23 ديسمبر، 2024 12:26 ص

حين تحدث الكاتب السعودي عبد الله القصيمي عن العرب(ظاهرة صوتية) في كتابه الشهير بنفس الاسم؛ فصّل في تجليات الظاهرة بمختلف اشكالها، لكنه اغفل،دون قصد، ان نسبة كبيرة من المتعلمين العرب، ومن يوصفون بالمثقفين، لا يعرفون القراءة والكتابة!!
وهذا ما اكتشفته شخصيا يوما بعد يوم؛ حين اقرأ بعض التعليقات على ما انشره من نصوص مترجمة، ليس اخرها المبتسر من ثلاثية نجل الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف( ولادة الدولة العظمى)، وفيها استذكار واستعراض وتحليل لإحداث هزت العالم، وشكل تعاطي خروتشوف معها مداميك في تثبيت أسس الدولة ( السوفيتية العظمى) وفق رؤية استاذ العلوم السياسية بجامعة توماس واتسون للعلاقات الدولية في الولايات المتحدة البروفيسور سيرغي خروتشوف.
فبدلا من الالتفات الى المضمون المعرفي لما كشف عنه الكاتب من تفاصيل غير مسبوقة ؛ قبل إطاحة خروتشوف عام 1964؛ راح نفر من “الأذكياء” يبحثون عن حبوب البطيخ في….!
سيرغي خروتشوف يصف ما حدث في الرابع عشر من تموز بانه(انقلاب عسكري) طاح بملكية موالية ومتحالفة مع المستعمرين البريطانيين، وسارع والده خروتشوف الى دعم وإسناد ( الانقلاب) من منطلق انه معاد للاستعمار.
ان من ابسط قواعد الكتابة والقراءة الحرص على النص، ومنع التلاعب به، بغض النظر عن الموقف منه.
هذه البديهة لا يعرفها ” المثقفون الباحثون عن (بزار الرقي).
وهنا الكارثة !!
يكيلون الاتهامات وكأن مترجم النص كاتبه !
ويتعارك هؤلاء حول ان تموز ثورة وليس انقلابا، ومن يقول عكس ذلك خائن وعميل ويتخابر مع البعثيين!!
الطريف في الامر ان الملوحين بالرايات الحمراء، وسدنة الافكار الثورية؛ يجهلون ان توصيف( ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى) في الادبيات السوفيتية هو
؛؛؛
انقلاب اكتوبر!!

لم يتعارك الروس ولا السوفيت على المصطلح لانهم ليسوا( ظاهرة صوتية)!!
الانكى ان من يقرا، وقد يفهم بعض ما يقرأ، يتناسى ان النص المترجم ليس مقال راي، وان المترجم لا يتحمل مسؤولية مضمونه. وان المسؤولية الوحيدة للمترجم سلامة ودقة وحرفية الترجمة.
المفرح ان من يقرأ بنصف او ربع عين، يجد من يفتح عيونه، ومع ذلك لا يستحي ويعاند!!
اما التعليقات السمجة، فانها تنم عن مركب نقص، وعن انفصام شخصية.
وفِي العادة فان المصابين بها يصنفون على انهم مرضى ، ويفضل عدم استفزازهم وتهييج القمامة التي يبحثون فيها عن بذور الرقي وقشوره!!!

اعرف باحثا دبج الكثير من الكتب والمقالات عن حياة الزعيم عبد الكريم قاسم، و لم يكلف نفسه الالتفات الى ما يكتب عن قائد تموز في الأبحاث الأوربية والأمريكية وحين سالته لماذا، اجاب؛؛
انهم يعادون الزعيم الشهيد!!
وفِي الجواب استخفاف بعقول الناس، لانه يفترض بان كل ما يكتب في الغرب مزيف وان كل المعاهد ومراكز الأبحاث أوكار مخابرات.
وهنا الطامة!!
اعرف انه كسول ومعرفته باللغات الاجنبية ضئيلة ان لم تكن معدومة، وبدلا من الاعتراف بالعجز، يخبرنا ببلاهة ان الغرب عدو للزعيم الشهيد!
هل صاحبنا مؤرخ ام روزخون!؟
هنا السؤال ؟!.