22 ديسمبر، 2024 2:02 م

بدلا من إصلاح البنى التحتية تمنح العطل الرسمية

بدلا من إصلاح البنى التحتية تمنح العطل الرسمية

هكذا هو الخلل ، معالجة الخطأ بالخطأ ، فبعد كل موجة مطر شديدة تقع الحكومات المتعاقبة باحراجات هي الأخرى شديدة ، فالمطر في العراق رغم شحته صار مدعاة للخوف والخشية ، إذ تمتلئ الشوارع وتدخل المياه معلنة بكل وقاحة التسرب إلى دور العوائل وغرف النوم وتخرب الاستقبال وغرف الراحة ، لا لشئ إلا لأن الماء لا يجد مجرى نظامي للتصريف بل يجد منافذ تؤذي وتخيف ، وقد يصعق المواطن بالكهرباء واعمدته المتهالكة منتشرة بعشوائية في الشوارع والأزقة أو قد يغطس في بالوعة معدومة الغطاء ، والحكومات والبلديات تعمل بحياء لتدارك المياه ، ولستر العيب ولتجاوز المحن تحاول المعالجة بالتساهل في الدوام أو منح العطل ، زيادة في البطالة المقنعة والكسل ، المهم معالجة اثار الفساد الذي ضربت اطنابه في كل أرجاء البلاد ، وصارت العلاجات ترقيعية .
أن الموظف في العراق وحسب البنك الدولي لا يعمل الا 17 دقيقة في اليوم ، وان عمله صار بالمنية على المواطن وهكذا تتعطل معاملاته وتزداد معاناته ، وما العطل إلا عبئا اخر على أكتافه ، والغريب أن الموازنة التشغيلية صارت 150 تريليون ، وازدادت اعداد الفضائيين وتلونت ازدواجيات الرواتب وصارت المصاريف أكثر من المشاريع ، مصاريف الرئاسات ودواوينها ومستشاريها تكلف أكثر مما تفيد وتدمر أكثر مما تبني ، شأنها شأن بدعة التعطيل لأنها بدعة تدمر الإنتاج ، الذي إليه نحتاج ، نعم اليه نحتاج في ترميم البنى التحتية وإزالة كل معوقات الإنتاجية ….