وهل أنا إلا من غزية.. إن غَوَتْ.. غَويتُ.. وإن ترشد غزية أرشد
أقدمت عشائر عربية، على عقد مؤتمر (تجريبي) للتطبيع، في أربيل.. عاصمة إقليم كوردستان، قبلة الحرية ومحراب الديمقراطية في العراق الإتحادي.. أي عراق ما بعد يوم الأربعاء 9 نيسان 2003.
المؤتمر مثل كرة الثلج النازلة من القمة.. عبر السفح.. الى الوادي، لن أتنصل من كونه أقيم على أرض كوردستان؛ لأن طبيعة الكوردي يترفع عن قول: “مو آنه” برغم كونه ليس مسؤولاً عما حدث.. لكن منهجياً.. فلنفصل القضية مسلطين طيف ألوان الموشور الضوئي على الذئب الذي لم يأكل يوسف.
نظم المؤتمر يوم الجمعة الماضي 24 أيلول 2021 تحت عنوان “السلام والاسترداد” برعاية منظمة أمريكية، حضرته ثلاثمائة شخصية عشائرية عراقية دعت الى التطبيع بين العراق وإسرائيل.
لا شأن للموقف الرسمي في حكومة كوردستان، بما جرى بين جدران القاعة التي عقد فيها المؤتمر؛ إذ تعلم كل الدول السياحية أن الجهة المالكة لا تتدخل بالتفاصيل التي يؤديها المؤجر.. إنه مساء واحد في قاعة سياحية.. ربما حفلة عرس او عقد قران او تخرج بنت في الجامعة.. لا تستحق المساءلة بشأن تفاصيل الحدث وهويات الشخصيات المدعوة، تيسيراً للسياحة، وهذا ما يجري في كل المدن التي تشكل السياحية جزءاً من دخلها المالي، وأربيل من أبرز مدن السياحة في الشرق والعالم الآن؛ لذا ما كان لها أن تتوقف عند إيجار قاعة لأمسية واحدة؛ وتخلق ريبة سياحية.. أنا أكيد أن ذلك كان سيحدث أيضا لو القاعة في فينيسيا او لبنان او تونس او ولاية فرجينيا الأمريكية؛ لأنه نظام متبع في السياحة العالمية (إستندر).
أما ما حدث في مؤتمر “السلام والاسترداد” للتطبيع، فـ “كل نفس بما كسبت رهينة” وحكومة كوردستان مسؤولة عن مواطنيها.. جد لي مواطناً كوردياً واحداً في المؤتمر، ولنساءل حكومة الإقليم عنه؟ لا يوجد! أما مواطنو الحكومة المركزية، من عشائر الغربية وسواهم؛ فهم أجروا قاعة.. ماذا فعلوا فيها، هذا شأنهم طالما لم تدخل متفجرات او علامات تشير الى شأن خطير.
أين الحس الإستخباري إتحادياً، في الوقت الذي يطالب البعض بإقدام إستخبارات الإقليم على أداء دور بديل… خاصة وأن المنطقة الخضراء فيها الكثير من الشخصيات الاسرائيلية التي تحمل جنسيات أوربية وأميركية.. إنهم بيننا فلا تراؤون مستعرضين الفتنة والموقف الذي تبررونه لأنفسكم كي تكسبوا إنتخابياً…
الإقتصاد ومزادات العملة والتجارة وسواها في العراق مكتظة بشركات إسرائيلية؛ فلا علاقة للكورد ولا أربيل وعليه لا موجب للضغط على حكومة الإقليم كي تبرئوا أنفسكم وكأنكم لا تعلمون.
لا تحملوا الإقليم وزر أدائكم… فكلما حقق منجزاً حضارياً ورصن خطط التنمية بشكل يكشف كسل المركز المشغول عن العراق بنفسه، قالوا إسرائيل تساعدهم!
حضرت الأطراف الإسرائيلية بجوازات أمريكية، والعراقيون حضروا من الصحراء الغربية.. تعرفونهم جيداً، فلماذا لم تحاسبون…
المسكوت عنه في هذا المقال، أوسع من المعلن، وما خفي أعظم.. إنه بالون إختبار إسرائيلي لجس مدى إستعداد الشعب العراقي لتقبل التطبيع، فنجح إجراء الإختبار بإمتياز من خلال عقد الاجتماع والحكومة المركزية لاهية بمشاريع وجدانية تنفق عليها مئات المليارات، لكن البالون سرعان ما إنفجر، عندما تبرأ منه المشاركون فيه.. بل حتى من ذاع البيان تبرأ.
أؤكد.. لم يحضر كوردي واحد، والبالون فشل في التحليق داخل فضاءات العراق، والكورد غير مسؤولين عما جرى داخل قاعة مؤجرة؛ لأن ذلك من شأن الذي سمح للوافدين من الصحراء بالمشاركة وهم شخصيات عشائرية واضحة وليسوا من عوام الناس.