كل يوم يظهر علينا عربيد مريد يبرئ نفسه من ضياع الموصل وكأنها سقطت بيد الأشباح، أو هي، سبحان الله، عادٌ أو ثمود، أخذها السيل العرم. وكلام النجيفي يذكرنا بما جرى في الستينيات من القرن الماضي، حينما كانت الحرب الفيتنامية على أشدها، وظهر في التلفزيون الأمريكي أسير فيتنامي يقول بأن الأمريكان مخلصون، جاءوا لنصرة الشعب المظلوم. وسرعان ما اتصل بالمحطة أمريكي يعرف اللغة الفيتنامية، وقال على الهواء غاضباً ألا تستحون وأنتم تسمعون هذا الفيتنامي يشتم الأمريكان؟ وظهر أن المترجم لم يكن يفقه شيئاً باللغة الفيتنامية، وكل ما في الأمر أنه من رجال المخابرات. والحقيقة أن الفيتنامي الأسير كان يقول ببساطة اللعنة على أمريكا، أم السموم والنابالم. والحقيقة نحن لا ندري من هو هذا المسؤول الإيراني الغبي الذي هدد أسامة النجيفي قبل أربعة أيام من سقوط الموصل، أما تكون معي، أو تسقط مدينتك. هل هو خامنئي أم روحاني؟ والمفروض بالنجيفي أنه مسؤول كبير بالدولة، وأحاديثه مسجلة على آلة التسجيل، إلاّ اللهم أنه اجتمع بهذا الإيراني المزعوم على قارعة الطريق، بين بغداد والموصل، أو في مقهى من مقاهي مدينة الصدر. ثم ما الحاجة إلى النجيفي؟ هل أنت قائد جيش أسامة، لك حامية أو ثكنة في الموصل؟ يساومك على ماذا؟ هل تملك شيئاً عزيزاً في الموصل، ما عدا اسطبل الخيول الأصيلة كما هو معروف عنك؟ ثم ماذا فعلت حين ساومك الإيراني؟ هل نهضت واقفاً وقلت كما يفعل ممثلو السينما في اللقطات الدرامية المعروفة بأن الموصل ليست للبيع، وإن حفنة من تراب الموصل لا تساوي عندك كل كنوز الدنيا؟ ماذا فعلت غير أن طويت الخيانة في صدرك وجئت اليوم تقولها لتضحك على البسطاء من السنة، كما فعل الكثيرون غيرك حين ضحكوا على البسطاء من الشيعة؟ كل فريق يضحك على فريق. نارٌ مستعرة، وقودها العراقيون الفقراء. ثم أنك لم تخبرنا، ماذا طلب هذا الإيراني من أخيك أثيل، محافظ الموصل، الأغلى منك؟
من هنا يظهر لنا أن الطائفية في العراق أمر خطير، سقاه ورباه كل من هبّ ودب من الأمريكان، والإيرانيين، والسعوديين، والأتراك، وحتى المالديفيون، وإن النزعة الطائفية للنجيفي وأمثال النجيفي كالمالكي، والسالكي، والعالقي هي التي أسقطت الموصل، وهي التي تذكي نار العداوة المتأججة كل يوم في صدور العراقيين البسطاء، سنة وشيعة. أحرقوا كل شيء. لم نعد نتحسر على شيء. نفطنا لكم، ورقابنا بين أيديكم، فافعلوا ما شئتم. الحياة لكم، والموت لنا.
لعنة الله عليكم، وعلى أربابكم الذين بعثوكم. الموصل عراقية رغم خيانتكم، وسترون. حكمنا بينكم القرآن، والتاريخ، والدم العراقي الطاهر.