20 ديسمبر، 2024 4:13 ص

بدلة الخادم…..وصخرة الحجي……!!

بدلة الخادم…..وصخرة الحجي……!!

للعمل معان كثيرة واسعة ,فهو يطلق على ما يشمل عمل الدنيا والآخرة,أما عمل الدنيا الذي نحن فيه حيث يطلق على كل عمل دنيوي مشروع,ويشمل ذلك العمل اليدوي وأعمال الحرف والصناعة والزراعة والصيد والرعي أما  في يومنا هذا فيشمل أيضا انجاز المشاريع في البنية التحتية من خدمات تهم المواطن بشكل مباشر,وقال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) وقد نهى الإسلام أن يجلس الرجل بدون عمل وحيث كان الأنبياء عليهم السلام يذهبون لعملهم فكان نوح نجارا, ويعقوب راعي غنم ,ويوسف وزير خزانه أي (وزير مالية ) ليس كوزير المالية العراقي الذي لم نفهم منه شيئا لحد الآن,وإدريس خياط وموسى يرعى الغنم لمدة عشر سنوات (والمسلم يعمل حتى يحقق إنسانيته,لأنه كائن مكلف بحمل الرسالة).
والمهنية هي معرفة المهنة وحقل العمل ونرى في الدول الأسيوية المتقدمة مثلا ماليزيا و الهند و الصين لا وجود للفوارق بين المهندسين والفنيين والعمال فتراهم يرتدون بدلات العمل الزرقاء والخوذ ولا تستطيع أن تميز بين العامل والمهندس فالكل يعملون في هيئة فريق واحد بعمل جمعي كل حسب اختصاصه وتجدهم ورشة عمل منظم يعملون ويتحركون ويفطرون سواسية وليس عملا مكتبيا تبدل أثاثه وديكوراته كل شهر على حساب الميزانية العامة ومن قوت الشعب وعندهم الوقت كالسيف إن لم تقطعه يقطعك وإضاعة ساعات يعني إضاعة فرص من التقدم والنجاح والرقي عكسنا نحن معشر العطل والمناسبات وضياع الوقت والفوضى .
(بقدر الكد تكتسب المعالي …..ومن طلب العلى سهر الليالي ) .
أما بالنسبة لبدلة العمل فهي شرف وعز وسؤدد والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا ومنها….إن الزعيم الثوري الكوبي كان يزرع ويحصد مع المزارعين ويلوي الحديد في المصانع  مع العمال وكان ببدلة العمل, وعند زيارته لماليزيا استقبله الملك في كوالا لامبور ببدلة عمله المتواضعة,أما جيفارا الثائر فكان طبيبا مناضلا لا تفارقه بدلة العمل ويشارك أيضا في العمل بالطرقات والمصانع وأعمال الحفر والصيانة وتكاد لا تفارقه قبعته السوداء ذات النجمة الخماسية وبالتأكيد ستقولون عني –شيوعي -.
أما في مرحلة السبعينيات فقد شاركت أكثر شرائح المجتمع العراقي وطلبته في تجربة العمل الشعبي وشيدت مئات المدارس بتلك التجربة فكان المحافظين والمسؤلين الإداريين والمهندسين والفنيين كانوا يرتدون بدلات العمل في البناء والأعمار وأكيد سوف تقولون إن طرحك هذا –بعثي –
حكيم شاكر كان يلبس بدلة الرياضة ويغني ويصفق ويبكي ويفرح ويأكل مع أبناءه واقصد منتخب الشباب وليس منتخب (الشياب ) حتى تفاعل اللاعبون معه كأب ومربي وحصل على انجاز عالمي يشار له بالبنان وكان بعيدا عن البدلة والربطة والمسبحة وكان يفتخر بانجازه أمام الكاميرات وهذا حق مشروع له ولغيره.
أما( العليين الخادمين) دواي والتميمي اللذان يلبسان بدلة الشرف وهي لباس يتفاخران  به  ومن حقهما أن يظهران في وسائل الإعلام وهذا طموح وحق مشروع كما أسلفنا وانه أرشيف للتاريخ  بالصورة والصوت والأدلة ,وقد تقولوا عني هذه المرة انك – صدري –
  وهذه البدلة تكاد أن تميزهم عن لباس السياسيين في( قاط بثلاث أو أربع دكم ) يفصلونها في تركيا ودول الغرب والتي هي من قوت الشعب أيضا في فاتورة الملابس أو (مصاريف أخرى ) في قوائم ومصروفات البرلمان الموقر وهم يتشاجرون أحيانا على( المايك ) وهناك اكثر من 50 لاقطة وكاميرا تنتظرماذا يقولون للشعب وتراهم يتفاخرون في انجازات وهمية وأبر المورفين المخدر  في المؤتمرات الصحفية وتسمع دائما سوف نصوت…وسوف نقاطع…وسوف نطعن  وسوف..وسوف ,حتى أن سوف قد سافت وأصبح نطقها.. ثوف…وثوف..من كثر تكرارها الممل الذي بات لا يخفى حتى عند الأطفال الصغار التي أصبحت سلعة للاستهلاك المحلي والإعلامي والانتخابي  لا غير.
ففي قوله تعالى(من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره) فإذا رافق الإخلاص هذه الأعمال والنيات فما هي المشكلة أو الضير من البدلة ,وهل أن بدلة العمل أصبحت عارا أم  كار .
وإذا تمعنا أخلاق الصحابة والخلفاء وأهل البيت عليهم السلام  متواضعين بسطاء,وعندما سئل علي (ع) من أصحابه: لماذا لا تلبس الجديد وهذا عيد الله يا علي فأجابهم وإذا  لبست الجديد فانا سارق لبيت المسلمين حاشاه سيد البلغاء والحكماء في قولته هذه,وقال أن نار جهنم تسعر بمن  خان وسرق وتباهى في غير أمواله من السحت الحرام ,وهذه هي أخلاقهم , لنتحلى بها جميعا.
إن لبس أي بدلة عمل هي تحطيم للأبهة والغرور والصنمية,والمشكلة هي مشكلة المجاري والتخطيط والدراسات لتنفيذ الخطط والمشاريع المنسية وقد لدغنا من جحر مرتين مرة في العام الفائت وهذه المرة في عامنا هذا(وتيتي  تيتي مثل ما رحتي  جيتي ) ومشكلتنا المضحكة المبكية هي( صخرة الحجي عبعوب )…وشر البلية ما يضحك , والى( صخور وحصو وحجاروطابوﮒ وبلوك وگردة )..وهذه فلسفة ومبررات الفاشلين….!!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات