23 ديسمبر، 2024 4:16 ص

بدون مؤاخذة-لا تصدّقوهم الوقت ليس لصالحنا

بدون مؤاخذة-لا تصدّقوهم الوقت ليس لصالحنا

منذ بدايات الصّراع العربيّ الصهيّونيّ، والذي أخذ طابعه العلنيّ بعد الإعلان عن وعد بلفور في نوفمبر 1917م، وإعلام الأنظمة العربيّة يصرخ ليل نهار بأنّ الوقت يعمل لصالح شعبنا الفلسطينيّ وقضيّته العادلة التي تمثّل قضيّة العرب الأولى، وصدّقناهم خصوصا وهم يتغنّون بإمكانيّات العرب الهائلة المتمثّلة بملايين العرب الذي يصل عددهم في أيّامنا هذه إلى أربعمائة إنسان، وأنّ العرب يملكون إمكانيّات اقتصاديّة هائلة، وأنّ البترول يشكلّ سلاحا سيوقف عجلة الاقتصاد العالميّة في حالة استعماله، لكنّهم في الواقع كذّبوا علينا مرّات ومرّات. فقد كذّبوا علينا وعلى آبائنا وأجدادنا من قبلنا، كذّبوا علينا عندما طلبوا من شعبنا بوقف إضرابه الشّهير عام 1936 معتمدين على حسن نوايا “صديقتنا بريطانيا”، وكذّبوا علينا عام 1948م عندما طلبوا من شعبنا مغادرة دياره لإفساح المجال للجيوش العربيّة للقضاء على العصابات الصّهيونيّة، وكذّبوا على اللاجئين عندما وعدوهم بالعودة القريبة التي لن تتعدّى أسابيع قليلة، وكذّبوا علينا عام 1967م عندما وعدوا بتحرير فلسطين كاملة، وكانت نتائج الحرب احتلال ما تبقى من فلسطين إضافة إلى صحراء سيناء المصريّة ومرتفعات الجولان السّوريّة، وكذّبوا علينا عندما كانوا يقولون بأنّهم يعدّون الجيوش لتحرير فلسطين وشعبها، ولم تكن هذه الجيوش سوى لحماية الأنظمة والاقتتال الدّاخليّ، وكذّبو علينا عندما خاضوا حرب اكتوبر عام 1973م والتي كانت مجرّد حرب لتحريك القضّيّة. وكذّبوا علينا عندما شنّت اسرائيل حربها على لبنان عام 1982م واحتّلت بيروت العاصمة، وتمّ اخراج منظّمة التّحرير من لبنان، وكذّبوا علينا عندما شاركوا في مؤتمر مدريد عام 1991م بوفود منفردة بدل وفد عربيّ واحد، وكذّبوا علينا عندما قالوا بأنّ اتّفاقات أوسلو ستنهي الاحتلال وستقوم الدّولة الفلسطينيّة بعاصمتها القدس عام 1999م. بينما استغلّتها اسرائيل لمصادرة أراضينا والتغوّل الإستيطاني، وكذّبوا علينا عام 2002 بما يسمّى مبادرة السّلام العربيّة التي أطلقها وليّ العهد السّعودي وقتئذ عبدالله بن عبد العزيز، بينما كانوا يقيمون تحالفات عسكريّة وأمنيّة مع اسرائيل، وكذّبوا علينا برفع شعارات الوحدة العربيّة، فقسّموا السّودان، وساهموا وموّلوا احتلال العراق عام 2003 وهدموا دولته وقتلوا وشرّدوا شعبه، وكذّبوا علينا بما يسمّى الرّبيع العربيّ، فأسّسوا منظّمات ارهابيّة تتدثّر بعباءة الدّين مثل داعش وجبهة النّصرة، فنشروا القتل والدّمار والتّخريب في الجزائر “العشريّة السّوداء بين 1992-2002″، العراق، سوريّا، لبنان، ليبيا، وشنّوا حربهم بالوكالة على اليمن منذ العام 2015م، وكذّبوا علينا عندما قالوا بترول العرب للعرب، وتبيّن أنّ البترول لشركات البترول الأجنبيّة، وأنّ جزءا من أرباح البترول تذهب لإسرائيل لتكريس احتلالها لوطننا فلسطين، وكذّبوا علينا بانتمائهم العربيّ الإسلاميّ عندما طبّع البعض منهم علاقاتهم مع اسرائيل، بينما اعتبر الآخرون قرارات التّطبيع قرارات سياديّة! وكذّبوا علينا بثقتهم “بالصّديقة أمريكا” التي تدعم اسرائيل في كافّة المجالات لتكريس احتلالها لوطننا، وكذّبوا وكذّبوا مرارا وتكرارا، فهل عامل الوقت لصالحنا فعلا؟

اسرائيل تستبيح الأراضي المحتلّة بمصادرة الأراضي واستيطانها، بما فيها جوهرتها القدس، وتفرض بقوّة السّلاح واقعا ديموغرافيّا، يدخل المنطقة في متاهات يصعب الخروج منها، وأقلّها منع إقامة الدّولة الفلسطينيّة، ويضغطون مع أمريكا واسرائيل على السّلطة الفلسطينيّة ويحاصرونها ماليّا لإضعافها ولتركيعها! فكيف يعمل الوقت لصالحنا؟ فلا تصدّقوهم والحديث يطول.