17 نوفمبر، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

بدمائنا وجودكم

بدمائنا وجودكم

الحديث عن مجاهدي الأهوار حديث ذو شجون , ابطال لم يعرفوا التملق والتصفيق والتسلق على اكتاف الأخرين , حملوا على اكتافهم هموم قضية لم تكن لمصلحة ذاتية في زمن كان يتخوف الناس من الأقارب والجيران والحيطان , حملوا البنادق على اكاتفهم وارواحهم في ايديهم , غطسوا في عمق القضية العراقية وتنفسوا هواءه من تحت الماء بقصبه , طاردهم الظلم والبطش , جفف ماء الأهوار بجريمة بيئية انسانية كبرى ليقطع عنهم كل سبل العيش , توزعوا بين الكثير من دول العالم , من مات منهم بالطريق ومن غرق في قاع البحار , أجساد تناثرت على ارض العراق بالمقابر الجماعية لم تبقى منها الاّ هياكل تروي حجم الجرائم بحقهم , فقدوا عوائلهم وممتلكاتهم لكي يحافظوا على شرفهم , بينما اعدائهم حافظوا على ممتلكاتهم وفقدوا شرفهم , حرموا من التعليم وفرص العيش مع اطفالهم , لم تتوقف التضحيات لبناء مستقبل زاهر في العراق يضمن الحرية والعدالة والمساواة , ابناء ميسان والبصرة وذي قار اتخذوا من الاهوار بيئة للجهاد .
من وصل للسلطة نزع ثوبه القديم وبكل صلافة تم تهميش ابناء الأهوار ولم يتم الألتفات لهم  . ابتعد الكثير من القادة الجدد عن واقع الأهوار وتضحيات شهدائهم , قوى سياسية تسلقت على اكتاف مناصريها وتمسكت بالسلطة على حساب الدولة والمصلحة على حساب المواطنة , لم تتوقف مظالمهم الى اليوم , وبريق السلطة والجاه اوجد الكثير من الادعياء المنافسين للتدافع على أخذ حقوقهم , ليمتلأ سجل المجاهدين بأسماء وهمية من المشاركين في قتل العراقين وعادوا بوجوه اخرى , وتحت غطاء ديني وحزبي , عشائر كبيرة أوت المجاهدين وناصرتهم  لا تزال قرى بائسة فاقدة لأبسط مقومات العيش طاردة لسكانها بديارها الخاوية , ابنائها يبحثون عن فرص للعمل فلا يجدون , بعد ان تعرضوا للتهجير القسري والتشريد لم يحصل اولئك العوائل على التعويض لتلك الاضرار وما تم شمولهم بالمادة 140 من الدستور في كل مناطق العراق تم تعويضهم سوى ابناء الجنوب لا يزال معظمهم يتنظرون رغم ان ملفات تلك القضايا بيد من كان شريكهم بالجهاد واليوم تنكر لحقوقهم , كل  العمليات السابقة لهم عمليات جهادية وخطوات مشروعة لتحرير شعبنا وانقاذه من براثن الدكتاتورية و تعرضوا للملاحقلات والمحاكمات على يد ازلام النظام السابق ، القانون {91} بحاجة لتعديل ليشمل مجاهدي الاهوار بكل مسمايتهم, اليوم لا تزال الاجراءات الحكومية الروتينية تطارد المجاهدين وطلب  الشهادات والوثائق الاكاديمية المطلوبة منهم فقط , في زمن كان من الصعوبة المحافظة على الارواح والمستمسكات الرسمية , تنعم في خيرات العراق الكثير واعيد للسلطة ومنح الرواتب والتقاعد الكبير لحملة الانواط وقتلة الشعب العراقي وذباحي اليوم الاّ ابناء الأهوار لا يزالون يقفون على ابواب المؤوسسات الحكومية كأنهم مطاردين , والأخر من تعرض للاصابات والأعاقة والعجز ينتظر دون جدوى , انهم ابطال سطروا اروع الملاحم  التاريخية  بحروف من نورودمائهم منار للأحرار , يقولون لمن وصلوا لسدة الحكم ( بدمائنا وجودكم  ) فلا تنكروا تضحياتنا وتجعلوا السلطة هي غاية من عميت بصارئهم وغاب ضميرهم , وانقلبت لديهم الموازين وقربوا من كان يقتلكم ويتهم المجاهدين بالخيانة والعمالة ليكون شريك من كان يشاركم المجاهدين في لقمة عيش اطفالهم,واليوم نفس تلك الشرائح لا تزال تدفع الضريبة , ولمصلحة من لا تعاد الحقوق للمجاهدين من ابناء الأهوار ؟!

أحدث المقالات