب ودرجات رفيعة في الدولة مما مكنها من استثماروتنمية اموالها في السوق وباتت الطبقة السياسية تحوي على رجال اعمال وتجار او من ينوب عنهم لادارة اعمالهم في اسواق الشورجة وجميلة . مما يتطلب الاسراع بتشريع قانون الاحزاب الذي سيغلق الطريق امام الطبقة السياسية بالتحول الى طبقة برجوازية متنعمة مترفة  لا همَ لها الا جمع الاموال واحتكار الاسواق ونسيان مفرد كبيرة اسمها العراق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب