من المعلوم ان جسم الانسان البالغ, يحتوي على خمسة لترات من الدماء تقريباً, ولما كانت سعة البرميل تقارب مئة وتسعة وخمسون لتر, وحسب وحدة القياس الأمريكية, فأن دماء أثنان وثلاثون أنسان بالغ, كافية لملئ برميل واحد.
البراميل الدموية هي النهج المُتبع, لبعض السياسين في العراق, مستخدمين بذلك بعض ضعاف البصيرة, ومنتهزي الفرص المشبوهة.
حيث يرى أولئك السياسيون, أن فرصة بقائهم منتفعين من مناصبهم, مقترنة بمقدار مايصرفون من تلك الدماء, وهم كرماء جداً في إراقتها, حتى وصلوا حد التبذير والأسراف.ويعتمد مايُصرف من تلك البراميل الدموية, على نوعية المكسب, ومقدار مايحققه من قاعدة شعبية, تساهم ببقائهم في طغيانهم يعمهون.
وتتراوح النسب مابين قرار سياسي بسيط, قد يساهم في دعم صفقة سلاح مشبوهة, تستهلك حدود مئة برميل دموي, وتعتبر من المكاسب الخفيفة, ومابين صفقة تسليم مدينة ما, تستهلك ألف برميل دموي, تعتبر من المكاسب المتوسطة.
وقد يحدث قبيل موسم الأنتخابات, الذي يُعتبر من اهم المواسم التي تمر عليهم, أستهلاك ألف برميل دموي, كما في الوقوف أمام مشروع التسوية الوطينة, وهم يصورون إقرارها بالأنبطاح تارة, ومتجارةً بدماء الشهداء تارةً أخرى, و وضع مصطلحات جديدة لترجمة الكلمات, وأستبدال كلمة السلام والصُلح المجتمعي, بالأنبطاح والأذلال, وماأثمرة عنهُ دماء وتضحيات الشُهداء, من قوة موقف في فرض السلام والأستقرار, وما تحمله تلك التسوية من تتويج لتلك التضحيات, التي لولاها ماوصلنا للتفاوض, في طرح مشاريع تصل بالعراق الى بر الأمان, و وصفها بالمتاجرة.
عفواً ياتجار البراميل الدموية, وأين نحن منكم؟!
نحن معكم ياأبطال عالم الخيال وألعاب الفيديو, لنترك من يطبلون لكم ونصفي بقية الشيعة الأنبطاحيين, ولنحرق أجساد أولئك السنة الذي تصفونهم بالمجرمين, ولنقتل الأكراد الذين تجدونهم معاندين.
ماهذه المراهقة والسذاجة ياأبطالنا الخارقين؟! وماهذه الدموية يامنحرفين؟!
يبدو أن العامل الوراثي هو من يحدد تصرفاتكم, تلك الجينات الوارثية التي تحملونها من أسلافكم, كهنة معابد العصور الغابرة, بتقديمهم الفقراء كقرابين للألهة, وهم يعلمون علم اليقين بعدم وجود ألهة لما يقدمون, أنما هو نهج مُتبع لبسط النفوذ والسيطرة, فالقوم أبناء القوم, وبتقدم الزمن تطورت الأساليب, وأصبحت دماء الضحايا تُعبئ في براميل.