اي بلد مهما كبر او صغر في المساحة ومهما بلغ تعداده السكاني ومهما تفاوت عمقه الحضاري عن اقرانه فلابد له من وجهة نظر لاستيعاب الحياة والمستجدات او رؤية واضحة لطبيعة المسار بغض النظر عن طبيعة المحمولات التي يتبناها سواء على مستوى العقيدة او البنى الاجتماعية او الثقافية او حتى تلك التي تخص الحراك السياسي لذا فان هذه الرؤية تتغير بتغير حزمة الظروف التي يتلقاها البلد وعليه يجب علينا ان نطلق التساؤل التالي ماهي طبيعة البراديغما التي نحتاج اليها في راهن وضعنا ؟ هل هي براديغما سياسية او براديغما ثقافية او براديغما اجتماعية او بمعنى اخر هل نحن نعيش في اجواء براديغما مقولبة او براديغما الانسان المتطور المفتوحة على كل تطور حاصل ,والناظر الى طبيعة الحراك السياسي والثقافي يجد انه يعيش في حالة من عدم وضوح الوجهة والطريق اذا صح الوصف فهو في طور البحث عن البراديغما التي تقوده الى بناء الهوية الجديدة لذلك العراق الذي ترك واقع الحريات المعدومة مرورا بالحريات المتوحشة وصولا الى اعتاب الحريات المقننة والحال هنا في كيفية الوصول الى بناء براديغما تتلائم مع الكارزما العراقية بمحمولاتها الايديولوجية والعقائدية والسياسية والثقافية والاجتماعية , وقد يظن البعض ان هذا ضرب من المستحيل او هو من الصعوبة بدرجة كبيرة بحيث يطول الجدل والطريق الى نهاية المطاف وتكون عندها النتيجة غير مُرضية والحال هنا يجانب الحقيقة ويجانب الواقع والدليل براديغما الخلاص التي تطفو على سطح الازمات السياسية والمذهبية في السنوات القليلة الماضية والتي تصل في اوقات معينة الى حد التراشق والحدة الموصلة الى التصادم ثم تبدأ بعدها مرحلة يتبلور فيها الحوار وتتبلور وجهة نظر جديدة حيال الاحداث (براديغما) عندها يسهل التعامل مع الحدث وفقا لتقريب وجهات النظر وهذا بحد ذاته يشكل حالة صحية تتواجد في اعظم الدول تطبيقا للديمقراطية واحساسا بالمدنية واعتناقا للنهج المؤسساتي حيث توجد الازمات وايضا توجد قبالتها براديغما للخلاص من هذه الازمات , ولكن الفرق ان هذه الدول اعتادت الخلاص منها ضمن فاصل زمني قصير فضلا عن كون ازماتهم لا تتقاطع بمنظومة الدولة وبنائها وهذا ما يجب ان نسعى اليه وهو بناء براديغما عراقية تعمل على التعاطي مع الازمات بوقت قياسي كمعيار مهم ومعيار اخر اكثر اهمية وهو عدم المساس بمنظومة الدولة وكيانها ومصلحة الوطن والمواطنين عندها يفهم الجميع المعادلة الغائبة عندنا والحاضرة عند تلك الدول التي امسكت بعضادة البراديغما الموصلة للنقد البناء ومرتكزات بناء الدولة الحديثة (الديمقراطية , المواطنة , المؤسسات , احترام القانون , العلم الحديث ) , السؤال هنا هل يتمخض عن ازمة الموصل واستفحال الارهاب الداعشي براديغما جديدة تسوس الواقع العراقي على اختلاف متبنياته ؟