فرصه ثمينة ضاعت لحل مشاكل العراق وإعطاء المتظاهرين مطالبهم في حاله موافقة الحكومة على إن تكون الصلاة موحدة في جامع ابو حنيفة ومن ثم بالإمكان إن يحضر الساسة لمقابله المتظاهرين وإعطائهم حلول حقيقة لمطالبهم، وبهذه الطريقة يمكن إن تنتهي التظاهرات في كل بقاء العراق، ولكن الذي حصل هو منع المواطن العراقي من دخول بغداد مما أثار حفيظة المعتصمين والمتظاهرين وبداء التساؤل من خوف الحكومة من دخول متظاهرين مسالمين إلى بغداد من اجل الصلاة فقط،في وقت يجري هناك تصفيات في مناطق عده ، تسيطر فيها قوات أمنية بعدد هائل ومخيف على مناطق تعسكر داخلها، وتحدث فيها عمليات اغتيال منظمة دون تحقيق في مثل هذه الحوادث التي لا يمكن السكوت عنها.
لقد ظهرت هذه الجموع المليونية للمطالبة بالحقوق ولقد اعترفت الحكومة بشرعية المطالب ، فإذن لماذا الخوف منهم لأداء صلاة موحدة لا اكثر ولا اقل ولو نفرض إن كل محافظة خرج فيها ما يقارب نصف مليون شخص مع إن الانبار كان لها اكثر من مكان اعتصام وتظاهر وكذلك صلاح الدين ونينوى وديالى وكركوك وبغداد فيتجاوز العدد الثلاثة ملايين متظاهر على اقل تقدير، وهنا نقف لحظه لنسأل هل يمكن لهذا الكم الهائل من البشر يخرجون على شيء خاطئ آو يطالبون بشيء مستحيل؟ وهل يطالبون لمصلحة خاصة وهنا يتضح إنهم يريدون بديل سياسي حقيقي وليست مجرد كلام في شبك كما توقع الساسة عندما انطلقت الشرارة الأولى للتظاهرات السلمية ولقد حاولت الحكومة بعدة طرق الالتفاف على الموضوع تارة بذهاب وفد حكومي إلى مصر لحضور مؤتمر القمة الإسلامي، وأخرى إرسال اكثر من وفد إلى محافظة الانبار من ضمنها شيوخ وعشائر الجنوب الذين تركوا كل مشاكل محافظاتهم وأوضاعهم المأساوية التي تعانيها المحافظات الجنوبية والذهاب لمحاولة إيقاف تظاهرات الغربية خوفا من إن تنعدي محافظاتهم وتنفجر ، فالجنوب مازال يعاني كما يعاني العراق كله من دون استثناء.
والحلول لا تأتي لان الكثير من الساسة منشغل بأمورهم الخاصة، ولو طالبنا كشوفاتهم المالية لكثير منهم أظهرها لنا لأنه قد حصل على كثير من أموال الشعب في الفترة المنصرمة ولكن يجب على النزاهة إن تدقق بكل سياسي قبل حصوله على المنصب وتطلب كشف كامل عنه قبل وبعد حصوله على المنصب، وطبعا إفراد عائلته معه، كما حصل قبل أيام من سياسي قام بتحويل مبالغ طائلة إلى الخارج وعندما سئل عن تلك الأموال ادعى إن “العلوية “هي التي تملك الأموال وليست أمواله ويقصد زوجته والتي شهد أكثر من شخص من أقاربها تاريخها وكيف كانت عائلتها؟! يبدو أنه هناك مقدمة لفضيحة مدوية حيث كشفت مصادر من السفارة الأمريكية في بغداد عن أن لدى السفارة تقريرا تفصيليا عن الثروات المالية الخرافية للقوى السياسية وبعض نوابها في العراق الجديد وبحسب التقرير الأمريكي ، فإن مجموع ما تملكه القوى السياسية النافذة يبلغ نحو 700 مليار دولار.
والذي يحدث رغم كل هذا حاله من القلق مصحوبة بترقب وخاصة بعد حوادث جسام داخل بغداد مع وجود جيش عرمرم من المفروض إن يسيطر على المدينة، مع تهديد لمليشيات بحمل السلاح ولكن الحكومة لم تقم إزاء هذا التهديد بشيء وخاصة بعدما تبنت عده تفجيرات وهنا يتضح إن الحكومة إما تخاف منهم آو عاجزة عن ملاحقتهم آو هناك آمر مخيف وتواطأ يصعب تفسيره .
هل يحق لنا نحن العراقيين وفي خضم ما نحس به ونعيشه من فساد واستئثار بالسلطة وتقاسم مقيت لها إن نبحث على بديل سياسي جديد، بديل يتمكن من إزاحة القوى الأخرى آو تحويلها ولو بشكل يرضي الجماهير وخصوصا السيطرة على الأوضاع وأهمها ثروات البلاد ، وحياة ومعيشة المواطن على أساس المشاركة في السلطة، والديمقراطية وإجراءاتها الهشة، فهل يمكن إن نجد بديل يستطيع إن يعطي تصور واضح للعراق ونظامه ومستقبلة مع إعطاء مكانه المواطن العراقي والارتقاء بمقدراته مع تداخل العلاقة بينه وبين الحكومة.
تطلعات الشارع العراقي وآمل الكثير منهم ببدء انجاز جديد يتمكن من جذب فئات المجتمع من اجل للالتفاف حولها والحصول على بديل مفيد ونافع.